كريتر نت .. RT
أكد أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور نادر نور الدين، أنه مع استمرار المعارك بين طرفي الجيش السوداني تثار تساؤلات حول خطورة هذا الأمر على الأمن المائي والاقتصادي في مصر.
وأكد خبير المياه المصري لـRT أنه لا بد أن تمر جميع روافد نهر النيل بالسودان أولا قبل أن تصل إلى مصر حيث يتجه النيل الأزرق إلى مدينة الخرطوم ويذهب نهر السوباط إلى مدينة ملاكال على الحدود بين السودان وجنوب السودان، ثم نهر عطبرة ويصب في النيل الموحد شمال الخرطوم بنحو 330 كم بالقرب من مدينة مروى وجميعها قادمة من إثيوبيا، وهي حاليا في أقل مستوياتها من المياه قبل أن يبدأ موسم جريانها في يونيو القادم.
وتابع الخبير المصري، أن النيل الأبيض القادم من البحيرات الاستوائية العظمى يقطع جنوب السودان ثم السودان إلى أن يلتقي بالنيل الأزرق عند مدينة الخرطوم ثم يتجه إلى مصر ولعله النهر الوحيد الذي به مياه حاليا من الروافد الأربعة السابقة لنهر النيل.
وأشار الخبير المصري نادر نور الدين إلى أن هذه الحرب الداخلية التي تدور في السودان هي حرب من أجل السلطة وليس حرب من أجل المياه ولا يستطيع أي طرف أن يمنع تدفقات المياه في أنهارها أو حتى استغلالها في الصراع وإلا توقف عمل سدود توليد الكهرباء في روصيرس وسنار وخشم القربة ومروى، وساد الظلام في هذه المناطق كما أن أي تلاعب في تدفقات المياه قد يتسبب إما في إغراق مناطق عديدة في السودان بالمياه أو أن ترتفع المياه خلف السدود وتهدمها أو تضرها ضررا جسيما وتتطلب مليارات لإعادة تشييدها وبالتالي فمن صالح طرفي النزاع الحفاظ على تدفقات هذه الأنهار وتوليد الكهرباء ومنع إغراق مناطقها.
ونوه بأن الأمر الوحيد المؤثر في أحداث السودان هو استحالة استئناف المفاوضات مع إثيوبيا بشأن الملء الرابع وإنفراد اثيوبيا بحرية الملء وحجم التخزين دون توافق مع شركاء النهر واستغلال الصراع الدائر في السودان لصالحها والملء بحجم تحدده وحدها مثلما استغلت إثيوبيا أحداث يناير 2011 في مصر، وأعلنت إنشاء سد النهضة على النيل الأزرق من طرف واحد لغياب السلطات والرئاسة والبرلمان في مصر وقتها.
وأكد الخبير المصري أن الفيضان الغزير للنيل في العام الماضي أمن لمصر مخزونا طيبا من المياه في بحيرة السد العالي يؤمن احتياجاتها من المياه في جميع القطاعات الاقتصادية زراعة وصناعة ومنزلي ومحليات وطاقة ولا تهديد حالي على الاقتصاد المصري انتظارا لبدء الفيضان في يوليو القادم وزيادة رصيد بحيرة السد العالي من المياه.