كريتر نت – متابعات
تجاوزت كرة القدم الإيطالية عجزها عن وقف التجاوزات والتوترات في ملاعبها حيث تضاعفت الحوادث في الأسابيع الأخيرة. وذلك مع الهتافات العنصرية التي ندّد بها مهاجم إنتر ميلان الدولي البلجيكي رومليو لوكاكو مساء الثلاثاء في تورينو.
وتعرض البلجيكي رومليو لوكاكو مهاجم إنتر ميلان لإهانات عنصرية من جماهير يوفنتوس خلال تعادل الفريقين (1-1) في ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا عندما سجل بنفسه هدف التعادل من ركلة جزاء متأخرة على أرض يوفنتوس، لكنه طرد بعد نيله إنذارا ثانيا إثر احتفالاته المستفزة أمام جماهير المضيف عندما وضع إصبعه على فمه مطالبا إياهم بالصمت ثم مشاجرة مع اللاعبين.
وكان يوفنتوس في طريقه إلى حسم المباراة بهدف لمدافعه الدولي الكولومبي خوان كوادرادو سجله في الدقيقة 83، لكن إنتر حصل على ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع إثر لمسة يد على المدافع البرازيلي جيلسون بريمر، انبرى لها لوكاكو الذي دخل بديلا عن المهاجم البوسني إدين دجيكو في الدقيقة 69 بنجاح مدركا التعادل (90 + 5).
وفيما لم يتطرق مدرب إنتر سيموني إنزاغي إلى الهتافات التي تعرض لها لاعبه، أكّدت صحيفة “لا غازيتنا ديلو سبورت” الإهانات حسب مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتوترت الأجواء بين الفريقين بعد الهدف. وطرد أيضا كوادرادو وحارس مرمى إنتر ميلان السلوفيني سمير هاندانوفيتش بسبب سلوك غير رياضي (90 + 8) عقب نهاية اللقاء.
الكرة الإيطالية تجاوزت عجزها عن وقف التجاوزات والتوترات في ملاعبها حيث تضاعفت الحوادث في الأسابيع الأخيرة
ودعت رابطة الدوري في بيان إلى “إخراج العنصريين من الملاعب”، مضيفة “لا يمكن لبعض الحاضرين في المدرجات إفساد مشهد كرة القدم، وهم لا يمثلون جميع أفكار المشجعين الشغوفين الحاضرين في الملعب”، وأكدت أن الأندية “ستتمكن من التعرف على المذنبين، وتقصيهم من الملاعب مدى الحياة”.
وفي السياق ذاته غرّد حساب المنتخب البلجيكي “لا للعنصرية”، مع صورة لمهاجمه لوكاكو يحتفل بتسجيله هدفا للشياطين الحمر. وسيلتقي الفريقان إيابا في 26 أبريل الحالي على ملعب “جوزيبي مياتسا” في ميلانو.
وقال مايكل يورمارك رئيس وكالة الإدارة الرياضية “روك نايشن سبورتس انترناشونال” المسؤولة عن مصالح اللاعب البلجيكي أن الأخير لم يرغب في استفزاز المشجعين المنافسين بهذه الحركة التي كان قد “احتفل بها سابقا خلال هزه الشباك”. وأضاف “التصريحات العنصرية تجاه روميلو لوكاكو من جماهير يوفنتوس أكثر من بغيضة ولا يمكن قبولها”، موضحا في رسالة منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي “قبل تنفيذ ركلة الجزاء وخلالها وبعدها وقع ضحية هتافات عنصرية معادية ومثيرة للاشمئزاز. احتفل بطريقته الاعتيادية بعد التسجيل”.
وتابع “يستحق روميلو اعتذارا من يوفنتوس (…)، يتعين على السلطات الإيطالية الاستفادة من هذه الفرصة لمحاربة العنصرية بدلاً من معاقبة الضحية”.
وفي مقطع فيديو بثته وسائل إعلام إيطالية، تُسمع هتافات عنصرية من أنصار يوفنتيني. وأعرب إنتر ميلان عن “تضامنه” مع نجمه. وقال يوفنتوس في بيان صحفي إنه “كعادته يعمل مع الشرطة لتحديد المسؤولين عن الإيماءات والصيحات العنصرية” مساء الثلاثاء.
إدانة لاتسيو
رابطة الدوري الايطالي تقرّر معاقبة قطبي العاصمة لاتسيو وروما بسبب سلوك مشجعيهما
أدانت رابطة الدوري الإيطالي “بشدة كل فصول التمييز العنصري وأي شكل من أشكال التمييز”. كما دعا وزير الرياضة الإيطالي أندريا أبودي والاتحاد البلجيكي لكرة القدم إلى محاربة العنصرية في تغريدتين على تويتر.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعاني فيها إيطاليا من العنصرية في ملاعبها، ففي ملعب “أليانز ستاديوم” في تورينو تعرض حارس مرمى ميلان الدولي الفرنسي مايك مينيان للإهانة في سبتمبر 2021. لكن حادثة الثلاثاء حدثت في سياق متوتر مع تكاثر الحوادث التي تتسبب فيها الجماهير المتعصبة.
وقررت رابطة الدوري الايطالي الثلاثاء معاقبة قطبي العاصمة لاتسيو وروما بسبب سلوك مشجعيهما: هتافات معادية للسامية خلال دربي العاصمة في مارس الماضي بشأن لاتسيو، وشعارات عدائية بالنسبة إلى روما في مباراته ضد سمبدوريا الأحد في الدوري. وعوقب لاتسيو بإغلاق جزئي للملعب الأولمبي مع وقف التنفيذ “أخذا بالاعتبار السلوك التعاوني للاتسيو مع القوات الأمنية في تحديد المسؤولين ومنع تكرار هذه الأفعال الدنيئة”.
وسبق للاتسيو المشهور باستضافة مدرجاته لبعض المشجعين الفاشيين الجدد أن خاض مباراة دون “ألتراس” في يناير الماضي، بعد صيحات عنصرية خلال المباراة أمام المضيف ليتشي ضد لاعبيه الأسودي البشرة الفرنسي صامويل أومتيتي والزامبي لاميك باندا.
توترات في نابولي
بعض المشجعين من “ألتراس” نابولي احتجوا قبل المباراة خصوصا ضد أسعار تذاكر مباريات الفريق في مسابقة دوري أبطال أوروبا
تم تغريم روما بثمانية آلاف يورو، وهي عقوبة مخففة بفضل لفتة مدربهم البرتغالي جوزيه مورينيو عندما تدخل ليطلب من جماهير النادي وقف “الأغنية المهينة” ضد مدرب سمبدوريا الصربي ديان ستانكوفيتش والتي تصفه بـ”الغجري”.
وكتبت صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت” الأربعاء في افتتاحيتها أن “مورينيو أعطى درسًا، يجب الآن اتباعه فقط”، معربة عن أسفها لأن الفاعلين في الدوري الإيطالي “يفضلون غالبًا خفض رؤوسهم وإغلاق أعينهم”.
بالإضافة إلى هذه الحوادث هناك توترات منتظمة بين المشجعين. فبعد اشتباكات عنيفة على طريق سريع في أوائل يناير الماضي، تم منع جماهير روما ونابولي من حضور مباريات فريقيهما خارج القواعد لمدة شهرين حتى منتصف مارس الماضي.
وفي نابولي، على الرغم من الأجواء الاحتفالية في المدينة بسبب اقتراب فريقهم من الظفر بلقب السكوديتو، كانت التوترات واضحة أيضا الأحد قبل استضافة ميلان.
واحتج بعض المشجعين من “ألتراس” نابولي قبل المباراة خصوصا ضد أسعار تذاكر مباريات الفريق في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وذكرت وسائل الإعلام أن بعضهم التزم الصمت خلال المباراة وظهرت توترات مع مشجعي النادي الآخرين.
وصرح رئيس نابولي أوريليو دي لاورينتيس الثلاثاء بـ”أنهم ليسوا مشجعين حقيقيين، إنهم جانحون نسمح لهم بالذهاب إلى الملعب”.