كريتر نت – متابعات
بعد قليل من أزمة الجنود المصريين في السودان، وما تلاها من تصريحات لقائد قوات الدعم السريع، من اتهام للقاهرة بضرب عناصره، دخل رئيس الدبلوماسية المصرية على الخط.
وكان قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، تحدث في مقطع فيديو سابق عن قيام الطيران المصري بتدمير عدد كبير من قواته، قائلا إنه “لا يستطيع حصر الضحايا”، وإن “الطيران المصري” قبل أن يستدرك بـ”الطيران الأجنبي قام بتدمير عدد كبير جدا من القوات”.
إلا أن وزير الخارجية المصرية سامح شكري، نفى ضمنيًا تلك الاتهامات، قائلا: “كان هناك نوع من عدم التدقيق، تحت ضغوط المشهد”.
وأوضح الوزير المصري، في تصريحات لقناة “صدى البلد” المحلية، أنه “كان هناك نوع من عدم التدقيق، تحت ضغوط المشهد، لكن تحدثت بعد ذلك مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان والفريق أول محمد حمدان دقلو، بعد ذلك، وكان هناك تأكيد على الثقة التي يوليها الطرفان في القيادة المصرية وفي جهود مصر، والسعي لاستمرار هذه الجهود”.
وحول علاقة بلاده بطرفي النزاع، قال رئيس الدبلوماسية المصرية، إن “علاقات مصر في السودان متشعبة ومتنوعة ولا تفرق بين أي من العناصر المختلفة”، مضيفًا أن “الدور المصري معاون وميسر من أجل تحقيق التوافق والتفاهم (..) أتصور أنه ما دامت هناك هذه الثقة، نستطيع أن نقوم بالدور الإيجابي الذي نسعى إليه”.
وأكد أن بلاده “تنظر للأزمة السودانية على أنها شأن داخلي يجب التوصل إلى حلول له عبر الحوار بين الأطياف السودانية”، مضيفًا: “في هذه المرحلة من الأهمية التركيز على وقف إطلاق النار لتتاح الفرصة للعودة إلى الحوار”.
وأشار إلى أن “الشأن السوداني له حساسيته وتعقيداته، ولا بد من مراعاة ألا تكون هناك تدخلات خارجية، وترك الساحة للسودانيين بأن يصلوا للحلول التي تحافظ على مقدراتهم ومؤسسات الدولة، وتستعيد استقرار السودان”.
مشاورات جدة
أما عن مشاورات جدة، فأشار شكري إلى أن “مشاورات جدة ما زالت في مهدها”، مؤكدًا أنه على اتصال وثيق مع وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، الذي أطلعه على سير المفاوضات وما وصلت إليه.
وتابع وزير الخارجية المصرية: المفاوضات لم تكن بالقدر المأمول، فلا تسير بالوتيرة التي نتمناها (..) نسعى لتحقيق وقف إطلاق النار الكامل والفوري والممتد، ونستمر في مواصلة الجهود”.
وحول جهود بلاده في التعامل مع أزمة اللاجئين، قال إن كل الأجهزة المصرية “مسخرة للتعامل مع القضية الإنسانية من نزوح ولجوء السودانيين إلى الحدود المصرية هربًا من الصراع العسكري”، مضيفًا: “القطاع القنصلي في وزارة الخارجية يعمل على مدار 24 ساعة، في متابعة حثيثة، وجرى تدعيم أجهزة الشرطة والجوازات في المنافذ الجنوبية”.
أزمة الجنود المصريين
وبعد اندلاع اشتباكات في أنحاء السودان بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 15 أبريل/نيسان الماضي، نشرت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا قالت إنه لقوات مصرية “تسلم نفسها” لها في مدينة مروي التي تقع في منتصف الطريق تقريبا بين العاصمة الخرطوم وحدود المدينة مع مصر.
وظهر في المقطع المصور عدد من الرجال يرتدون ملابس عسكرية ويجلسون على الأرض ويتحدثون مع أفراد من قوات الدعم السريع باللهجة المصرية، مما أثار غضب المصريين، بعد ما وصفوه بـ”التعامل غير اللائق” مع جنودهم من قبل قوات الدعم السريع.
ودفع المقطع الجيش المصري إلى الرد، في بيان مقتضب على لسان المتحدث باسمه، قال فيه إن قوات مصرية موجودة في السودان لإجراء تدريبات مع جنود سودانيين، مضيفا أن التنسيق يجري مع الجهات المعنية هناك لضمان تأمين القوات المصرية.
وبعد هذه التطورات، خرج قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، في تصريحات تلفزيونية، أكد فيها أن الجنود المصريين في أمان وأن قوات الدعم السريع زودتهم بالغذاء والماء، وأنها على استعداد لتسهيل عودتهم.
وقال قائد قوات الدعم السريع، إن قواته مستعدة للتعاون مع مصر لتسهيل عودة الجنود المصريين الذين سلموا أنفسهم لقواته في مدينة مروي بشمال السودان.
بعدها بأيام، وتحديدًا في 20 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع في السودان أنها سلمت 27 عسكريًا مصريًا كانوا في قاعدة مروي العسكرية إلى الصليب الأحمر، لتطوي صفحة أزمة الجنود المصريين.