كريتر نت – متابعات
قطع مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا شوطا كبيرا مع إعلان شركة أبوظبي الوطنية للطاقة “طاقة” الأربعاء أنها ستمول بناء أطول شبكة كابلات تحت سطح البحر، لنقل التيار المباشر عالي الجهد في العالم.
وذكرت شركة طاقة وحليفتها مجموعة أكتوبوس إنيرجي في إفصاح لبورصة أبوظبي أنها وفرت تمويلا لشركة إكس لينكس البريطانية، التي ستتولى تشييد المشروع.
وحصلت إكس لينكس عبر جولة تمويل على حوالي 30 مليون جنيه إسترليني (37.36 مليون دولار)، حيث ستقدم شركة طاقة نحو 31.4 مليون دولار، والمبلغ المتبقي من أكتوبوس.
وقالت الشركة إن “عبر هذا التمويل سوف تتولى مهمّة وضع الخطط اللازمة لمد أطول شبكة كابلات تحت سطح البحر، لنقل التيّار الكهربائي المباشر عالي الجهد في العالم بين المملكة المتحدة والمغرب”.
أعلنت "طاقة" ومجموعة "أوكتوبوس إنيرجي" عن استثمارهما في مشروع شركة "إكس لينكس" الأول من نوعه والذي يستفيد من خبرات "طاقة" الواسعة في مجال الطاقة المتجدّدة والبنية التحتية لإنتاج 3.6 جيجاواط من الكهرباء المولّدة من مصادر الطاقة المتجدّدة في المغرب ونقلها إلى المملكة المتحدة.… pic.twitter.com/4GP9ohVwTq
— TAQA (@TAQAGroup) April 26, 2023
ويقول محللون إن هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى العالم ستساعد على مضاعفة الإنتاج العالمي الحالي تقريبا لتصنيع خطوط التيار المستمر عالي الجهد.
ويربط المشروع بين البلدين انطلاقا من جهة كلميم واد نون المغربية، ومن المقرر أن تمر الكابلات بكل من البرتغال وإسبانيا وفرنسا لمسافة تتجاوز 3800 كيلومترا.
وسيعتمد هذا المشروع على الخبرات الواسعة للمغرب في مجال الطاقة المتجدّدة، مما يدعم دوره الرائد عالميا في مواجهة تحديات التغيّر المناخي وضمان الاستفادة القصوى من موارده الطبيعية وتعزيز إستراتيجيته لتصدير الطاقة النظيفة.
كما سيسهم خلال مرحلة تطويره في توفير الآلاف من فرصة العمل تقريبا، فضلا عن استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة.
وأصبح المغرب وجهة للاستثمارات الأجنبية والمحلية في مجال الطاقات المتجددة خاصة من مصادر الشمس والرياح.
ومكنت القوانين والإصلاحات التي باشرتها الحكومة من تحفيز الاستثمار على مستوى مختلف المناطق، خاصة الجنوبية المتميزة بجاذبيتها للاستثمار المحلي والدولي في مجال تطوير مشاريع الطاقات المتجددة، نظرا للإمكانات الهائلة التي تتوفر بها في هذا المجال.
ومن المتوقع أن يوفر المشروع قرابة 10 آلاف فرصة عمل في المغرب مما سيسهم في طموحه الصناعي المتجدد، حيث يسعى البلد لأن يكون أحد رواد الطاقة النظيفة ليس في المنطقة العربية وأفريقيا فحسب، بل وفي العالم أيضا.
وعلاوة على ذلك، سيوفر 1350 وظيفة خضراء دائمة جديدة في بورت تالبوت وهنترستون والشمال الشرقي في بريطانيا بحلول عام 2024، إضافة إلى الآلاف من الوظائف في سلسلة التوريد.
ويعد هذا الاستثمار أول مشروع من نوعه في العالم لنقل الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة عبر مسافات طويلة وتصديرها عبر الحدود لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الكهرباء.
وستورد إكس لينكس نحو 3.6 غيغاواط من الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة إلى المملكة المتحدة، وهو ما يعادل ثمانية في المئة تقريبا من الطلب الحالي على الكهرباء في هذه الدولة، أو ما يكفي لإمداد سبعة ملايين منزل في بريطانيا بالكهرباء بحلول 2030.
وأكدت الشركة في بيان أن “مشروع توليد الكهرباء سيجري في منطقة كلميم واد نون المغربية بواسطة مزارع شمسية ومزارع رياح، وهي ستغطي مساحة تقريبية تبلغ 1500 كيلومتر مربع”.
شركة طاقة ستقدم نحو 31.4 مليون دولار، والمبلغ المتبقي من أكتوبوس
وقال سايمون موريش، الرئيس التنفيذي لإكس لينكس، إن “الإمكانات الهائلة لمشروع الطاقة بين البلدين ستساعد المملكة المتحدة على تسريع تحولها إلى مصادر الكهرباء النظيفة وتعزيز أمن الطاقة وخفض فواتير الاستهلاك”.
وأشار إلى أن المشروع يلقى دعما حكوميا من بريطانيا والمغرب وأيضا من خلال هذا الاستثمار الذي “نحصل عليه من شركائنا، طاقة وأكتوبوس إنيرجي”.
ووفقا لما نشر موقع إكس لينكس، سيولّد المشروع 10.5 غيغاواط من الكهرباء المحايدة كربونيا من مصدري الشمس والرياح لتوفير إمدادات الكهرباء لمدة تزيد عن 20 ساعة في المتوسط يوميا.
وإلى جانب توليد الكهرباء من الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، توفر المنشأة بطارية تخزين سعة 20 غيغاواط في الساعة/خمسة غيغاواط مما يجعلها كافية للربط الكهربائي الموثوق يوميا دون انقطاع.
وستقوم إكس لينكس بتزويد أربعة خطوط تحت سطح البحر والتي سيجري تصنيعها في بريطانيا من قبل شركة إكس.أل.سي.سي، التي ستبني مصنعا في مدينة هانترستون بإسكتلندا، وسيكون أول إنتاج لها لصالح هذا المشروع الضخم.
ومن المقرر أن تستمر المرحلة الأولى لبناء الكابل البحري بين عامي 2025 و2027 لربط طاقة الرياح والطاقة الشمسية المولدة في المغرب بقرية ألفردسكوت بمقاطعة ديفون الشمالية في بريطانيا.