كريتر نت – متابعات
كشفت مصادر قريبة من طاولة المفاوضات التي تجريها المملكة العربية السعودية، عبر سفيرها لليمن محمد آل جابر، مساء الثلاثاء، عن تراجع المليشيات الحوثية عن بعض البنود التي تم التوافق عليها في خارطة طريق السلام المرتقب في اليمن، وسط تهديدات باستهداف المنشآت الاقتصادية السعودية.
وأوضحت المصادر المقربة من الحراك الإقليمي الذي يجري في صنعاء لإبرام تسوية سياسية في اليمن بحضور وفدين سعودي وعماني، بأن أجواء الحوار شهدت بروز العديد من التعقيدات نتيجةً لتراجع الحوثيين عن عدد من القضايا التي سبق أن أبدوا موافقتهم عليها فيما يتعلق بتفاصيل الاتفاق المزمع توقيعه بين الحوثيين والحكومة الشرعية.
وفي الوقت نفسه أعلنت قيادات حوثية بارزة رفضها التعامل مع الرياض كوسيط في الأزمة اليمنية، مشددة على ضرورة أن تكون السعودية طرفا رئيسيا في أي اتفاق يتم التوقيع عليه مع الحوثيين، في الوقت الذي جددت فيه قيادات حوثية تهديداتها باستئناف الحرب ومهاجمة المصالح الاقتصادية السعودية، في محاولة للابتزاز ورفع سقف المطالب في الساعات الأخيرة من زمن المباحثات.
واكدت المصادر، اضطرار وفد الوساطة العماني إلى إجراء مباحثات إضافية مع عدد من قادة الجماعة الحوثية الذين أبدوا موقفا مناهضا لبعض تفاصيل الاتفاق مثل محمد علي الحوثي ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية أبوعلي الحاكم.
وأشارت المصادر إلى أن حالة الانقسام التي تسربت إلى وسائل الإعلام وكشفت عنها تصريحات بعض القيادات الحوثية، تسببت في عرقلة جهود وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق بين رئيس الوفد السعودي وسفير الرياض لدى اليمن محمد آل جابر ورئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط.
ونشر القيادي في الجماعة، محمد علي الحوثي، سلسلة من التغريدات التي تعبر عن رفض الجماعة التعاطي مع الجهود السعودية كوساطة لإنهاء الحرب، في موقف اعتبره مراقبون محاولة لتقاسم الأدوار داخل الجماعة لرفع سقف المطالب في اللحظات الأخيرة.
وقال الحوثي، وهو عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة، “عند كل جولة مباحثات يعمد العدو إلى ضخ التسريبات والإشاعات بغية هز الجبهة الداخلية وشيطنة المدافعين عن الوطن”، مضيفا “الحوار مع السعودية باعتبارها من تقود العدوان بعد أميركا، وهو قائم على هذا الأساس، ونتائجه ستعلن للشعب اليمني عبر القنوات الرسمية”.
ولفت الحوثي إلى أن “الحوار لم يبرح الملف الإنساني، وفي مقدمته الرواتب التي ظل قطعها أحد أسلحة التحالف لتدمير الدولة اليمنية ومعاقبة الشعب اليمني”، وتابع “حاضرون لكل الخيارات، إن أرادوا السلام فنحن أهل السلام وإن أرادوا الحرب فقد جربونا 8 سنوات”.
وفي محاولة للتناغم مع المواقف الحوثية المتباينة إزاء اتفاق تمديد الهدنة الأممية، ورفض التعامل مع الدور السعودي كوسيط بل كطرف في الحرب، لوح القيادي في الجماعة الحوثية محمد البخيتي بعودة الحرب في حال انهارت المفاوضات دون تلبية الشروط الحوثية.
وقال البخيتي في تغريدة على تويتر “إذا لم تنجح المفاوضات الجارية في صنعاء بوساطة عمانية فإن هذا يعني عودة الحرب بين طرفي الصراع بشكل أكثر ضراوة؛ حيث سيعاود الطيران السعودي قصف اليمن وستعاود القوات الجوية والصاروخية اليمنية قصف السعودية، فهل من المقبول عقلا تسمية السعودية وسيطا؟”.
وفي السياق ذاته نشر رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ في نسختها الحوثية ونائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين، نصرالدين عامر، تغريدة على تويتر تتضمن تهديدا باستئناف الحوثيين الهجمات على منشآت شركة أرامكو السعودية.
وكتب “من سيرعى الصلح بين البركان اليمني وأرامكو السعودية”.
وكان السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، قد كشف أمس الإثنين، في أول تصريح له منذ وصوله إلى صنعاء عن طبيعة الزيارة التي يقوم بها، مشيرا إلى أنها تأتي “استمرارًا لجهود المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية ودعمًا للمبادرة التي قدمتها المملكة في 2021”.
وأضاف في تغريدة على تويتر” أزور صنعاء وبحضور وفد من سلطنة عمان الشقيقة بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن”.