أحمد حرمل
تجري الأحداث من حولنا بشكل متسارع ولم يعد بمقدور أحد في واقع معقد كواقع اليمن أن يقرأ آفاق المستقبل؛ لأنه لا أحد يريد أن يعترف بالواقع كما هو وليس كما نحب أن يكون؛ ومن هذا المنطلق كل طرف يشخص واقع اليوم كما يحلوا له الأمر الذي يجعل روشتة الحلول متناقضة مع بعضها وفقاً للتفكير الرغبوي المختلف من طرفاً إلى آخر .
أدى الحراك الدبلوماسي والسياسي الدولي والإقليمي لتمديد الهدنة وصولاً إلى إيقاف الحرب وإرساء سلام دائم من خلال تسوية سياسية تحل كافة الملفات العالقة وفي مقدمتها القضية الجنوبية إلى انقسام الشارع اليمني إلى متفائل ومتشائم.
فالمتفائل بنجاح الجهود الدولية والإقليمية في وقف الحرب وإنهاء معاناة الشعب بنى موقفه على الوقائع والمعطيات الآتية:
1- ثمان سنوات من الحرب لا منتصر فيها ولا مهزوم جعلت الأطراف المتحاربة التي أنهكتها الحرب بحاجة إلى سلام بعد أن اتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ ولم يعد بمقدرها السيطرة على الأوضاع الداخلية في مناطق نفوذها.
2- التقارب السعودي الإيراني برعاية صينية وانعكاس هذا التقارب على الوضع الداخلي في اليمن الذي صار بعمقين إقليميين متضادين عمق عربي وعمق فارسي والأخير أخطر؛ لأنه يذهب باليمن بعيدا عن عروبته.
3- إفرازات حرب أوكرانيا وإنتهاء نظام القطب الواحد وبروز تحالفات دولية جديد تؤشر إلى وجود نظام عالمي جديد وإقليم جديد.
4- نجاح سلطنة عمان في الوساطة بين المملكة العربية السعودية ومليشيات الحوثي وتحقيق انفراج في الحوار الثنائي السعودي الحوثي كان أبرز هذا الانفراج ملف الأسرى الذي تم إنجاز المرحلة الأولى منه حيث تم تبادل الأسرى بين الطرفين وكان في مقدمة الأسرى المفرج عنهم وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي وناصر منصور هادي شقيق الرئيس السابق عبدربة منصور.
القسم المتشائم هو الآخر استند في وجهة نظره على قاعدة “ثمن السلم أكثر كلفة من ثمن الحرب” ويرى بأن البلد قادم على ثمان سنوات عجاف وبنى موقفه على عدد من المعطيات والوقائع نوجزها على النحو الآتي؛
1- انحصار جهود المجتمع الدولي والإقليمي على نتائج الصراع وتم تجاهل الأسباب وتبني مبادرات واتفاقيات لازالت النتائج دون الخوض في الأسباب التي أوصلت البلد إلى هذا الوضع المأساوي دون اعتراف الأطراف بأن فشل مشروع الوحدة هو أس المشكلة؛ هذا الفشل وما نتج عنه من حرب اجتياح الجنوب في عام 1994 وتداعياتها وبروز المطالبة باستعادة دولة الجنوب كنتاج طبيعي لفشل مشروع الوحدة وما تلا ذلك من تناسل للحروب والصراعات.
2- عدم الوثوق بالتزام مليشيات الحوثي بما يتم التوصل إليه من اتفاقيات مستشهدين باتفاق ستوكهولم حول الحديدة.
3- عدم رضى الولايات المتحدة الأمريكية بالتقارب السعودي الإيراني وتخوفها من تنامي الصين الاقتصادي والسياسي وتوسع نفوذها في مناطق كانت الولايات المتحدة إلى وقت قريب صاحبة النفوذ الحصري فيها؛ ولذا فهي ستحرص على تعطيل جهود الصين وستعرقل جهود إيقاف الحرب في اليمن بطرق شتّى؛ ولديها خبرة طويلة في إطالة أمد الصراع .
بعد أن استعرضنا مبررات طرفي التفاؤل والتشارل وبغض النظر عن وجهة نظر الطرفين وبالعودة إلى عنوان المقال نود أن نتحدث عن كيف تشظى الشمال وكيف تمت محاولة إسقاط الجنوب مرة أخرى؟
تشظي الشمال
اعتقد اليمنيون بأن إعلان الوحدة التي اقترن إعلانها بالديمقراطية يمثل قطيعة مع ما سبقها؛ ومن هذا المنطلق ظنوا بأن اليمن دخلت عهد جديداً لا مكان فيه للصراعات والحروب وعندما جاءت حرب 94م انخرطت قوى الشمال العسكرية والسياسي والقبلية والدينية بطرق شتّى في حرب اجتياح الجنوب وتحويل الوحدة إلى احتلال.
لم تكن حرب 94 خاتمة الحروب فبعدها بعشر سنوات اندلعت حرب صعدة الأولى وتلتها خمس حروب وجاءت ثورة التغيير ورافقتها مواجهات مسلحة بين النظام الذي انقسم إلى نصفين نصف مناهض للثورة ونصف مؤيد لها وهذا الانقسام كان بداية التشظي الذي يعيشه الشمال اليوم.
فشلت القوى العسكرية المؤيدة للثورة بزعامة علي محسن الأحمر في إسقاط نصفها الآخر الذي كان يتزعمه رأس النظام علي عفاش وفشل عفاش في إجهاض الثورة فتحولت الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام من ثورة إلى أزمة تم حلها بمبادرة خليجية تم على أساسها نقل السلطة من عفاش إلى هادي.
تلا ذلك تبني المجتمع الدولي والإقليمي مؤتمرا للحوار لحل كافة الملفات في هذا المؤتمر تمترست كل قوى الشمال ضد القضية الجنوبية واعتبرت تقسيم البلد إلى ستة أقاليم هو حل للقضية الجنوبية مع أن الفدرالية هي حل لمشكلة الدولة من الدولة البسيطة إلى الدولة المركبة.
لم تسمع قوى الشمال صوت الشارع الجنوبي المناهض للحوار واعتبرت تلك القوى أن نتائج الحوار هي الروشتة السحرية لكل الأمراض التي تعاني منها اليمن وأنها بذلك طوت صفحة الصراعات والحروب.
أنتجت المبادرة الخليجية حكومة وفاق برئاسة محمد سالم باسندوة شاركت فيها كل الأحزاب باستثناء أنصار الله (مليشيات الحوثي ) لم يشاركوا في الحكومة بسبب رفض الإصلاح.
بمشاركه كل الأحزاب في حكومة الوفاق خلت الساحة من قوى المعارضة فاستغلت مليشيات الحوثي هذا الفراغ وتحركت فيه وكلنا يعرف كيف سقطت صنعاء وكيف نفذت مليشيات الحوثي انقلاب متكامل الأركان وكيف أشعلت الحرب.
ثمان سنوات من الحرب أكلت الأخضر واليابس وخلفت الكثير من المآسي وأنتجت الأكثر من النكبات والنوائب ألقت بظلالها على شتّى مناحي الحياة.
فالشمال يعيش حالة من التشظي والانقسام لم يعهدها على مر التاريخ حيث تم تقسيم المجتمع وفرزه تحت مسميات عدة سلاليين وجمهوريين .. قناديل وزنابيل .. هاشمين وإقيال.. وطنيين وعملاء .. شوافع وزيود .. ال البيت وقريش .. زيود هادويين وزيود اثنى عشريين .. مليشيات حوثية وأخرى إخوانية .. جيش وطني وحراس الجمهورية.
ثمان سنوات من الحرب ارتكبت خلالها مليشيات الحوثي جرائم يندى لها الجبين فبالإضافة إلى أرقام الضحايا البشرية المهولة والخسائر المادية التي لا تعد ولا تحصى عملت المليشيات على ضرب القبيلة وفككت الجيش .. استهدف التعليم والمعتقدات الدينية .. نهبت ثروات البلد ومقدرات الشعب .. دمرت المعالم التاريخية وسرقت الآثار .. حوثنة الجامعات ومذهبة المناهج .. لغمت الطرقات والمزارع ودمرت القرى وفجرت المنازل.
كل هذا الجرائم التي طالت كل فئات وشرائح المجتمع بطبيعية الحال أنتجت خصومة سياسية جديدة وأسست لثأر سياسي وثأر قبلي وثأر ديني مزقت النسيج الاجتماعي وأوجدت حالة من التشظي والانقسام.
وبعيداً عن المرجو أو المأمول هل ستتخلى مليشيات الحوثي عن السلاح وتعود إلى حضيرة الدولة؟
وهل تكف عن الادعاء بحقها الإلهي في الحكم؟
وهل ستتخلى عن حلم إقامت دولة الولي الفقية وتنخرط في العملية السياسية كمكون سياسي وجزء من المنظومة السياسية؟
وهل ستقبل بمشروع الدولة المدنية والمواطنة المتساوية دون أن يكون هناك قناديل وزنابيل؟
وهل وهل وهل …؟
استهداف الجنوب
جنوب اليوم ليس جنوب 94 حيث مثل انتصار المقاومة الجنوبية على مليشيات الحوعفاشية وتحرير المحافظات التي احتلتها تلك المليشيات بزمن قياسي… حدث تاريخي كون الأوضاع ما بعد الانتصار ليس كما كانت قبل الانتصار فحرب اجتياح الجنوب الثانية أفرزت واقع جديد وغيرت موازين القوى على الأرض لصالح القضية الجنوبية.
إلا أنه وللأسف الشديد لم يستوعب بعضهم هذه الحقيقية ولم يفهم الرسالة التي وجهها شعب الجنوب بمقاومته الباسلة التي تشكلت من مختلف فئات وشرائح المجتمع الجنوبي دون استثناء جمعها حب الجنوب وقاتلت تحت رايته وأن حالة الاصطفاف واللحمة الوطنية التي تجسدت في جبهات القتال كانت مفتاح النصر ولولاها لما تحرر الجنوب.
بتحرير الجنوب اعتقد الرئيس هادي ومعه قيادة الشرعية الهاربة بأن خطر مليشيات الحوعفاشية الذي كان يهددها قد زال بزوال سيطرة المليشيات على محافظة عدن والمحافظات القريبة منها لحج أبين وأنهم وجدوا موطئ قدم ويمكنهم أن يعودوا إلى عدن ليحكموا الجنوب المحرر إلا أنه برز أماهم خطر جديد وهو تنظيم القاعدة وبدهاء ومكر تجنبت خوض الحرب مع عناصر الإرهاب التي نشأت وترعرعت في أحضانها فقررت تسليم قيادة المحافظات للمقاومة وعينت محافظين ومدراء أمن في تلك المحافظات من قيادات مقاومة ليس إيماناً منها بالشراكة ولا اعترافا بدور المقاومة وإنما لتطهير المحافظات من تنظيم القاعدة الذي تنامى نشاطه في عدن ولحج وأبين بشكل مخيف وفي هذه الحالة تكون الشرعية مستفيدة في كلا الحالتين إذا نجحت المقاومة في ضرب تنظيم القاعدة خير وبركة وحينها تكون الشرعية قد قدمت نفسها للمجتمع الدولي كشريك حقيقي في مكافحة الإرهاب وإذا نجح تنظيم القاعدة في هزيمة المقاومة وتصفية قياداتها تكون الشرعية قد تخلصت من القوى الجديدة التي أنتجتها الحرب ولازال عودها طري ويمكن لها أن تتوصل إلى تفاهمات مع عناصر تنظيم القاعدة الذي تربطها بالنظام حبل سري ظل ولا زال يغذيها بمقومات الحياة.
المقاومة الجنوبية التي خاضت حرب تحرير الجنوب من المليشيات الحوعفاشية وجدت نفسها مجبرة على خوض حرب تطهير المناطق المحررة من الإرهاب ومثل ما انتصرت في حرب التحرير تمكنت وبفضل الدعم اللا محدود من قبل دولة الإمارات من الانتصار في حرب التطهير وآمّنت المحافظات وطبعت الحياة.
وجدت بعض أطراف الشرعية الهاربة من صنعاء والمتحكمة بالقرار بأن انتصار المقاومة الجنوبية في حرب التطهير واستمرار دعم الإمارات السخي للمقاومة سيخرجها من المعادلة السياسية في المناطق المحررة وهي التي ظنت يوماً بأنها الوريث الشرعي والوحيد لنظام علي عبدالله صالح فعملت على إزاحة قيادات المقاومة من على رأس السلطة المحلية في المحافظات وتمكنت من انتزاع قرار إقالة محافظي المحافظات.
وبإزاحت محافظي المحافظات أنفرد تحالف حرب 94 بحكم الجنوب المحرر وتم إعادة إنتاج هذا التحالف في مختلف الجوانب وكانت قرارات الرئيس هادي منحصرة في هذا الاتجاه دون مراعاة للواقع الذي أفرزته الحرب وتجاوزا للشراكة والوفاق الذي قامت على أساسه الشرعية.
مثّل تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي تحولا مفصليا في مسار القضية الجنوبية وشكل قوة سياسية وعسكرية على الأرض لا يستطيع أحد تجاوزها أو القفز عليها فهو سياسياً امتداد لهيئات ومكونات الحراك بل تطوراً نوعيا لها وعسكرياً هو امتداد للمقاومة الجنوبية وتاطيرا عسكرياً وهيكليا وإدارياً لها.
ظل المجلس الانتقالي منذ أن تم تأسيسه في مايو 2017 خارج المعادلة السياسية وظلت الشرعية تعيش في مربع ما قبل حرب 2015 متناسبة أن النصر الذي صنعه الآخرين هو من مدها بالحياة وحافظ على بقائها في المشهد دولياً وإقليمياً رغم حضورها السلبي في المشهد السياسي والعسكري محلياً.
تعاملت بعض أطراف الشرعية المتحكمة بالقرار مع المجلس الانتقالي كخصم لا يقل خطورة عن مليشيات الحوثي يمثل تهديدا حقيقيا لها وأن مفتاح انتصارها على مليشيات الحوثي يبدأ بالتخلص من الانتقالي وأن الطريق إلى صنعاء تبدأ من إسقاط مناطق سيطرة المجلس الانتقالي وعلى وجه الخصوص العاصمة المؤقتة عدن.
بدأت الشرعية استهداف الانتقالي بتصعيد إعلامي غير مسبوق وتحولت المقاومة الجنوبية التي حققت الانتصار على مليشيات الحوثي من وجهة نظر أطراف في الشرعية إلى مليشيات رغم أنها كانت تتغنى بانتصاراتها وتنسب تلك الانتصارات لها دون مراعاة لتضحيات المقاومة وثباتها وصمود مقاتليها في جبهات القتال واستمرار تموضعها في مناطق التماس مع مليشيات الحوثي دون رواتب.
استمر التصعيد الإعلامي وتم إحياء ثقافة الكراهية بين الشمال والجنوب التي كانت قائمة إبان حكم علي عبدالله صالح ورافق التصعيد الإعلامي احتكاك هنا وآخر هناك بين قوات الانتقالي وقوات الشرعية.
أخطأت الشرعية في تقدير قوة قوات الانتقالي وقررت تحويل مسار المعركة جنوباً لتحرير المناطق المحررة وشهدت العاصمة المؤقتة عدن في يناير 2018 مواجهات دامية بين الطرفين تدخل التحالف وأوقف المواجهات وظلت أسبابها وتداعياتها قائمة لتندلع مواجهات أخرى في أغسطس 2019 في كل من عدن ومحافظة شبوة.
لم تكن أحداث عدن وشبوة سوى بروفات تحضيرية لعملية استهداف أوسع لإسقاط الجنوب بيد تحالف حرب 94 من خلال التجييش والحشود القبلية التي تم استقدامها من مارب إلى شقرة باتجاه عدن إلا أن القوات الجنوبية كانت لهم بالمرصاد في قرن الكلاسي وتمكنت بجدارة واقتدار من إعاقة تقدم القوات العسكرية والحشود القبلية واستمر الحال على ما هو عليه؛ محاولات حثيثة لقوات الشرعية للمرور إلى عدن ومقاومة مستميتة للقوات الجنوبية لمنع المرور واستمر الكر والفر بين الطرفين حتى أغسطس 2022.
الجنوب والقسمة الضيزي
دعت المملكة العربية السعودية طرفي الصراع في المناطق المحررة إلى الرياض لإجراء مشاورات تنهي حالة الانقسام وتوحد صف الشرعية وبعد مشاورات طويلة وبرعاية سعودية توصل الطرفان إلى اتفاق سمي “اتفاق الرياض” أهم ما في الاتفاق بالنسبة للانتقالي هو إسقاط صفة الملشنة على قواته من خلال تسميتها بالوحدات التابعة للمجلس الانتقالي كما نص الاتفاق على تشكيل حكومة مناصفة جراء التحايل على تسميتها حكومة مناصفة بين محافظات الشمال ومحافظات الجنوب بدلاً من حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب.
اعتبر بعضهم أن تشكيل حكومة مناصفة إنجاز مع أنه من وجهة نظري قسمة ضيزي ( قسمة جائرة)؛ لاأنه لم يحدث في تاريخ الحروب كلها أن تم اقتسام السلطة بين طرف منتصر وآخر مهزوم فالجنوب المنتصر فرض عليه اقتسام حكم المناطق المحررة مع شمال مهزوم ليس هذا فحسب بل انحصر مبدأ المناصفة على الحقائب الوزارية فقط دون غيرها من المناصب ما دون الوزير وفي هيئات ومؤسسات ومصالح الدولة الأخرى.
وكذلك الحال لم يشمل مبدأ المناصفة تشكيل الوفد المفاوض.
هذه القسمة الضيزي لا يقبلها المنطق ولا يستوعبها العقل ولم تحدث في أي بلد من بلدان العالم فإذا ما عدنا إلى الحرب العالمية الثانية سنجد أن دول الحلف التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية أمريكا والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا والصين بعد انتصارها على دول المحور لم يتم تقسيم النفوذ العالمي بين دول الحلف بالتساوي فأمريكا والاتحاد السوفيتي اعتبرا بأن دوخلهما الحرب هو من غير موازين المعركة وحسم الانتصار وأن بريطانيا وفرنسا والصين في الأساس كانت مهزومة؛ ولذا جرى اقتسام النفوذ في أوروبا بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية حيث هيمن الاتحاد السوفيتي على أوروبا الشرقية وأمريكا على أوروبا الغربية وسمح لفرنسا وبريطانيا بالنفوذ على بلدان غير أوروبية.
وكذلك الحال في مباريات كرة القدم لا يتم التعامل مع المهزوم في المباراة النهائية بنفس التعامل مع المنتصر فمنتخب الأرجنتين الفائز بمونديال كأس العالم التي استضافتها قطر حصل على مكافأة مالية 42 مليون دولار، بينما يحصل الوصيف على 30 مليون دولار والمركز الثالث على 27 مليون دولار ولم تخرج بقية الجوائز عن لاعبي المنتخب الفائز حيث حاز ليونيل ميسي جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في مونديال قطر 2022 وتوج حارس الأرجنتين، إيميليانو مارتينيس، بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم كما حاز الأرجنتيني إنزو فيرنانديز على جائزة أفضل لاعب شاب بالمونديال.
فهل ستعمل مبادرة السلام على إيجاد ضمانات تمنع استهداف الجنوب وغزوه مرة أخرى؟
وهل يدرك رعاة مبادرة السلام أن شعب الجنوب الذي رفض الوحدة بالقوة وقاوم أدواتها سيتعامل مع أي حلول تفرض عليه بالقوة بنفس الطريقة التي تعامل بها مع فرض الوحدة بالقوة؟
وهل ستحترم مبادرة السلام إرادة شعب الجنوب وحقه في تقرير مصيره بإرادة حرة ومستقلة دون وصاية من أحد؟
هل ستؤدي مبادرة السلام إلى إنهاء حالة الاستقطاب الجاري في الجنوب من قبل بعض الأطراف الإقليمية ومعه ستتوقف آلة إنتاج المكونات وصناعة التشكيلات العسكرية الجديدة وتختفي دعوات تقسيم الجنوب؟