كريتر نت / متابعات
كشفت مصادر عن عملية سطو قادها حزب الإصلاح في تعز، على ملف يحوي وثائق خاصة بالمحافظ السابق أمين محمود تضم أوراق استلامات وكشوفات بالأسلحة.
وجاءت العملية بهدف محو الأدلة على الاستيلاء على مبالغ مالية ضخمة منها مبلغ ثلاثمائة مليون ريال كانت مخصصة لتنفيذ مهمة تحرير جبل الوعش، وتأمين منطقة عصيفرة، وقطع خطوط الإمداد في الستين وصولاً إلى منطقة مفرق الذكرة.
واستولى مسلحون يتبعون قياديا في الإصلاح على ملف خاص بالعهد المالية كان في طريقه لمندوب وزارة المالية في عدن، بعد التقطع لحامل الملف واختطافه في نقطة الهنجر التابعة للشرطة العسكرية.
وقال مصدر لـ”نيوز يمن” إن المسلحين نقلوا الوثائق إلى مدير شعبة الاستخبارات العسكرية في محور تعز ووكيل المحافظة عبدالقوي المخلافي الذي قام بنزع كل الاستلامات التي تخص الألوية المحسوبة على الإصلاح ومصادرتها.
وأفرج مسلحو الإخوان عن الشخص الذي كان يحمل الملف؛ بعد ما شعرت قيادات الإصلاح بحجم الكارثة التي اقترفوها وأعادت بقية الوثائق قبل أن تسربها لمواقع إخبارية موالية للتغطية على الفضيحة.
وأفادت مصادر عسكرية لـ”نيوزيمن“ أن مستشار المحور (سالم) ووكيل المحافظة عبدالقوي المخلافي هم من أشرفوا على تنفيذ عملية السطو وتنفيذها، وتم تسريبها للإعلام رغم كونها وثائق عسكرية تتسم بالسرية.
ولفتت إلى أن الهدف تصفية حساباتهم وأحقادهم على المحافظ السابق وكذلك قائد اللواء 35 مدرع، مستغلين غياب المحافظ الجديد نبيل شمسان.
وبدأت خيوط القضية باجتماع عقده محافظ تعز السابق الدكتور أمين محمود والقيادات العسكرية في إبريل من العام الماضي؛ لإتخاذ قرار حاسم بضرورة البدء بعملية إستكمال تحرير المحافظة، وهو الاجتماع الذي تهرب منه قائد المحور السابق (خالد فاضل).
وقد تم الاتفاق حينها على تنفيذ العملية الخاصة بتحرير جبل الوعش، وتأمين منطقة عصيفرة، وقطع خطوط الإمداد في الستين وصولاً إلى منطقة مفرق الذكرة، وقدرت الاحتياجات اللازمة للعملية من ذخائر ونفقات بمبلغ 300 مليون ريال.
وبحسب المصادر فإن أمين محمود أطلع الرئيس عبدربه منصور هادي عن الاجتماع والخطة، وبدوره وجه هادي بتحويل المبلغ مباشرة ليصطدم الجميع بتعنت قائد المحور ومماطلته في تنفيذ المهمة وصولاً إلى رفض التوجيهات والتمرد عليها.
واشترط قائد محور تعز المقال خالد فاضل تسليم المبلغ له ليقوم بعملية شراء الأسلحة والذخائر، وهو ما رفضه المحافظ أمين محمود حرصاً على عدم ضياع فرصة تنفيذ العملية وتحاشياً لتكرار فضيحة ”فاضل“ في نهب مبلغ الثلاثة مليار ريال التي خصصت لاستكمال التحرير وصرفت بشيك من البنك المركزي لأحد قيادات المحور وذهب المبلغ “فص ملح وذاب “.
وبحسب مذكرة موجهة من محافظ المحافظة إلى قائد المحور بعد طلب الأخير استلام المبلغ وهو سيتصرف به، فقد رد أمين محمود، أن المبلغ تم تخصيصه لمهمة معينة بحسب الاتفاق مع رئيس الجمهورية وهو ما رفضه قائد المحور وظل يماطل ويتمرد على التوجيهات.
ووفقا للمصادر فقد تم شراء ذخائر إضافية بمبلغ 170 مليون ريال ” بمبادرة وتمويل ذاتي من محافظ تعز السابق أمين محمود ” وبنظر مستشار المحور عبده فرحان (سالم)، والذي بدوره استولى على الذخائر ولم يقدم أي كشف يوضح كيفية صرف الذخائر على الوحدات العسكرية المختلفة.
وبعد ضغط المحافظ لمعرفة آلية الصرف كان رد المستشار (لقد نهبت الذخائر من مخازن قيادة المحور) .
ويتهم قائد محور تعز السابق بنهب مبالغ الرديات ومخصصات الأفراد التي تصل إلى 500 مليون ريال شهرياً، بالإضافة إلى نهب مبلغ مليار وستمائة مليون ريال مرتبات الجيش في تعز لشهر يناير 2018 الذي لم يصرف حتى الآن وما زالت لدى قيادة المحور .
وبحسب عدد من الوثائق فإن خالد فاضل مازال يرفض إخلاء عهد مالية، منها عهدة بمبلغ مائة وسبعين مليون ريال وكذا بإخلاء عهدة بمبلغ مائتي مليون ريال تم تخصيصها لدعم الحملة الأمنية ولم يصرف منها سوى عشرين مليون ريال.
وأكد مصدر مقرب من المحافظ السابق بأنهم يتحفظون عن كشف كثير من الحقائق المخجلة التي مارستها هذه الجهة وعملت على إعاقة جهود محمود في اتجاه تحرير تعز.
وقالت مصادر إن هناك وثائق تدين قيادات عسكرية كبيرة في الجيش بملفات فساد.