أ.د. محمد أحمد علي المخلافي
نائب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني
تبلور جمهورية الصين الشعبية من خلال مواقف ومبادرات الحزب الشيوعي الصيني و الرئيس شي جين بينغ رئيس الدولة وأمين عام الحزب، المبادرات المتتالية التي ابتدأت بمبادرة: الحزام والطريق، وتلتها مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية.
لقد تظافرت نتائج الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشر للحزب الشيوعي الصيني وبيانها الصادر بتاريخ ١١ فبراير ٢٠٢١م وتلته مواقف الصين التي أعلنها الرئيس الرفيق شي جين بينغ بعد ذلك لتبين الغامض في ما ورد في البيان وتشكل رؤية متكاملة لتغيير العالم وإقامة مجتمع دولي متعدد الأقطاب، وإحداث المزيد من دمقرطة العلاقات الدولية لتحقيق السلام والتنمية المستدامة للعالم، وتوفير الأمن لجميع بلدان العالم.
وهي مبادرات تلقى القبول والتأييد من شعوب وحكومات وأحزاب البلدان النامية والأقل نمواً ولاسيما البلدان التي تحكمها الأحزاب الاشتراكية والشوعية والعمالية أو الأحزاب المؤثرة في إتخاذ القرار في هذه البلدان أو الساعية للتغيير في بلدانها وفي العالم كأحزاب أممية، ومنها الحزب الاشتراكي اليمني.
وتم التعبير عن هذه المواقف في اجتماع رفيع المستوى للحزب الشيوعي الصيني في الحوار مع الأحزاب السياسية العالمية المنعقد بتاريخ ١٥ مارس ٢٠٢٣م وتحت عنوان: ” الطريق نحو التحديث: مسؤلية الأحزاب السياسية” وفيها بين الرفيق شي جين بينغ الغامض وغير الواضح في مبادرات الدولة الصينية.
وتحظى المبادرات الصينية بدعم وتأييد الدولة الروسية وأحزابها السياسية، وتبين ذلك من خلال مقالة شي جين بينغ المنشور في وكالتي: ” شينخوا و نوفستي” يوم الإثنين الموافق ٢٠ مارس ٢٠٢٣م قبيل زيارته لروسيا الإتحادية وتحت عنوان: “المضي قدماً لفتح فصل جديد من الصداقة والتعاون والتنمية المشتركة بين الصين وروسيا”.
وسبق أن تناولنا آفاق وطموح الصين في قيادة العالم الجماعية بمقالة صدرت بُعيد بيان اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تحت عنوان: ” طريق الإشتراكية ذات الخصائص الصينية وآفاق الصين لقيادة العالم” و أُذكر القارئ ببعض ما جاء فيه لتبيان أن الحزب الشيوعي الصيني ونواة اللجنة المركزية شي جين بينغ يسير وفقاً لمنهاجية متدرجة وخطى ثابتة.
وأتى بيان اللجنة المركزية ليعلن لأول مرة صراحة ” بأن النظام الاشتراكي في الصين لا ينافس النظام الأمريكي فحسب، بل ينافس النظام الرأسمالي العالمي برمته وسيتغلب عليه بفضل تفوق الإشتراكية على الرأسمالية وأن ثقة الصين بتفوق الاشتراكية وصل حد لا يقبل المواربة (…) .
وهي ثقة مصدرها قدرة الصين على الجمع بين النقائض ونجاحها: الجمع بين الاشتراكية والديمقراطية، والجمع في الديمقراطية السياسية بين ما يسمى بنظام الديمقراطية الشعبية والديمقراطية التقليدية (دولة واحدة ونظامان)”.
بيد أن مقالنا المشار إليه وضع غير علامة إستفهام على البيان بسبب ترك مسائل هامة غامضة، وهو فراغ في البيان إرتأت المقالة أنه قد: “يمكن الدول الرأسمالية من تأليب العالم ضد الصين والتحريض عليها بإنها ستفرض على العالم نظام شمولي وقد تجد سنداً لما تقوم به مراكز الإبحاث في الصين من نقد الديمقراطية التعددية القائمة في العالم الغربي ( وبلدان نامية كثيرة)، وأنه ومن غير الواقعي أن تحقق الصين هذا التغيير العالمي بمساندة الدول النامية فقط، وإنما هي بحاجة إلى تحالف مع دول كبرى أخرى، وأعتقد أن روسيا مؤهلة لأن تكون هذا الحليف” أنتهى الاقتباس.
لقد أتت كلمة ومقالة الرئيس شي جين بينغ لملئ الفراغ في الرؤية والإجابة على الأسئلة التي طرحتها مقالتنا.
وبإستثناء مبادرات الطريق والحرير التي صارت واضحة للعالم فقد بينت كلمة الرئيس ومقاله منطلق ومسار المبادرات الأربع و المتمثلة في: المستقبل المشترك للجميع وإتجاهاته إتجاهات تاريخية للسلام والتنمية والتعاون المربح للجميع، وهو إتجاه لا يمكن وقفه، ويشمل إتجاهات التعددية القطبية، والعولمة الإقتصادية، ومزيد من الديمقراطية في العلاقات الدولية، وهي إتجاهات لا رجعة فيها، ومن هذا المنطلق وعلى أساس هذه الإتجاهات أنبثقت المبادرات الصينية الأربع: مبادرة الحزام والطريق، مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية.
والهدف من هذه المبادرات يتمثل وفقاً للرفيق شي جين ينغ في ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة: السلام والتنمية والعدالة والإنصاف والحرية والديمقراطية على الصعيدين الوطني والدولي.
وعلى قاعدة أنه: لا يوجد بلد متفوق على البلدان الأخرى، ولا يوجد نموذج للحكم يمكن تعميمه على الجميع، ولا ينبغي لبلد واحد أن يملي على النظام الدولي ما يريد، وأن المصلحة المشتركة للبشرية جمعاء تكمن في وجود عالم متحد وسلمي، وليس منقسماً ومتقلباً، وبإستثناء مبادرة الحزام والطريق، كانت مضامين المبادرات الأخرى غير واضحة فأتت كلمة الرئيس الصيني ومقاله ليوضحا مضمون هذه المبادرات، ونوردها بإيجاز على النحو التالي:
مبادرة الطريق والحرير ومبادرة التنمية العالمية.
مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية مشمولة بمفهوم التحديث والتنمية الشاملة والمستدامة على الصعيدين الوطني والدولي وفي كلمة الرئيس شي جين بينغ يدعو الأحزاب السياسية في العالم دعم توجه الصين والعمل على تحقيق توافر القواعد الحاكمة للتحديث، ومنها:
١ـ تعاون مربح للجميع.
٢ـ إزدهار مشترك.
٣ـ التقدم المادي والثقافي- الأخلاقي.
٤ـ خلق الإنسجام بين الإنسان والطبيعة.
٥ـ تحقيق تنمية مستقلة في ظل الظروف الوطنية لكل بلد.
وأن يستهدف التحديث تحقيق مايلي:
١ـ تنمية حرة وشاملة للناس من خلال: توفير حياة سعيدة ومستقرة للناس.
٢ـ حياة أفضل ومزيد من التقدم الحضاري وعلى وجه الخصوص تحقيق الوفرة المادية، والنزاهة السياسية والإثراء الثقافي- الأخلاقي، والإستقرار الاجتماعي.
٣ـ بيئات معيشية ممتعة: من خلال المعالجة بشكل أفضل لهموم الناس وتلبية إحتياجاتهم المتنوعة.
٤ـ التنمية البشرية.
وسمات التحديث الذي تدعو إليه الصين تمثل أهداف وغايات التنمية الشاملة والمستدامة لجميع الشعوب: تحديث الرخاء المشترك للجميع، تحديث التقدم المادي والثقافي ـ الأخلاقي، تحديث التناغم بين الإنسان والطبيعة، وتحديث التنمية السلمية وتحديث بشري.
والتحديث البشري يعني تحقيق التنمية عالية الجودة والإزدهار العالميين، وهذا لن يتحقق الا بنموذج تنموي جديد، ولكي تتحقق العدالة والإنصاف والفرص المتساوية والسيادة التنموية يكون من واجب البلدان المتقدمة ومنها الصين الإلتزام بدعم البلدان النامية، ومن باب أولى، البلدان الأقل نمواً، ومساعدتها لتحقيق التنمية والتصنيع والتحديث بوقت أسرع والتعاون معها لوضع الحلول والتدابير التي تؤدي إلى تقليص الفجوة بين الشمال والجنوب، وتحقيق التنمية المشتركة وبناء مجتمع عالمي للتنمية، وذلك من أجل تحقيق رفاهية الجيل الحالي وحماية حقوق ومصالح الأجيال القادمة.
ووجه الرئيس شي جين بينغ الدعوة للأحزاب السياسية في العالم والبشرية جمعاء إلى العمل من أجل إقامة مجتمع عالمي أكثر عدلاً يتمتع الجميع فيه بحقوق متساوية وفرص متكافئة وقواعد عادلة للجميع، ومن أجل تحقيق ذلك، العمل معاً لإصلاح وتطوير نظام الحوكمة العالمي.
مبادرة الأمن العالمي:
حددت مبادرة الأمن العالمي الصينية ملامح ومعايير مغادرة دول العالم عقلية الحرب الباردة ومساعي الهيمنة من قبل الدول القوية والتي لا حاجة للعالم بها، ولا يجني منها الا الضرر المحض ومن تلك السمات والمعايير التي عكستها كلمة الرئيس شي جين بينغ ومقاله المشار إليهما آنفاً:
١ـ تسوية الخلافات من خلال الحوار وحل الخلافات من خلال التعاون.
٢ـ التخلي عن سياسة الهيمنة والقوة بجميع أشكالها.
٣ـ تسييد عقلية التكافل والفوز في التعامل مع التحديات الأمنية المعقدة والمتشابكة لإنشاء بنية أمنية عادلة يتم بناؤها ومشاركتها من قبل الجميع.
٤ـ التخلي عن ممارسات تأجيج الإنقسام العالمي والمواجهة باسم الديمقراطية، لأن هذه الممارسات تؤدي إلى إنتهاك روح الديمقراطية، وما يجلبه هذا الإنقسام ليس إلا الضرر البحت الذي لا نهاية له.
والصين تعتبر نفسها ملتزمة بما ورد في هذه المبادرة والمبادرات الأخرى، وتعتبر تعزيزها لقوتها لا يستهدف أحد وإنما من أجل السلام العالمي والعدالة الدولية، وتؤكد أنها، ومهما بلغ تحديثها ومستوى التنمية المحققة فيها، فإنها تلتزم بأنها لن تسعى أبداً إلى الهيمنة أو التوسع.
مبادرة الحضارة العالمية:
حددت كلمة الرفيق شي جين بينغ سمات الحضارة العالمية التي تقترحها والمتمثلة في: إحترام تنوع الحضارات، القيم المشتركة للإنسانية، والتبادل والتعاون بين الشعوب، والإنفتاح على قيم الحضارات المختلفة، وكفال الحق في الإرث وإبتكار الحضارات.
ويعني إحترام تنوع الحضارات: هو إعمال مبادئ المساواة والتعلم المتبادل والحوار والشمولية بين الحضارات، ويشمل ذلك، التبادل الثقافي، التعلم المتبادل، والتعايش والتخلي عن مشاعر التفوق.
وتتمثل القيم المشتركة للإنسانية في: السلام، والتنمية، والعدالة، والإنصاف، والحرية، والديمقراطية، وهي تطلعات مشتركة لجميع الشعوب.
التبادل والتعاون: وتشمل التبادل بين الشعوب والدول.
الإنفتاح على قيم الحضارات المختلفة: وهذا يتطلب الإمتناع عن فرض قيم ونماذج حضارات على أخرى وأمم على أمم والإبتعاد عن تأجيج المواجهة الإيديولوجية.
الحق في الإرث وإبتكار الحضارات: وهو حق وفقًا للرؤية الصينية يشمل الحق لكل بلد في الإستفادة الكاملة من ثقافتها وتاريخها، والعمل لتحقيق التحول الإبداعي في البلد والتطوير المبتكر لثقافتها التقليدية النافعة.
ولقد ذيّل الرئيس شي جين بينغ كلمته بالدعوة إلى نوع جديد من العلاقات بين الأحزاب السياسية من أجل بناء نوع جديد من العلاقات الدولية وتوسيع الشراكات العالمية وصولاً لبناء مجتمع ومصير مشترك للبشرية جمعاء.
أتت كلمة أمناء عموم الأحزاب السياسية من رؤساء الدول والحكومات مؤكدة على إتفاقها مع المبادرات الصينية وكلمة الرئيس شي جين بينغ، ومن ذلك دول كبرى مثل: روسيا الإتحادية وجنوب أفريقيا والبرازيل والهند وغيرها من الدول الكبرى والكبيرة، وهي دول منخرطة إما في منظمة شنغهاي أو مجموعة بريكس، وهما تكتلان مفتوحتان أمام إنضمام دول أخرى، وروسيا تدعم إنضمام المملكة العربية السعودية إليها.
وفي المقال أكد الرئيس شي جين بينغ على أن الصين وروسيا تربطهما شراكة تنسيق إستراتيجية، وهذا يعني أن الدولتان صارتا مرتبطتان ببعضهما البعض بتحالف إستراتيجي لا يقتصر على التعاون والتنمية المشتركة وإنما يمتد إلى التحالف العسكري، وهو ما تأكد من خلال تصريحات الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة الصينية، ويؤكد ذلك ماورد في المقالة التي سبقت زيارة تشي جين بينغ وتلاه التصريح من قبل ممثل وزارة الدفاع.
تحدث مقال الرئيس تشي عن التعاون الوثيق والمنسق بين البلدين وقبل التوقيع على ١٩ إتفاقية أثناء الزيارة بين البلدين، وهو تعاون يقع في مركز الصدارة منه العمل معاً ومع شركائهما الآخرين لتغيير النظام العالمي والإنتقال إلى مجتمع دولي متعدد الأقطاب، وهو تنسيق وثيق يتم بين الصين وروسيا في إطار المنظمات والتجمعات الدولية ومنها: منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس، ومجموعة العشرين، وهذا التعاون الوثيق سوف ينصب من دون شك من أجل المزيد من التعددية الحقيقية والديمقراطية في العلاقات الدولية وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة، والغاية النهائية إقامة مجتمع دولي جديد ذي مسقبل مشترك للبشرية.
نعى مقالنا على بيان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني سكوته عن بؤر الصراع في العالم، ولاسيما سكوته عن قضية الصراع في منطقة الشرق الأوسط…، لكن الصين اليوم وبعد بضعة أشهر من صدور البيان تظهر رؤية الصين كدولة عظمى تسعى لتحقيق السلام في العالم وأن رؤية المستقبل المشترك للبشرية قابلة للتطبيق وتبعث الثقة بمصداقية توجهات الصين وذلك من خلال مبادرة مبادئ السلام في الشرق الأوسط، والبدء عملياً ببذل المساعي لإيجاد أمن جماعي لشعوب الشرق الأوسط وحققت النجاح في أول خطوة بإتفاق السعودية وإيران على إنهاء الصراع بينهما، وإنهاء الصراع بينهما لا يمكن أن يكون ذو طابع ثنائي وإنما ذو طابع متعدد (وسوف نتناول الإتفاق بمقالة خاصة)، لأن السبب الأول والرئيس للصراع يتمثل في المشروع العقائدي الفارسي الذي أدى إلى نشر الحروب في العالم العربي: اليمن، سوريا، لبنان والعراق وأوجد بيئة غير آمنة للتنمية والإستثمار في كل دول إقليم الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت تعمل الصين وبالتنسيق مع حليفتها الرئيسية روسيا من أجل إنها الصراع العربي الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وذلك ببدء عقد مفاوضات بين إسرائيل وإيران في بكين في 23 مارس 2023م، ويتوافر لدى الصين وروسيا إمكانية ضمان استمرار مشروع الطاقة النووية السلمية في إيران، وفي نفس الوقت تقديم الضمانات لدول الخليج العربي واسرائيل، لأن مشروع الطاقة النووية في إيران يقوم على الدعم العلمي والفني لكل من الصين وروسيا، الأمر الذي يجعل وساطتهما ناجحة ومقبولة من جميع الأطراف، ويجعل الصين وروسيا دولتان مؤهلتان لتقديم الضمانات ومراعاة جوانب كل مخاوف مختلف الأطراف، وتجري المفاوضات غير العلنية بين الطرفين في بكين، وتطرح روسيا والصين المبادرات لإنهاء الحرب في سوريا، وأثناء زيادرة الريس تشي جين بينج لروسيا طرح المبادرة الصينية لإنهاء الحرب والصراع في أوكرانيا، وهو ما رحبت به السلطة في أوكرانيا بدعوة رئيسها للرئيس الصيني لزيارة أوكرانيا بعد إعلان الصين عن مبادرتها لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولا نجازف إذا زفينا البشرى لشعوب الشرق الأوسط التي تعاني من الحرب والتشرد والفقر والمرض في اليمن وسوريا ولبنان والعراق، أن أفق السلام قادم، والمستقبل المشترك للأمم الأربع: الأمة العربية والكرد والفرس والترك يلوح في الأفق ليبشر بصباح مشرق وغد جميل. وكما أشرنا من قبل أن مبادرة الأمن العالمي تتمحور حول مفهوم الأمن الجماعي والتعاون الشامل والمستدام لجميع البلدان لتأسيس النظام العالمي البديل وتحقيق السلام والأمن بفضل تحقيق إقامة هذا النظام البديل عن نظام: “الفوضى وعدم الاستقرار”، الذي نشرته القيادة الإمريكية في العالم.
إذن العالم أمام لحظة تاريخية فارقة، هي لحظة التغيير في العلاقات الدولية، والإنتقال من هيمنة القطب الواحد إلى نظام دولي جديد يقوم على التعددية والديمقراطية في العلاقات الدولية.
ثمة إستعداد روسي صيني للحرب يتمثل بنقل روسيا لسلاح نووي إستراتيجي إلى الشمال الروسي والقريب من الولايات المتحدة الأمريكية وسلاح نووي تكتيكي إلى بلاروسيا، التي تمثل النقطة الأقرب إلى أوروبا، وإحتشاد القوات البحرية الصينية، بما في ذلك الغواصات النووية حول تايوان، بالإضافة إلى التدريبات العسكرية الروسية- الصينية المشتركة والإستعداد لمناورت عسكرية مشتركة، كل هذا الإستعداد بإعتقادي ليس بسبب الحرب في أوكرانيا أو سبب مشكلة تايوان وتمسك الصين بـ(الصين الواحدة) وإنما لدر حرب عالمية ثالثة، إذ أن مثل هذا الإستعداد للردع سيجعل أوروبا غير مستعدة لمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية التفكير بمغامرة عسكرية لمنع التغيير في العالم.
مامن شك أن التوجه الروسي- الصيني للتغيير سوف يحظى بدعم ومساندة البلدان النامية والأقل نمواً ومنها بلدان الشرق الأوسط وبلدنا اليمن؛ لأن ذلك سيرسخ قاعدة عامة لدمقرطة العلاقات الدولية وتحقيق العدل والإنصاف وإزالة الهيمنة واللامساواة بين الشعوب والدول، وسوف يحقق مصالح الدول الضعيفة والفقيرة وسيجعل مبدأ “المستقبل المشترك للبشرية” ممكن التحقق، وأن تنعم بالسلام وثماره شعوب العالم قاطبة.