كريتر نت – متابعات
شهدت الجولات الماضية تراجعا في مستوى نادي أرسنال واقترابه من خسارة لقب الدوري الإنجليزي البريميرليغ، وذلك في ظل سقوط الغانرز خلال الجولات الأخيرة من المسابقة والتي كان آخرها التعادل أمام ساوثهامبتون. وهناك عدد من المتغيرات تسببت خلال الفترة الماضية في تراجع نتائج الفريق في مسابقة الدوري، وتقلص الفارق مع مانشستر سيتي إلى 5 نقاط، ولا زال للسيتزنز مباراتان مؤجلتان، وقد يكون لفريق بيب غوارديولا الأفضلية في حال الانتصار في المباراتين.
وتعرضت آمال أرسنال في التتويج بلقب البريميرليغ هذا الموسم لضربة كبيرة جدا بعد السقوط أمام مانشستر سيتي بنتيجة (4 – 1) على ملعب الاتحاد. وأصبح مصير التتويج باللقب بيد مانشستر سيتي، بعدما تصدر أرسنال ترتيب الدوري لفترات طويلة هذا الموسم، إلا أن مستواه تراجع بوضوح في النصف الثاني من الموسم الأمر الذي أثر على حظوظه.
وبدت ملامح التراجع على مستوى ونتائج أرسنال من قبل السقوط الأخير أمام مانشستر سيتي، فأرقام الفريق في الفترة ما قبل بطولة كأس العالم بقطر تختلف تماما عمّا عقب المونديال.
فالمباراة كانت الثامنة للفريق من أصل 19 مباراة خاضها الفريق في البريميرليغ منذ بطولة كأس العالم، واستقبلت شباك المدفعجية خلالها هدفين أو أكثر، وهو أمر لم يحدث سوى مرتين فقط في 14 مواجهة قبل المونديال.
وتراجع أرسنال دفاعيا بصورة واضحة عقب المونديال، فقبله كان معدل الأهداف التي تسكن شباك الفريق 0.8 هدف في المباراة، وعدد الأهداف المتوقع أن تسكن شباك الفريق 0.8 أيضا في المواجهة الواحدة.
وبلغ معدل التسديدات التي يتعرض لها أرسنال 8.1 تسديدات في المباراة الواحدة، من بينها معدل 2.6 تسديدة على المرمى. وبلغ معدل حصد المدفعجية للنقاط 2.6 نقطة في المباراة.
واختلفت تلك الأرقام بصورة كبيرة عقب بطولة كأس العالم، حيث أصبح معدل الأهداف التي يستقبلها أرسنال 1.4 هدف في المباراة، والأهداف المتوقع أن تسكن شباك الفريق 1.3 في المواجهة الواحدة. كما ارتفع معدل التسديدات التي يتعرض لها أرسنال إلى 9.7 تسديدات في المباراة الواحدة، من بينها معدل 4.4 على المرمى، وانخفض معدل حصد النقاط إلى نقطتين في المباراة.
وعانى أرسنال هذا الموسم من الضغوطات التي أثرت على الفريق الشاب، إلى جانب الإجهاد الذهني والبدني وغياب العمق في القائمة التي تتيح للمدرب ميكيل أرتيتا التدوير في التشكيل. ففي الوقت الذي يعد فيه مانشستر سيتي خامس أكثر الفرق تغييرا في التشكيل الأساسي في البريميرليغ هذا الموسم، كان أرسنال هو الفريق الأقل، حيث يملك المدفعجية 7 لاعبين خاضوا أكثر من 2400 دقيقة في المسابقة، مقارنة بلاعب واحد فقط من السيتي وصل إلى ذلك الرقم.
الروح القتالية
تميز أرسنال على مدار الموسم بالروح القتالية والتمسك بالفوز حتى الدقيقة الأخيرة، كما ظهر في تسجيل أهداف انتصار متأخرة أمام مانشستر يونايتد وأستون فيلا وبورنموث، ولكن غابت تلك الروح في الآونة الأخيرة وكلفت المدفعجية الكثير. وظهر ذلك في تفريط أرسنال في التقدم بهدفين دون رد مرتين متتاليتين ليتعادل أمام ليفربول ووست هام، ومن ثم غابت الشراسة على أرضه أمام ساوثهامبتون المتعثر ليتعادل (3 – 3) بعدما كان متأخرا في النتيجة (3 – 1).
ويبقى مشروع أرتيتا طموحا ولكنه بعيد للغاية عن قوة مشروع بيب غوارديولا، ولكن على أرتيتا التمسك بالأمل فيما تبقى من مباريات. وسبق وأن أظهر المدفعجية رد الفعل هذا الموسم، فعقب السقوط أمام السيتي (3 – 1) على ملعب الإمارات، حقق الفريق بعدها 7 انتصارات متتالية، وربما يتمكن المدفعجية من تحقيق شيء مماثل في الأمتار الأخيرة. وبدا مدرب أرسنال مستاء من خسارة فريقه القاسية أمام مضيفه مانشستر سيتي. ولم يكن لاعبو أرسنال على مستوى التحدي، فاستحقوا الخسارة، لكنهم ما يزالون يتصدرون المسابقة بفارق نقطتين أمام سيتي الذي يمللك في جعبته مباراتين مؤجلتين.
وقال أرتيتا في تصريحات صحافية “لا أعتقد أنهم كانوا خائفين ولكن الطريقة التي بدأنا بها المباراة لم تساعد. فقدنا كل الكرات الأولى والثانية”. وأضاف “من السهل جدا أن نقول هنا إنه كان يجب على اللاعبين الفوز في المواجهات الفردية، ولكن عندما يتعين عليك اللعب ضد فريق لعب في أفضل حالاته، فمن الصعب للغاية القيام بذلك”.
وتابع “أنا أقبل الواقع. هذه هي أفضل طريقة للمضي قدما. لم تتح لنا الفرصة مطلقا للفوز بالمباراة. علينا أن نتحسن، كنا نعلم أننا سنحتاج إلى أفضل ما لدينا كفريق. كنا بعيدين عن ذلك”. وزاد المدرب الإسباني “لا أعرف ما هو المطلوب للفوز باللقب. علينا رفع مستوى اللاعبين لأنهم يعانون. من الصعب تقبل الهزيمة”. وعما إذا كان أرسنال يحتاج إلى الفوز بجميع مبارياته الـ5 المتبقية من أجل الحصول على فرصة الفوز باللقب، أجاب أرتيتا باختصار “أعتقد ذلك”.
وشهدت الفترة الماضية غياب أكثر من لاعب عن المشاركة مع نادي أرسنال خلال الفترة الأخيرة، وعلى رأس هذه الأسماء ويليام ساليبا الذي غاب عن الفريق خلال الفترة الأخيرة بسبب الإصابة، وهو الأمر الذي تسبب في اهتزاز شباك الفريق بشكل مستمر خلال الفترة الأخيرة.
وغاب عدد من اللاعبين عن تشكيل أرسنال خلال الفترة الماضية من بينهم محمد النني متوسط ميدان الفريق بسبب إصابة قوية لحقت به خلال الفترة الأخيرة وتسببت في غيابه عن المشاركة مع الفريق في كافة المسابقات.
وعانى نادي أرسنال خلال الفترة الأخيرة من الأخطاء الساذجة في كافة المباريات في الدوري الإنجليزي، وعلى رأس هذه المباريات لقاء ساوثهامبتون في الجولة الماضية، حيث تعادلا بنتيجة ثلاثة أهداف في شباك كل فريق.
وشهدت المباريات الماضية سقوط عدد من لاعبي الفريق في أخطاء ساذجة، وتحديدا منذ مباراة ليفربول والخطأ الذي وقع فيه زيتشينكو، وتسبب في تعادل الفريق في لقاء الريدز الذي أقيم على ملعب أنفيلد، وانتهى بالتعادل الإيجابي بهدفين في شباك كل فريق.
وتسبب عدم امتلاك ميكيل أرتيتا المدير الفني لنادي أرسنال الإنجليزي خيارات قوية في تدهور نتائج الفريق خلال الفترة الأخيرة في كافة المسابقات. وغاب عدد من لاعبي الفريق خلال الجولات الماضية لأسباب مختلفة، وتسبب عدم وجود بديل قوي بنفس إمكانيات ويليام ساليبا في تدهور نتائج الفريق، وعدم خروج الفريق بشباك نظيفة خلال الفترة الماضية في مسابقة الدوري الإنجليزي.
في المقابل لدى غوارديولا المدير الفني لنادي مانشستر سيتي فريق متكامل خلال الفترة الأخيرة، وساهم في تواجده في كافة المسابقات خلال الفترة الماضية، وعلى رأسها الاقتراب من التواجد على صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي، والتأهل إلى الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، ونهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
ويمثل المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند الذي يتصدر ترتيب هدافي البريميرليغ قوة كبري لصالح مانشستر سيتي خلال الفترة الأخيرة، بعد مساهمته في انتصارات الفريق في كافة المسابقات التي خاضها هذا الموسم.
تعديلات سحرية
بعدما عانى ليفربول من 3 هزائم متتالية في شهر مارس الماضي تسببت في توديع الفريق لدوري الأبطال، وإضعاف حظوظه في التأهل إلى المسابقة الأوروبية الموسم المقبل، بات المدرب يورغن كلوب بمظهر الفاقد للقوة، كما حدث له من قبل رفقة بوروسيا دورتموند، وأن الريدز أصبح بحاجة إلى التجديد.
ولكن بدأ ليفربول في استعادة بعض البريق بالفوز بثلاث مباريات متتالية للمرة الثانية هذا الموسم، وحاليا لم يخسر في آخر 5 لقاءات. ويبدو أن بعض التغييرات التي أجراها كلوب كان لها الدور الأكبر في التغيير من شكل الفريق.
وحصل ليفربول من الغريم مانشستر سيتي على الإجابة لسؤال: كيف يمكن استخدام ترينت ألكسندر أرنولد بأفضل صورة؟ ففي السنوات الماضية كان الضعف الدفاعي لأرنولد يتم تغطيته بقوة وسط ميدان وهجوم ليفربول، ولكن الأمر اختلف هذا الموسم بفقدان الحماية من وسط الملعب وانخفاض مستوى فيرجيل فان دايك وجويل ماتيب.
وقرر كلوب الاعتماد على أرنولد في مركز جديد بالدخول إلى وسط الملعب، ليصنع 5 أهداف في آخر 4 مباريات، مقابل صناعته 4 أهداف فقط في المباريات الـ27 الأخرى هذا الموسم. كما أن دخول أرنولد إلى جانب فابينيو منح ليفربول صلابة دفاعية أكبر، بدلا من تولي البرازيلي المهام الدفاعية وحده.
◙ يبدو أن بعض التغييرات الجوهرية التي أجراها المدرب يورغن كلوب كان لها الدور الأكبر في التغيير من شكل فريق ليفربول
وتعاقد ليفربول مع كودي جاكبو بعد عروضه القوية في مونديال قطر، على الرغم من حاجة الفريق إلى تدعيم وسط ميدانه أكثر من خط الهجوم، وكانت هناك تساؤلات بشأن أفضل مركز يمكن أن يتواجد به، وزادت الشكوك حول تلك الصفقة بفشله في التسجيل في أول 6 مباريات.
ولكن تحول جاكبو إلى أحد الأسماء الأساسية في هجوم الريدز مؤخرا، فعلى الرغم من أن تسجيله 6 أهداف في 20 مباراة بجميع المسابقات ليس بالرقم البارز، ولكن معدله التهديفي الذي يصل إلى هدف كل 178 دقيقة في الدوري، وتأقلمه مع دوره في قلب الهجوم، وتراجعه للخلف للمساهمة في بناء اللعب وخلق الفرص للآخرين، جعله يحجز مكانه في التشكيل الأساسي للفريق.
على الرغم من أن كلفة التعاقد مع داروين نونيز ضعف قيمة جاكبو، إلا أنه يعاني لإيجاد مكان له في التشكيل الأساسي. وسجل نونيز أهدافا أكثر من جاكبو بواقع 15 هدفا في 38 مباراة في جميع المسابقات، ولكنه لا يزال يعاني من سوء التمركز وضعف المردود الدفاعي، وهذا السبب وراء ابتعاده لصالح جاكبو ودياز وجوتا.
ووجد كلوب ضالته في الثلاثي الهجومي صلاح وغوتا وجاكبو في الضغط العالي، وهو الأسلوب الذي حققه به المدرب الألماني نجاحاته السابقة، وبالتالي اتخذ كلوب قراره بإبعاد نونيز بعض الشيء حتى يتمكن من التأقلم مع أسلوبه.
ويحتاج وسط ميدان ليفربول إلى دماء جديدة بالتعاقد مع اثنين وربما 3 لاعبين في الصيف، وذلك بسبب الإرهاق الذي يعاني منه اللاعبون من المشاركة في كل مباريات الموسم الماضي، بخوض جوردان هندرسون 57 مباراة وفابينيو 48 ونابي كيتا 40 و39 لقاء لكل من تياجو وجيمس ميلنر.
حيوية غائبة
مع تقدم هندرسون وميلنر وتياغو في العمر، لم يعد الثلاثي قادرا على اللعب بالحدة التي يريدها كلوب وممارسة الضغط في جميع أنحاء الملعب، وهذا السبب وراء اعتماد الألماني على الشاب كورتيس جونز القادر على تقديم الحيوية الغائبة، وظهر ذلك في مشاركته في المباريات الخمس الماضية التي لم يخسر بها الريدز، وأعاد التوازن من جديد لوسط الملعب.
ففي الفوز أمام وست هام، كان جونز أكثر لاعبي الريدز خلقا للفرص وفوزا بالالتحامات، ووصلت دقة تمريراته إلى 90.4 في المئة وهي الأعلى بين لاعبي الفريق، وهو الأمر الذي افتقده ليفربول أثناء إصابته هذا الموسم.
وتحدث كلوب عن المواجهة المرتقبة التي ستجمع فريقه بتوتنهام الأحد، في قمة مباريات الجولة رقم 34 من الدوري الإنجليزي على ملعب أنفيلد. واستهل المؤتمر الصحافي الخاص باللقاء، بالحديث عن ثبات التشكيل الأساسي “نريد منح اللاعبين فرصة إيجاد بعض التناغم، هذا الفريق يرحب بالدفاع والضغط، أحببت كثيرا ما شاهدته، وبالتالي يجب الإشادة بهم”.
وعن المشاكل التي يمر بها توتنهام، قال “في هذا الموسم عانت الكثير من الفرق العديد من المشاكل، الأمر ليس جيدا معنا أيضا، الأخطاء البسيطة على مدار الموسم قد تترك أثرا كبيرا وفتحت الباب أمام امتلاك فرق أخرى فرصا للتأهل إلى دوري الأبطال، لا يزال توتنهام يملك فريقا استثنائيا، لماذا لا تسير الأمور معهم بأفضل صورة؟ لا أعلم، ولكنهم بقوا لسنوات الفريق الأفضل في الهجمات المرتدة بأوروبا، وأتوقع أن يكونوا جيدين”.