أليشا رحمن ساركار
أفاد تقرير استخباراتي أميركي مسرب بأن الصين تصنع أسلحة سيبرانية مخصصة لاختراق الأقمار الاصطناعية المعادية وجعلها عديمة الفائدة أثناء الحرب.
وأوردت صحيفة “فايننشال تايمز” أن التقرير الذي يحمل شعار وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) كان واحداً من عشرات التقارير التي يزعم أن أحد حراس القوات الجوية الأميركية البالغ من العمر 21 سنة سربها في واحدة من أسوأ الخروق الاستخباراتية خلال عقد.
يأتي هذا التسريب في وقت تتوتر فيه العلاقات الدبلوماسية بين بكين وواشنطن بسبب التجارة ومخاوف من مهاجمة الصين تايوان لإعادة الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي إلى حظيرتها.
ووفق الوثيقة المسربة، ستسمح القدرة السيبرانية للصين “بالسيطرة على قمر اصطناعي، ما يجعله غير فاعل في دعم الاتصالات أو الأسلحة أو أنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع”.
وقدرت واشنطن أن خطة “الحجب أو الاستغلال أو الخطف” التي تستهدف الأقمار المعادية هي جزء أساسي من هدف الصين المتمثل في السيطرة على المعلومات التي تعتبرها بكين “مجالاً رئيساً من مجالات الحرب”.
وتهدف الصين إلى محاكاة الإشارات التي تتلقاها الأقمار الاصطناعية المعادية من مشغليها، وخداعها “إما للاستيلاء عليها بالكامل أو لتعطيلها خلال لحظات حاسمة في القتال”.
ومن شأن ذلك أن يقوض قدرة الأقمار الاصطناعية التي تميل إلى العمل في مجموعات، على الاستجابة مع بعضها بعضاً، ونقل الأوامر إلى أنظمة الأسلحة، أو إعادة البيانات الإلكترونية المرئية والمعترضة، وفق صحيفة “فايننشال تايمز”.
ولا تكشف واشنطن أبداً عما إذا كانت تمتلك قدرات مماثلة.
يأتي التقرير بعد يوم من تصريح الجنرال بي تشانس سالتزمان، قائد القوات الفضائية الأميركية، بأن واشنطن تواجه “حقبة جديدة” من التهديدات الأبعد من الأرض الصادرة عن دول مثل روسيا والصين والتي تتجاوز التشويش.
وقال الجنرال سالتزمان لشبكة “سي أن بي سي”، “ينمو الازدحام الذي نراه في على صعيد الأجسام المتعقبة وعدد حمولات الأقمار الاصطناعية، وعمليات الإطلاق نفسها فحسب، بمعدل مضاعف”.
ولفت إلى أن العواصم المنافسة لواشنطن يمكنها استخدام أشعة الليزر و”أدوات الإبهار” التي تتداخل مع الكاميرات لمنع جمع الصور بالأقمار الاصطناعية. وأضاف أن روسيا اختبرت صاروخاً مضاداً للأقمار الاصطناعية أواخر عام 2021.
وقال الجنرال سالتزمان “نرى أقماراً اصطناعية يمكنها في الواقع الاستيلاء على قمر اصطناعي آخر، والتعامل معه، وسحبه من مداره التشغيلي. هذه كلها قدرات تظهرها اليوم الأقمار الاصطناعية وهي في المدار، بالتالي يعد مزيج هذه الأسلحة والسرعة التي تطور بها مقلقين للغاية”.
وقال أمام الكونغرس الشهر الماضي إن بكين تسعى بقوة إلى امتلاك قدرات فضائية مضادة في محاولة لتحقيق “حلمها الفضائي” بأن تصبح القوة الأولى في الفضاء بحلول عام 2045.
وأضاف أن بكين نشرت 347 قمراً اصطناعياً من بينها 35 قمراً أطلقت خلال الأشهر الستة الماضية، بهدف مراقبة القوات الأميركية ومتابعتها واستهدافها ومهاجمتها.
وحذرت المسؤولة البريطانية الأولى عن المجال السيبراني، ليندي كاميرون، هذا الأسبوع من أن الصين تهدف إلى “التفوق التكنولوجي العالمي” في الفضاء السيبراني.
المصدر اندبندنت عربية