كريتر نت – العين الإخبارية
غدت أصوات المؤثرين اليمنيين على مواقع التواصل العدو الأول لمليشيات الحوثي في حربها الرامية لعزل شمال اليمن بعيدا عن أنظار العالم.
فمليشيات الحوثي لجأت مؤخرا لتكتيكات سوداء لملاحقة الأصوات اليمنية التي تعري فسادها وإجرامها من بينها الاغتيالات الصامتة والغامضة، ونصب محاكم التفتيش لشرعنة الاعتقالات التعسفية طويلة المدى.
وتعرض نحو 7 ناشطين بينهم 5 مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي للاغتيالات والاعتقالات التعسفية ومحاكمات سياسية جائرة استهدفت بالدرجة الأولى إسكات أصواتهم عقب انتقاد تدهور الأوضاع المعيشية والفساد في مناطق الانقلاب.
المكحل
أبرز هذه الأصوات هو الناشط حمدي عبدالرزاق المكحل الذي يتابعه على قناته “أجياد الأمير” في موقع يوتيوب، أكثر من 22 ألف متابع، حيث اعتقله الحوثيون في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبل أن يخرج جثة هامدة من معتقل أمن محافظة إب، في جريمة اغتيال هزت الرأي العام.
كما تحولت جنازته في أول أيام رمضان إلى انتفاضة شعبية، حيث هتف محتجون للمرة الأولى منذ سنوات “الحوثي عدو الله” و”ارحل ارحل يا حوثي” ما دفع المليشيات لشن حملة مضادة لملاحقة النشطاء المشاركين في الاحتجاجات في المحافظة الواقعة وسط البلاد.
وإثر ذلك، اعتقلت مليشيات الحوثي عشرات المدنيين من بينهم الناشط الإعلامي محمد الشيبة، والناشط المجتمعي علي السياغي، بتهمة المشاركة بجنازة حمدي المكحل، ونقلهما إلى سجن ما يسمى “الأمن والمخابرات” في محافظة إب، وفقا لمصادر يمنية.
وعلمت “العين الإخبارية”، من مصادر أمنية رفيعة أن مليشيات الحوثي عممت في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها بتشديد الرقابة ضد كل من ينتقد سياسة فسادها وعبثها وإهدارها للمال العام، وهددت باتخاذ إجراءات عقابية صارمة ضد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب المصادر فإن توجيهات الحوثي قضت بعدم إطلاق سراح أي صحفي أو ناشط حتى وإن صدر بذلك حكم قضائي من المحاكم الخاضعة لسيطرة الانقلابيين في صنعاء أو أي محافظة تحت إمرتهم.
قيودٌ تقود إلى أن الانقلابيين يتجهون لتطويق عنق كل الأصوات شمال اليمن في مسعى لحجب الأنظار عن الفساد وتدهور الأوضاع المعيشية وحالة الجوع التي تضرب المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
المومري ورفاقه
في 21 مارس / آذار الجاري، أصدرت مليشيات الحوثي حكما من ما يسمى “المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بصنعاء” بسجن 4 من مشاهير منصة “يوتيوب” بعدما أدينوا ببث “أخبار كاذبة” على حد زعم الجماعة الإرهابية.
والضحايا هم: مصطفى المومري الذي يتابعه أكثر من مليوني شخص، والمعلق الرياضي أحمد علاو ويتابعه نحو 800 ألف في حسابه على قناته في “يوتيوب” فضلا عن الإعلامي أحمد حجر الذي يتابعه أكثر من 240 ألف شخص، وناشط رابع يدعى حمود المصباحي ويعمل ممنتج فيديو.
وقضى منطوق الحكم بعقوبة حبس لمدة عام ونصف على مصطفى المومري، وعام كامل لأحمد حجر، و 3 أعوام لعلا، و 6 أشهر للمصباحي.
كما قضى الحكم الجائر بحذف قنواتهم وجميع حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، ومصادرة المضبوطات وغرامة تعادل 20 ألف دولار على كل ناشط.
جرائم حوثية بحق النشطاء- يرى مراقبون- أنها تعكس مدى الرعب والخوف الذي تعيشه المليشيات من أي تحرك مجتمعي ضدها وإدراكها أنها تفتقر للحاضنة الشعبية، وهو ما يدفعها إلى اللجوء لسياسة الترهيب والقمع المفرط تجاه أي ناشط أو مدني ينتقد ممارساتها ولو كان من الموالين لها.
كما أنها تعكس خوف المليشيات من استنساخ مشهد الاحتجاجات الشعبية في إيران.
مؤشرات لامست خطاب زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، السبت الماضي، حذر فيه عناصره من حرب جديدة ليس على جبهات القتال وإنما في الحاضنة الداخلية ضد المجتمعات المحلية الخاضعة لسيطرته ويتصدرها الإعلاميون والناشطون.
وتوعد رأس الجماعة بالتعامل مع الأصوات التي تنتقد فساد وجرائم مليشياته كجزء من “حالة حرب”، على حد قوله.