كريتر نت – متابعات
لا يزال الوضع في اليمن يراوح بين حالتي “اللاسلم” و”اللاحرب”، وسط تصاعد الهواجس من إمكانية فقدان فرصة تاريخية لتحقيق السلام، في ظل رفض الأطراف اليمنية الجلوس معا واشتراطات الحوثيين ورفضهم تقديم أيّ تنازلات.
وقال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر اليوم الخميس إن كافة الأطراف اليمنية “جادة” بشأن إنهاء الحرب المدمرة التي اندلعت قبل ثماني سنوات، لكن من المستحيل التنبؤ بموعد إجراء محادثات مباشرة، ناهيك عن حدوث انفراج.
وأضاف آل جابر في أول تصريحات موسعة له بعد اجتماعه مع قادة الحوثيين في صنعاء الشهر الماضي “الجميع جديون. جديون بمعنى أن الجميع يبحث عن السلام”، رغم أنه أضاف “ليس من السهل استيضاح الخطوات التالية”.
وتأتي تصريحات آل جابر وسط استمرار المساعي الأممية بغية الدفع نحو إجراء مفاوضات مباشرة بين الحكومة اليمنية والحوثيين من أجل إنهاء الحرب.
وكان الحوثيون تحدثوا عن جولة جديدة من المفاوضات مع السعودية عقب عطلة عيد الفطر، بعد زيارة وفد سعودي برئاسة السفير آل جابر إلى صنعاء في التاسع من أبريل الجاري استمرت ستة أيام والتقى خلالها الوفد بقيادة الجماعة، بحضور وفد عماني.
وأكد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك في 21 أبريل الماضي على استئناف اللقاءات بين الوفد السعودي وجماعة الحوثي، بعد عيد الفطر.
وسافر آل جابر إلى صنعاء في نهاية أبريل في إطار سعي إلى “تثبيت” الهدنة التي انتهت رسمياً في أكتوبر، وفي خضم تقارب بدأ منذ فترة بين إيران والسعودية، ويقول خبراء إنه قد ينعكس إيجاباً على الوضع في اليمن.
لكن المفاوضات بين السعوديين والحوثيين لم تفض إلى التوصل إلى اتفاق.
وقال آل جابر “لا شيء واضحاً، لكنني متفائل ونأمل بإذن الله أن يجد اليمنيون مخرجاً في أسرع وقت ممكن”.
ويرى متابعون أن عدم تحديد موعد ثابت للجولة المقبلة إلى حد الآن وتصريحات قياديين حوثيين يعززان الهواجس لدى اليمنيين من إمكانية خسارة الزخم الإيجابي الذي شهدته الأزمة خلال الفترة الماضية.
ويقول الحوثيون إنّ السعودية طرف في الصراع، في حين أشار آل جابر إلى أنّ الرياض تعتبر نفسها أكثر من وسيط يحاول تسهيل اتفاق بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً.
وأكد آل جابر خلال المقابلة التي أجريت على متن رحلة العودة إلى السعودية من عدن “نظراً لعلاقة المملكة العربية السعودية مع جميع اليمنيين، بمن فيهم الحوثيون، استخدمنا نفوذنا لإقناع جميع اليمنيين بالجلوس إلى الطاولة ومناقشة كل القضايا”.
ودشّن آل جابر خلال زيارته إلى اليمن أعمال تأهيل وتحديث بتمويل سعودي للمستشفى والمطار الرئيسيين في عدن.
وقال السفير “في النهاية، الأمر يتعلق باليمنيين”، مشيراً إلى أنّ الجانبين “يرفضان الجلوس معاً” في الوقت الراهن.
وفي لقاء آخر في القصر الرئاسي في عدن، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، إنّ “الدور السعودي هو دور وسيط بين الحكومة الشرعية وبين الانقلابيين”.
وكان سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، غابرييل مونويرا فينيالس، قد أكد الإثنين الماضي، أنه يلمس “إرادة سياسية” لطي صفحة النزاع في اليمن. وأشار إلى أنّ اليمن “دخل فصلاً جديداً غير مسبوق، حافلاً بالأمل، منذ اندلاع النزاع”.
وأضاف أنّ “الهدنة التي توسط فيها المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، أفضت إلى مرحلة من الهدوء النسبي، وكانت الأطول خلال السنوات الثماني الماضية”.
وتتكثف منذ فترة مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، إذ أجرى وفدان سعودي ويمني، محادثات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في منتصف إبريل في صنعاء مع جماعة الحوثي التي قال كبير مفاوضيها إنّ المحادثات أحرزت تقدماً، وإن مناقشات أخرى ستُجرى لتسوية الخلافات العالقة.
كما سافر المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ إلى عُمان والسعودية في وقت سابق من هذا الشهر للسعي لدفع جهود السلام في اليمن.
وخلق التقارب السعودي الإيراني دفعة قوية لإنهاء الحرب في اليمن، والتي تسببت خلال السنوات الثماني الماضية بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، وأسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى اليمنيين من المدنيين وأطراف النزاع في جبهات القتال.