كريتر نت – متابعات
بعد أن أثار انتقادات ونقاشات واسعة على صفحات الإنترنت، اعتذر الدالاي لاما الرابع عشر على إثر انتشار مقطع فيديو له، وهو يطلب من طفل أن يقبله على الشفاه، وأن “يمص لسانه” في مناسبة شمالي الهند.
وأصدر مكتب الدالاي لاما الإثنين بياناً جاء فيه: إنّه “يرغب في الاعتذار للصبي وعائلته، بالإضافة إلى العديد من أصدقائه في جميع أنحاء العالم، عن الأذى الذي ربما تسببت به كلماته”، مؤكداً أنّه يأسف على تلك الحادثة.
وتابع البيان: إنّ “الدالاي لاما غالباً ما يمازح الأشخاص الذين يقابلهم بطريقة بريئة ومرحة، حتى في الأماكن العامة وأمام الكاميرات”، بحسب “رويترز”.
يأتي اعتذار الدالاي لاما بعد انتشار مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أظهر الدالاي وهو يقبل صبياً على شفتيه حين كان يتقدم نحوه ليعبّر عن إكباره، ليسمع بعدها الزعيم الروحي وهو يقول: “هل يمكنك أن تمص لساني؟” ويخرج لسانه بعدها.
لكنّ الفيديو، وفي ما بعد البيان الرسمي، أثارا على حدٍّ سواء غضب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أشار بعض النشطاء إلى أنّ ما حدث “شبيه بالاعتداء الجنسي على الأطفال”، وعلق آخرون بأنّ ما حدث كان “مخيفاً ومثيراً للاشمئزاز”.
ويحظى الدالاي لاما باحترام واسع، وهو يعيش في الهند منذ 1959، بعد أن قاد انتفاضة فاشلة على السلطات في الصين.
ويعتبر إخراج اللسان طريقة للتحية في التبت. لكنّ العديد من الأشخاص عبّروا عن استيائهم بعد تداول الفيديو بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، بشأن ما وصفوه بأنّه تصرف “غير لائق” صدر عن الدالاي لاما.
وقالت جماعة حقوق الطفل (حق) مركز حقوق الطفل، ومقرها دلهي، في بيان: إنّها تدين “جميع أشكال الاعتداء على الأطفال”.
وتابع البيان: “تشير بعض الأخبار إلى الثقافة التبتية حول إظهار اللسان، لكنّ هذا الفيديو بالتأكيد لا يتعلق بأيّ تعبير ثقافي، وحتى لو كان كذلك، فإنّ مثل هذه التعبيرات الثقافية غير مقبولة”.
وأضاف البيان: “العالم يتطلع إلى الزعماء الدينيين ليأخذوا موقفاً، ويقودوا ضد استغلال الأطفال وإساءة معاملتهم من خلال أفعالهم وأقوالهم، عدم ملاءمة الفيديو يتطلب تفكيراً أوثق وتصحيحاً للمسار على عدة جبهات غير الفيديو فقط”.
يُذكر أنّ الرجل البالغ من العمر (87) عاماً اضطر عام 2019 إلى الاعتذار بعد أن ذكر في مقابلة له أنّ على أيّ امرأة قد تخلفه مستقبلاً أن تكون “أكثر جاذبية”، وقال مكتبه حينها: إنّ “قداسته لم يقصد حقاً أيّ إساءة، وإنّه يشعر بعميق الأسف لأنّ الناس قد تأذت ممّا قاله، وهو يقدم اعتذاره الصادق”.
وأضاف البيان: “يحدث أحياناً أنّ العبارات غير الرسمية، والتي قد تكون مسلية في سياق ثقافي واحد، قد تفقد روح الدعابة بعد ترجمتها”.