أصيل السَّقلدي
لم يُهزم التحالف العربي، ولم يفشل في تدخله العسكري في اليمن، كما يروِّج بعضهم، بل كانت النتيجة عكس ما يقوله المرجفون وقصيرو النظر، فالتحالف العربي حقَّق نجاحًا منقطع النظير في عملية عاصفة الحزم لإسناد الشرعية في اليمن.
متى تدخَّل التحالف العربي، ولماذا؟ بالإجابة عن هذا السؤال نستطيع معرفة مدى نسبة نجاح قوات التحالف العربي في مهمة دعم الشرعية في اليمن من فشله.
معلوم أن التحالف لم يتدخَّل عند اجتياح الحوثي للعاصمة اليمنية صنعاء، ولا احتلاله المحافظات الشمالية الأخرى، ولا حتى عند احتجاز الحوثي الرئيس هادي وَوَضعِه تحت الإقامة الجبرية في منزله بصنعاء.
ولكن تدخُّل قوات التحالف العربي بعاصفة الحزم جاء عند اجتياح الحوثي العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية، ووصوله إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي.
تمكَّن التحالف العربي من تنفيذ مهمته بشجاعة وبسالة واقتدار، واستطاع إسناد المقاومة الجنوبية إسنادًا حقيقيًّا؛ جويًّا وبحريًّا، وبشكل مباشر في أرض المعركة، وخلال أشهر استطاع التحالف العربي استكمال مهمة عاصفة الحزم ونجح 100٪؛ بمنعه الحوثي وطرده من المحافظات الجنوبية وباب المندب؛ التي انطلقت عاصفة الحزم حين قرَّر الحوثي اجتياحها.
وبعد نجاح التحالف العربي في مهمة عاصفة الحزم، ساند القوات في تأمين محافظات الجنوب المحرَّرة ومضيق باب المندب، أطلق التحالف العربي عملية إعادة الأمل واستمر في إسناد القوات التي تريد مواجهة الحوثي في المحافظات الشمالية استفادت من هذا الاسناد القوات الصادقة واحرزت انتصارات كبيرة في محافظات شمالية، واخفقت بعض القوات في التقدُّم من مواقعها.
لذا، أريد أن أشير هنا إلى أن بقاء بعض المحافظات الشمالية تحت سيطرة الحوثي لا يُعدُّ فشلًا للتحالف العربي، ولا انتصارًا حوثيًّا إيرانيًّا، فالتحالف العربي لم يتدخل عند سيطرة الحوثي على تلك المحافظات حتى يُحكَم عليه بالفشل، بل نجح التحالف العربي في المهمة المنوطة به، وإضافة إلى ذلك ساند أهل تلك المحافظات، ولو أراد تحريرها لأطلَق عملية عسكرية لا تُبقي فيها حوثيًّا إيرانيًّا ولا تذر.