مطلق المعكر
في مثل هذه الليلة المباركة 27 رمضان وقبل 22 عاماً ارتقى القائد علي قائد المعكر شهيداً برصاص قناص جندي رماه من إحدى قمم جبل جحاف بينما كان الشهيد في طريقه إلى زيارة أهله في الثبيب قبل ساعة الإفطار رحمة الله تغشاه وأدخله فسيح جناته .
سنظل نتذكر هذه الذكرى المؤلمة التي مثلت خسارة كبيرة مني بها الوطن بفقد قائد عظيم بوزن الشهيد القائد علي قائد المعكر رفيق درب القائد الرئيس عيدروس الزبيدي وآخرون من قيادات حركة حتم ،حيث أمتد تاريخه النضالي منذ الإرهاصات الإولى للنضال بعد حلول براثن الكارثة التي حلت على الجنوب في صيف 1994.
ومن خلال كل شهادات رفاق دربه وشهادتنا فيه انه كان من الأوئل الذين رفعوا السلاح بوجه الإستبداد والإحتلال وشارك في الكثير من المهمات القتالية التي خاضتها الحركة حتم ضد الإحتلال في كثير من المناطق والمعسكرات ، فكان كالطود صامدا ولم تهزه كل المنعطفات إلى أن استشهد .
لقد كان الشهيد علي قائد المعكر رجلا شهما وقائد عسكريا محنكا دافع عن الجنوب إلى آخر وهلة في صيف 1994م ثم التحق بالنضال الجنوبي في ذات العام عندما بدأت إرهاصات الثورة وكان من روادها .لقد كان شخصا كريما وصاحب كلمة مسموعة في الوسط الإجتماعي ،حيث حضي بإحترام وتقدير كبيرين لدى عامة الناس .
لقد كان العم علي قائد رجلا مبدئيا ثابتا لا يهادن في القضايا الوطنية وظل متمسكا بالثوابت حتى أستشهاده ،تعلمنا منه جميعا كل تلكم المبادئ وتربينا عليها تربية منذ نعومة أظافرنا وعاهدناه جميعا على المضي في ذات الطريق ،فالتحق به الكثير من أهله شهداء على طول مسيرة الثورة الجنوبية بشقيها السلمي والمسلح .
يعد الشهيد البطل القائد من أعمدة النضال الجنوبي الذي قامت عليه الثورة الجنوبية ،حيث كان شجاعا ثابتا جسورا مرجعية لكل رفاق السلاح .
سنظل نتذكر تاريخه المشرف لنتذكر وليتذكر كل اطفال شعبنا حجم الخسارات التي خسرها الشعب الجنوبي في كل محطات النضال، وإن كل هذه التحولات لم تصنع بالفاتحة كما يقول المثل ،بل صنعت التحولات بجماجم شهدائنا الأبطال، ونخبر العالم والأقليم أنهم ارتكبوا مجازر بحق شعبنا العظيم وكانوا أخطر من الهلتلرية النازية بل نستطيع أن نسميهم نازية العصر وأكثر عنصرية وإجراما فلايقلون أبدا إجراما وعنصرية عنهم فالهتلرية أرادت أن تحتل العالم على أساس العرق الأري وهؤلاء قاموا باحتلال الجنوب بقاعدة الفرع يعود للأصل .
لم يكن الفقد عاديا برحيل الشهيد القائد علي قائد بل مازلنا نتذكره ،ولم يكن الفقد محزنا لنا ،كأسرة الشهيد، فحسب بل كان الفقد جللا ومازال الجميع يتذكر خصاله وأدواره في رفد الدور الكفاحي المتميز في كل المنعطفات التاريخية إذ كان نموذجا قياديا للفداء والتضحية والاستبسال من أجل الإنعتاق والتحرر من براثن الكارثة التي حلت على الوطن .
ايها الشهيد، نسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
مطلق المعكر
عضو الجمعية الوطنية في المجلس الإنتقالي.
مديرادارة الشباب والطلاب بالمجلس الانتقالي الجنوبي محافظة الضالع