كريتر نت / رصد ومتابعة
نشرت صفحة مأرب التأريخ في فيس بوك صوراً حديثة لمعبد أوام بمحافظة مأرب التقطها اليوم السبت المصور الصحفي علي عويضة.
ومعبد (أوام) هو المعبد الرئيسي للإله (المقه)، إله الدولة السبئية، ويقع المعبد على بعد مسافة 10 كم تقريباً إلى الجنوب من مدينة مأرب، ويطلق العامة على أطلاله (محرم بلقيس).
وتدل المعلومات الأولية على أن تاريخ بناء هذا المعبد يعود على أقل تقدير إلى زمن المكرب السبئي (يدع آل ذرح بن سمه علي) (حوالي القرن العاشر قبل الميلاد) الذي قام بتسوير حائط المعبد.
ويحتل معبد أوام مكانه مميزة بين بقية معابد الإله (المقه)، سواء تلك المشيدة في مأرب (برأن وحرونم)، أو تلك المنتشرة في أماكن بعيدة عن حاضرة الدولة السبيئة، كمعبد (إلمقه) في صرواح، ومعربم في المساجد جنوب مأرب، ومعبد هران في عمران، ومعبد ميفعم بالقرب من خمر.
وتمثلت هذه المكانة بقيام المعبد بدور المعبد القومي للإله إل مقه، الإله الرسمي للدولة السبئية، وكان رمزاً للسلطنة الدينية في سبأ، وكان لازماً على الشعوب والقبائل التي ضمت إلى الدولة السبئية زيارة معبد أوام وتقديم القرابين والنذور للإله إل مقه سيد أوام، كتعبير عن الخضوع والولاء للدولة السبئية.
وكان معبد أوام من أشهر الأماكن التي يحج إليها، وهو حج له شعاره وطقوسه الخاصة به، وكانت زيارات الحجيج تجري في مواسم محددة من كل عام، كان هنالك موسم الحج الجماعي الذي يجري خلال شهر (ذأبهي)، أما موسم الحج الفردي الذي تختلف شعائره وطقوسه عن الحج الجماعي فقد كان يجري خلال شهر (ذي هوبس).
وتبرز النقوش النذرية والقرابين الكثيرة المقدمة في معبد أوام الدور الهام للمعبد باعتباره المكان المقدس الذي يتم فيه تلقي أوامر الإله وتعليماته وفيه يقدم الناس قرابينهم ونذورهم للإله (المقه) إيفاءً لنذر سابق، أو لغرض الحصول على طلبات تمس مختلف نواحي حياتهم مثل وفرة المحصول وكثرة الولد، والصحة والعافية والسلامة والانتصار على الأعداء.
وظل معبد أوام مكاناً مقدساً تمارس فيه العبادات إلى بداية النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، ويبدو أن المعبد هجر بعد ذلك.
ويتوافق ذلك مع ظهور عبادة (إله السماء والأرض) وعبادة الرحمن (رحمنن).
كشفت التنقيبات الجزئية التي أجرتها المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان التي نفذتها بعثة برئاسة “ويندل فيليبس” عام 1951-1952م عن المخطط الأولي لمعبد أوام.
يتكون المعبد من سور بيضاوي، وتقدر أبعاد المنطقة الواقعة داخل السور بمائة متر طولاً، وبخمسة وسبعين متر عرضاً، وارتفاع السور بين 9-9.5 أمتار، وسمك جدار السور ما بين 3.90 إلى 4.30 متراً.
ويوجد في الجهة الغربية منه انقطاع في بناء السور بعرض 88سم، وهو بمثابة باب في تلك الجهة، بينما يوجد المدخل الرئيسي للمعبد في الجهة الشمالية الشرقية من السور، ويتكون هذا المدخل من فناء مستطيل أبعاده 23.97*19.15 متراً، والفناء محاط بأعمدة حجرية، وللمدخل باب واحد يؤدي إلى داخل الفناء البيضاوي، وله ثلاثة أبواب تطل إلى الخارج على بناء آخر، وحائط المدخل مزين بزخارف على شكل نوافذ وهمية وببعض الأشكال الهندسية المتنوعة.
ويبلغ طول أعمدة الفناء بين4.95 – 5.30 أمتار، وقد عثر أثناء التنقيب على عشرات النقوش وعلى مجموعة من التماثيل، كما عثر أيضاً على عدة أواني ومذابح ومناضد حجرية مزخرفة.