تحدث وزير خارجية المملكة المتحدة بوضوح، وللمرة الأولى تقريباً، عن مفهوم بريطانيا للسلام في اليمن؛ باشتراك الحوثيين في تقاسم للسلطة، بحيث يلعبون دوراً في الحكومة وإن وصفه بالدور غير المهيمن.
ولكن قبل ذلك يقر هانت بعدم تنفيذ اتفاقية ستوكهولم حول الحديدة والانسحاب من الموانئ، ومع ذلك يستمر جيرمي هانت بالدفاع عن إنجاز كبير قال إنه تحقق في السويد وإن لم يتحقق على الأرض في الحديدة.
قال وزير الخارجية البريطانية، جيريمي هنت، إن اليمن قد يكون “في طريقه إلى السلام” بعد ما يقرب من خمس سنوات من الحرب إذا استمر الجانبان في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في محادثات توسطت فيها الأمم المتحدة العام الماضي.
وفي معرض حديثه في بداية قمة الشرق الأوسط في بولندا، عرض وزير الخارجية تقييماً متفائلاً لإمكانية إنهاء حرب اليمن وتخفيف أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقال هنت لصحيفة “التلغراف”: “هذه أفضل فرصة حظينا بها منذ فترة طويلة جدًا”.
“نحن نسير على طريق السلام، لكن لا يزال هناك غياب للثقة، ولهذا السبب يحتاج الجانبان إلى الحفاظ على التهدئة ومواصلة العمل”.
ولفت الوزير البريطاني أن محادثات ستوكهولم مثلت “نجاحا مفاجئا” ويمكن أن تساعد في بناء الثقة اللازمة للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي.
وقال إن الجانبين يفهمان الحاجة إلى اتفاق لتقاسم السلطة يلعب فيه الحوثيون “دوراً، لكن ليس دوراً مهيمناً” في الحكومة اليمنية. وأضاف، “ما لدينا الآن هو التزام بالسلام، وأعتقد أنه حقيقي، وأعتقد أن الجميع يريد إنهاء هذا الصراع” مشيرا “لكننا لم نشهد بعد التنفيذ الكامل لما تم الاتفاق عليه في ستوكهولم”.
حضر السيد هنت افتتاح القمة جزئيا كفرصة لترؤس اجتماع وزراء من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لمناقشة الأزمة اليمنية.
وقد دافع هنت عن قرار بريطانيا ببيع الأسلحة للسعودية والإمارات العربية المتحدة، قائلا “إن حقيقة وجود علاقة استراتيجية وعلاقات عسكرية مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هي أحد الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تتمتعان بنفوذ كبير، وهما قادران على أن يكونا قوة من أجل السلام فيما يتعلق بهذا النزاع الصعب للغاية”.
وأضاف، “أي اقتراح بأن نغير أساس تلك العلاقة من شأنه أن يقلل من تأثيرنا ويجعل السلام أقل احتمالا”.
من جانبها قالت صحيفة التلغراف، في حين أن بريطانيا والولايات المتحدة قادرتان على التحدث مباشرة إلى الحكومة اليمنية، فقد اعتمدتا على وسطاء مثل عُمان لإيصال الرسائل إلى الحوثيين، الذين يتلقون الدعم من إيران.
وبحسب التلغراف، فإن اتفاق وقف إطلاق النار في ميناء الحديدة برغم غير اكتماله إلا أنه ما زال قائماً، مع تأكيد السيد هانت أن الأولوية التالية هي الموافقة على شروط انسحاب مليشيا الحوثيين من المدينة.
واعتبرت الصحيفة البريطانية، أن الاختبار الأبرز لاتفاق ستوكهولم سيتمثل فيما إذا كان بإمكان الجانبين إتمام تبادل السجناء بنجاح، مع اجتماع المفاوضين منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على قوائم السجناء للتبادل، وسط مزاعم باشتمال قوائم الأسرى على أسماء لأشخاص ماتوا بالفعل أو لم يكن لهم وجود في الأساس.