كريتر نت – متابعات
احتفى نشطاء وسياسيون محليون بالإجماع الجنوبي وإنجاز وتوقيع ميثاق الشرف الجنوبي خلال اللقاء التشاوري الذي عقد خلال الأيام الماضية في العاصمة عدن بمشاركة مختلف المكونات الجنوبية، بناءً على دعوة وجهها المجلس الانتقالي الجنوبي عقب سلسلة لقاءات بدأها العام الماضي.
هذا الاحتفاء المحلي تزامن مع ترحيب إقليمي لعدد من الصحفيين والسياسيين الخليجيين والعرب، في حين أبدى نشطاء ينتمون لحزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، غضبهم من هذا الإجماع الجنوبي الأول من نوعه منذ انطلاق شرارة الحراك الجنوبي في 2007م.
أول المرحبين بهذا الإنجاز هما عضوا مجلس القيادة الرئاسي اللواء سالم فرج البحسني وعبدالرحمن المحرمي (ابوزرعة) القائد العام لألوية العمالقة الجنوبية، اللذان باركا نجاح المشاورات، وتوقيع ميثاق الشرف الجنوبي، وعبرا عن تطلعهما أن يلي هذه المشاورات مباشرة حوار واسع مع كافة القوى والمكونات السياسية الجنوبية يفضي إلى إجماع جنوبي واسع على مطالب وأهداف ورغبة الجنوبيين في هذه المرحلة الهامة.
وأكدا أن خلق هذا الاصطفاف الوطني وتوحيد الجهود سيسهم في إيجاد عمل سياسي أكثر انسجاماً بين القوى السياسية الجنوبية لخدمة مصالح الوطن والمواطن وخاصة في هذه المرحلة الصعبة التي يقف فيها الجنوب أمام استحقاق سياسي في مشاورات الحل النهائي.
بدوره اعتبر وزير حقوق الإنسان السابق محمد عسكر، هذا الإنجاز لحظة ميلاد لآمال شعب بالحرية والكرامة والسلام، وقيم الأخوة والمحبة والتعايش المشترك، بعيداً عن الصراعات والحروب والهيمنة.
فيما أشار عضو مجلس الشورى، محافظ المهرة السابق، راجح سعيد باكريت، إلى أن توقيع الميثاق الوطني الجنوبي يعتبر أحد الأسس الوطنية لنيل الثقة وتحقيق الوفاق لكافة أبناء المحافظات الجنوبية.
وكيل وزارة الإعلام المساعد أسامة الشرمي، قال بدوره إن الميثاق الوطني خارطة طريق للعمل السياسي الجنوبي الذي يؤسس لنظام عربي قومي في عدن هو نقيض كليًا عن السلطة الكهنوتية في صنعاء.
أما رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي عبدالرؤوف زين السقاف، فقال إن توقيع الميثاق الوطني الجنوبي سيؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الوطنية الحقيقية وتوحيد صفوف أبناء الجنوب وتعزيز مبدأ التلاحم الوطني الجنوبي، وسيكون السد المنيع لمواجهة كل الأخطار والعراقيل التي تقف أمام تحقيق طموحات وتطلعات أبناء الجنوب في رسم مستقبلهم وملامح دولتهم الجنوبية الفيدرالية المنشودة.
وأكد أن الإجماع الجنوبي على الميثاق الوطني لم يشهده تاريخ الجنوب طيلة المراحل التي مر بها، موجهاً التحية لكل الجهود المبذولة من جميع القيادات الجنوبية التي عملت دون كلل أو ملل لإنجاح هذا الحدث التاريخي العظيم.
فيما قال الصحافي السياسي نبيل الصوفي، إن المجلس الانتقالي أعلن انتهاء مرحلة الأدوات المسلحة داخل الجنوب، وفتح باب التنظيم السياسي والاجتماعي، مشيراً إلى أن السلاح ميدانه جبهات القتال، أما الرؤى فهي للنقاشات والحوارات.
وأضاف “عهد جديد لتمحيص الاختيارات، وما ينفع الناس سيمكث في الأرض. كل يبسط أفكاره والمشروعية للتوافق”، لافتاً إلى أن المجلس الانتقالي تشكل في 2017، وقد انتقل لهذه الخطوة، فيما الحوثي الذي تأسس قبل 30 سنة، ما زال ينظم مناورة داخل حدود سلطاته ويقول: الدم هو الحل، والقتل لمن لم يستسلم للولاية.
وتابع “الانتقالي يتحدث عن بناء الدولة، وعن التنظيم الحديث للسياسة والاقتصاد والمجتمع، والحوثي يحشد الأطفال لمعسكرات التعبئة الصيفية حول القتل والدم وثارات الشيعة والسنة”.
وفي حضرموت أعلنت سبع من كبرى القبائل هي كندة وآل باوزير والشنافر وبني مُرّة وبني ظنه ويافع، مباركتها لنتائج اللقاء التشاوري وتوقيع الميثاق الوطني الجنوبي، مؤكدة أنه تعبير حقيقي واستجابة لتطلعات شعب الجنوب.
الكاتب الصحافي، هاني مسهور، هو الآخر بارك هذا الإنجاز السياسي الكبير الذي يؤكد فيه الجنوبيون عزمهم لاستعادة وطنهم.
الترحيب عبر الحدود إلى السعودية، حيث قال الأكاديمي السعودي د. نمر الـسحيمي، إن الترحيب العربي والدولي بتوقيع الميثاق الوطني الجنوب عربي هو أول خطوات حل القضية اليمنية”، مؤكداً أنه لا يمكن أن يتوافق الجميع على سلام شامل في اليمن ما لم يُبَارك الإجماع الجنوبي الذي يُعبّر عنه هذا الميثاق، وذلك تمهيداً للبت في وحدة 1990م على ضوء القوانين الدولية.
فيما أشار المحلل السياسي والعسكري السعودي، د. زايد محمد العمري، إلى أن الاتفاق أقرب الطرق إلى تحقيق الحلم، مؤكداً على ضرورة أن يبنى هذه الحقائق على حقائق لا آمال مزيفة، شرط توافق جميع الأطراف والمكونات الجنوبية.
وفي الإمارات، قال الصحفي والإعلامي صالح الجسمي “حدث نجح بامتياز بعد توقيع الميثاق الوطني الجنوبي، وهو الخطوة الأهم لتوحيد كلمة أبناء الجنوب العربي في سعيهم لفك الارتباط المشؤوم الذي لم يجلب لهم سوى التعاسة، دولة الجنوب العربي قادمة، بإذن الله، بهمة وتفاني أبنائها المخلصين”.
فيما قال المغرد الإماراتي ناجي العريفي، “مراحل صعبة وتضحيات جنوبية ومواقف بطولية وحوار جنوبي ناجح بكل المقاييس، هذا الرجل -في اشارة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي- نقل الجنوب نقلة نوعية للأمام، والقادم أجمل وكله خير، بإذن الله”.
فيما اكتفى الإماراتي سعيد الكتبي -بو علي- بمباركة هذا الإنجاز العظيم ممثلا بالميثاق الوطني الجنوبي.
من جانبه الكاتب في شبكة العين الإخبارية، محمد فيصل الدوسري أشار إلى أن قرار أبناء الجنوب بشأن توقيع الميثاق الوطني الجنوبي، يلائم توقيت مرحلة الحوار المستقبلية، ويحسم مسارات الجنوبيين لاستعادة دولتهم، ويضع المكونات الجنوبية على أرضية صلبة في مواجهة مخاطر الجماعات الإرهابية، ما سيجلب الاستقرار وأدوات البناء في الجنوب.
بدوره الصحفي الفلسطيني يوسف علاونة بارك لشعب الجنوب توقيع الميثاق الوطني، مؤكداً أنه أكبر دليل على الوحدة بين جميع المكونات والأقاليم والهدف لدولة حديثة شقيقة لجوارها.
إنجاز الجنوبيين في اللقاء التشاوري أثار غضب نشطاء حزب الإصلاح، الذين ذهب بعضهم إلى التقليل من أهميته والبعض الآخر ذهب للهجوم عليه.
الصحفي الإخواني أنيس منصور، ومدير قناة المهرية مختار الرحبي والصحفي المقيم في تركيا ياسين التميمي، اتفقوا على التقليل من أهمية توقيع هذا الميثاق وزعموا بأنه مجرد وهم لن يكون له أي تأثير. فيما اتفق بشير الحارثي، وعيسى الشفلوت على التحريض ضد الانتقالي من خلال اتهامه باستهداف القيادات الجنوبية الموالية لهم واستبعادهم من المشاركة في اللقاء التشاوري على الرغم من تأكيد الانتقالي أكثر من مرة انفتاحه على الجميع مهما كانت توجهاته وأهدافه.
أما رئيس مؤسسة الشموع الإعلامية، سيف الحاضري، المقرب من نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر، ذهب إلى اتهام رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومجلسي النواب والشورى وقادة الأحزاب والنخب السياسية إلى توطيد مشروع إيران وميليشياتها في الشمال من خلال اللقاء التشاوري الجنوبي الذي عقد في عدن.