خلدون الشرقاوي
صحفي مصري
في ليبيا، أثارت محاضرة ألقتها المذيعة المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين هالة سمير، في فندق كورنتيا بالعاصمة الليبية طرابلس، موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تونس، تلقّت حركة النهضة الإخوانية ضربة جديدة من الداخل، فقد أعلن القيادي محمد القوماني عن وجود تباين في قيادة حركة النهضة حول تقدير الوضع العام بالبلاد.
وفي المغرب، يواصل حزب العدالة والتنمية المغربي (المصباح) المعارض إثارة المعارك الوهمية هنا وهناك، وقد شنّ الحزب الإخواني هجوماً حاداً على الحكومة؛ بسبب صدور القرار الأخير لمجلس بنك المغرب، بخصوص رفع سعر الفائدة الرئيسي.
وفي موريتانيا، جرى لقاء سياسي بوزارة الداخلية بين الحزب الحاكم، والأحزاب الأخرى، للتشاور والتنسيق لحماية المكتسبات الوطنية، بينما تمّ تجاهل حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الذراع السياسية للإخوان المسلمين.
إخوان ليبيا يثيرون الغضب
أثارت محاضرة ألقتها المذيعة المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين هالة سمير، في فندق كورنتيا بالعاصمة الليبية طرابلس، موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا. المحاضرة التي حملت عنوان: “رمضان يجمعنا” اقتصرت على النساء فقط، وجاءت ضمن فعاليات “ليالي مدينة طرابلس”، بالموسم الثقافي الرمضاني بالمدينة القديمة، الذي تنظمه حكومة الوحدة الليبية ضمن مشاريع عودة الحياة.
لاقت المحاضرة، وما حملته من دعاية إخوانية، رفضاً واسعاً من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، والتي وصفوها بمحاولة تجنيد الليبيات في جماعة الإخوان.
وكيل وزارة الخارجية السابق حسن الصغير، قال عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “إخوانية هاربة من بلدها إلى تركيا بالأساس، خريجة فنادق وسياحة، وأصبحت شيخة في عهد محمد مرسي، وبعد سقوط حكمهم هربت إلى تركيا، وكانت تشتغل في قناة مكملين، اللي يبي بنته أو زوجته أو أخته أو أمه تتأخون، يبعثها لفندق كورنتيا تحضر مع الشيخة”.
وقال أحد النشطاء: “هذا مثال على سياسة جماعة الإخوان القذرة في استقطاب الناس، في مواضيع اجتماعية دينية زائفة، لا أقاموا ديناً، ولا أقاموا دنيا”.
من جهة أخرى، انتقد عضو مجلس الدولة الليبي منصور الحصادي هجوم القيادي الإخواني والمفتي الليبي المعزول الصادق الغرياني على اجتماع القيادات العسكرية من شرق وغرب البلاد مع المبعوث الأممي عبد الله باتيلي في العاصمة طرابلس، والرامي إلى توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وإعادة تأسيس جيش وطني موحد.
إخوان تونس وتلقي ضربة من الداخل
تلقّت حركة النهضة التونسية ضربة جديدة من الداخل، حيث أعلن محمد القوماني القيادي في الحركة، والرئيس السابق للجنة إدارة الأزمة السياسية في الحزب، عن وجود تباين مع التمشي السياسي السائد، في قيادة حركة النهضة حول تقدير الوضع العام بالبلاد، ومقتضيات التعامل معه، والمعالجة الناجعة للأزمة الوطنية المركّبة والمعقّدة، والأوضاع الحزبية غير المرضية، بحسب تعبيره. مضيفاً: “صرت لا أخفي أنّني لم أعد أجد توافقاً مع مقاربة حركة النهضة للأوضاع العامة للبلاد، ومسار ما بعد 25 تمّوز (يوليو)2021، وأوضاع المعارضة والطبقة السياسية عموما”.
القوماني الذي نفى استقالته من الحركة، أوضح أنّه أراد الإعلان عن وجود تباين في الآراء، لافتاً إلى أنّه “يتعذّر عليه مستقبلاً الاستجابة لطلبات المشاركة بصفته القيادية في حركة النهضة”، الأمر الذي دفع البعض إلى التأكيد على أنّ القوماني يمهد للاستقالة من الحركة.
إخوان المغرب واحتراف المعارك الوهمية
يواصل حزب العدالة والتنمية المغربي (المصباح) المعارض إثارة المعارك الوهمية هنا وهناك، فقد شنّ الحزب الإخواني هجوماً حاداً على الحكومة، لافتاً إلى “خطورة حالة الارتباك غير المسبوقة، التي رافقت صدور القرار الأخير لمجلس بنك المغرب، بخصوص رفع سعر الفائدة الرئيسي”، بحسب مزاعمه.
المصباح عرّض برئيس الحكومة عزيز أخنوش، مؤكداً أنّ “التعاطي مع السياسة النقدية وآلياتها، وعلاقة الحكومة مع بنك المغرب مؤطرة بمقتضى القانون؛ بما يضمن قيام هذه المؤسسة باستقلالية بأدوارها واختصاصاتها القانونية الحصرية، ويحقق الانسجام والتكامل اللازمين بين السياسة الحكومية في المجال الاقتصادي والاجتماعي والمالي من جانب، والسياسة النقدية من جانب آخر، ويحافظ بالتالي على صورة ومصداقية مختلف مؤسسات الدولة”. وهو ما يزعم الحزب أنّ الحكومة تجاوزته.
بيان للأمانة العامة للمصباح ادّعى وجود “حالة من التخبط المؤسساتي غير المقبول”. وزعم الحزب أنّه “ينبغي ألّا يتكرر ذلك، بما يحافظ على الصورة المشرقة والإيجابية، التي تشكلت لدى مختلف الشركاء والفاعلين والمؤسسات في الداخل والخارج، بخصوص مصداقية وصلابة وجدية المنظومة المؤسساتية” للمغرب”.
المصباح لم يشتبك مع الأزمة الاقتصادية الراهنة، التي تسببت فيها سياسات الحزب طيلة العشرية التي حكم فيها، ولم يقدّم أيّ حلول، مكتفياً بكيل الاتهامات للحكومة، بدلاً من إعادة ترتيب بيته الداخلي بعد الانكسار الأخير، الذي جاء نتيجة سياساته الفاشلة.
وبحسب مراقبين وتقارير إعلامية، فإنّ المصباح بعد إزاحته من السلطة غيّر “من استراتيجيته، وحاول إظهار البعد الجماهيري في خطابه”. كما “أعيد بن كيران للمشهد الحزبي؛ ليظهر كالفارس المجروح العائد من حروب دنكشوتية، وكعادته غمز ولمز وأفصح وبالغ، ولكنّ بدايته كنهايته، لا أحد من جماهير حزبه جلس ليتحمس لشعارات تكررت دون أن تجد لها المكان لتطبق”.
الحكومة تتجاهل الإخوان في موريتانيا
في موريتانيا، جرى لقاء سياسي بوزارة الداخلية بين الحزب الحاكم، والأحزاب الأخرى، للتشاور والتنسيق لحماية المكتسبات الديمقراطية، فيما يتعلق بمجمل مسار العملية الانتخاببة، بينما تمّ تجاهل حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الذراع السياسية للإخوان المسلمين.
(تواصل) ندد بتجاهل وزارة الخارجية له، وزعم في بيان رسمي أنّ ما تمّ له من تداعيات بالغة الخطورة على مستقبل العملية السياسبة بالبلد ككل. مطالباً بضرورة “الابتعاد عن توظيف وسائل ومقدرات الدولة التي هي ملك لكل الموريتانيين، بغضّ النظر عن انتماءاتهم السياسية لصالح طرف سياسي بعينه”. داعياً “كافة الجهات الحكومية الرسمية إلى الوقوف موقف الحياد تجاه مختلف فرقاء الساحة السياسية، بما في ذلك الحزب الحاكم”. مبدياً تفاجأه من عدم دعوة الحزب إلى اللقاء التشاوري المشار إليه.
المصدر حفريات