كريتر نت – متابعات
استبقت الفصائل الفلسطينية المسلحة اليوم السبت التحركات الإسرائيلية ضمن عملية “السهم الواقي” لتوجيه ضربات إلى تل أبيب، في إطار التصعيد الجديد، رغم جهود الوساطة لإنهاء هذا التصعيد الجديد الذي أسفر منذ الثلاثاء عن مقتل 33 فلسطينيا، بينهم قيادي في حركة الجهاد الإسلامي قُتل الجمعة، وشخص واحد في إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الفصائل الفلسطينية المسلحة بقطاع غزة أطلقت 1099 صاروخا تجاه الأراضي الإسرائيلية جرى اعتراض 340 منها.
جاء ذلك في بيان للجيش نشره على تويتر ، صباح السبت مع استمرار القصف الإسرائيلي للقطاع منذ فجر الثلاثاء والذي يقابله إطلاق صواريخ وصلت إلى مناطق وسط إسرائيل.
وحتى الساعة الثامنة من صباح السبت بالتوقيت المحلي (5:00 ت.غ) أطلقت الفصائل الفلسطينية 1099 صاروخا تجاه إسرائيل، اجتازت 865 منها الحدود وتم اعتراض 340 منها، وفق المصدر ذاته.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه إنه هاجم منذ انطلاق عمليته العسكرية التي أطلق عليها اسم “السهم الواقي” 325 هدفا بالقطاع.
في غضون ذلك ، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن صافرات الإنذار دوت مجددا صباح السبت، في مستوطنات “سديروت” و”نير عام” و”إيفيم” و”مفلسيم” و”نير عوز” في منطقة “غلاف غزة” المتاخمة للقطاع مع إطلاق رشقات صاروخية صوبها.
وفي وقت سابق السبت، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته الحربية أغارت على “مقر عمليات” لقيادي بارز في حركة “الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة، مضيفا في بيان “تم استخدام المقر من قبل محمد أبوالعطا، العضو البارز في وحدة الصواريخ”.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة فشل جهود الوساطة المصرية في تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار ليل الجمعة – السبت بين الجانب الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وتعمل مصر، الوسيط التقليدي بين إسرائيل والفلسطينيين، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، بينما تتزايد الدعوات الدولية لإنهاء أخطر تصعيد منذ أغسطس الماضي بين الجانبين.
وذكرت الإذاعة نقلاً عن مسؤول أن “الوسطاء ما زالوا ينتظرون موافقة الجهات المعنية، على الاقتراح المصري للتهدئة”، مشيرة إلى أن “الاقتراح المصري للتهدئة لا يتضمن التزاماً إسرائيلياً، بوقف الاغتيالات”.
ومساء الجمعة أكد مصدر فلسطيني مطلع على محادثات التهدئة، فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن “مصر قدمت صيغة جديدة لوقف إطلاق النار سيدرسها الطرف الفلسطيني”، وتنتظر أيضاً رد إسرائيل.
وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الدولة العبرية تسلمت “صيغة معدلة” لمقترح مصري لوقف إطلاق النار من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وجاء ذلك بعد تصريح أدلى به مصدر في حركة “الجهاد الإسلامي” وقال فيه إن إسرائيل هي من تعطل جهود مصر لوقف إطلاق النار.
ومساء الجمعة أكد المصدر أن حركته “حتى الآن متمسكة بمطلبها المتعلق بوقف الاغتيالات الإسرائيلية والوصول إلى هدوء منوط بقبول إسرائيل هذا الشرط”.
وقُتل مساء الجمعة، قائد عسكري كبير في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في غرب مدينة غزة.
وقالت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مساء الجمعة، إن قتالها (ضد إسرائيل) مستمر، وإنها ستواصل التزامها أمام “دماء الشهداء مهما كلف ذلك من ثمن”.
جاء ذلك في بيان أصدرته “الغرفة المشتركة” التي تضم الأجنحة العسكرية للفصائل أبرزها حركتا “حماس” و”الجهاد”، نعت فيه القيادي بحركة “الجهاد” إياد الحسني، الذي اغتاله الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، الجمعة.
وقالت في بيانها إن “استشهاد القادة دليل على أنهم في قلب المعركة والميدان، وفي مقدمة صفوف المواجهة في وجه العدوان الغاشم”.
من جهتها، نعت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، القيادي الحسني، وقالت في بيان إنه كان “مسؤولا عن التنسيق بين قيادتي كتائب القسام وسرايا القدس خلال معركة ثأر الأحرار (تمثلت في توجيه ضربة صاروخية الأربعاء بمئات الصواريخ لمواقع وأهداف إسرائيلية)”.
وتظهر أحدث حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في القطاع، مقتل 33 فلسطينيا منذ يوم الثلاثاء.
وبين القتلى ستة من قادة حركة الجهاد الإسلامي ومقاتلون من الحركة نفسها والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وشهدت قطاع غزة الجمعة قصفا إسرائيليا لمدينتي غزة ورفح وإطلاق صواريخ فلسطينية باتجاه إسرائيل.
وسمع دوي صفارات الإنذار في مدينة عسقلان وأماكن مختلفة وصولا إلى القدس وتجمع مستوطنات غوش عتصيون جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة.
وتحدث مصدر أمني فلسطيني عن إطلاق عشرات الصواريخ الجمعة على مدينة عسقلان.
وقالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي “ثأر الأحرار .. المقاومة الفلسطينية توجه ضربة صاروخية مركزة على مرحلتين تجاه القدس المحتلة وتل أبيب ومدن ومغتصبات العدو ردًا على الاغتيالات واستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني”.
وقالت حركة الجهاد إن “قصف القدس رسالة وعلى الجميع فهم مبتغاها فالقدس أمام عيوننا وما يجري هناك ليس بمعزل عن غزة”.
وأكد مجلس مجمع مستوطنات غوش عتصيون أن صاروخا سقط بالقرب من مستوطنة بات عين في جوار قرية عربية.
وتحدث شهود في غزة عن ثلاث غارات جوية على مناطق خالية في رفح في جنوب القطاع لم تؤد إلى إصابات. وفي البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة التي يعيش سكانها في الملاجئ منذ ثلاثة أيام، أطلقت صفارات الإنذار مرات عدة منذ الصباح حتى الليل.
وقالت الشرطة الإسرائيلية الجمعة إنها تبلغت أن منزلا في مدينة سديروت أصيب إصابة مباشرة من دون الابلاغ عن سقوط جرحى.
ومساء الجمعة أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في كلمة متلفزة أن التواصل قائم مع قيادات الفصائل، محذّرا من أن الحزب “لن يتردد” في اتّخاذ أي خطوة في حال اقتضت المسؤولية ذلك.
وقال نصرالله “نحن على اتصال دائم مع قيادات الفصائل ونراقب الاوضاع وتطوراتها ونقدم في حدود معينة المساعدة الممكنة، ولكن في أي وقت تفرض المسؤولية علينا القيام باي خطوة او خطوات لن نتردد ان شاء الله”؟
وبدورها قالت حركة حماس في بيان صحافي إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية تلقى اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان شدد خلاله هنية على أن “العدو يتحمل المسؤولية عما يجري بسبب جريمة الاغتيال للقادة واستهداف المدنيين في بيوتهم وان المقاومة موحدة في الميدان وفي المواكبة السياسية”.
وكذلك، قالت حركة الجهاد الاسلامي إن أمينها العام زياد النخالة أكد لوزير الخارجية الايراني في اتصال هاتفي أن “المقاومة في الميدان بحالة ممتازة وتواصل التصدي للعدوان الصهيوني على قطاع غزة حتى تتوقف الاعتداءات ويقبل العدو بالشروط الفلسطينية”.
وبدت الشوارع شبه خالية الجمعة في قطاع غزة، وأغلقت المتاجر أبوابها باستثناء المخابز وبعض محلات الأغذية التي فتحت جزئيا.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل شخص الخميس في روحوفوت جنوب تل أبيب بصاروخ أصاب مبنى سكنيا، بينما تحدثت أجهزة الطوارئ عن خمس إصابات في إسرائيل بشظايا ناجمة عن انفجارات منذ إطلاق أول صاروخ فلسطيني الأربعاء.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن 866 صاروخا على الأقل أطلقت من غزة على إسرائيل. ويؤكد الجيش أن 25 بالمئة منها سقطت في القطاع نفسه ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة قاصرين. وتعذر على وكالة فرانس برس الحصول على تعليق من حماس والجهاد الإسلامي على هذه المعلومات.
وقال إنه استهدف منذ بدء عمليته “الوقائية” 254 هدفا لتنظيم الجهاد الإسلامي.
ودعا الاتحاد الأوروبي الخميس إلى “وقف فوري لإطلاق النار يضع حدا للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وهو أمر غير مقبول”، بينما حضّت واشنطن جميع الأطراف على “ضمان تجنب قتل المدنيين و(…) خفض العنف”.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه يتابع العنف “بقلق بالغ”.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية شددت في اتصال مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر على “الضرورة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل منع أي خسائر أخرى في أرواح المدنيين”.
أما المغرب الذي قام بتطبيع علاقاته مع إسرائيل عام 2020، فقال إنه “يدين بشدة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والتي خلفت العديد من الضحايا بين المدنيين الأبرياء”، وفق مصدر في الخارجية.
ويعاني سكان قطاع غزة وعددهم نحو 2.3 ملايين نسمة، من الفقر والبطالة ويخضعون لحصار اسرائيلي، إذ شهد القطاع حروبا متكررة مع إسرائيل منذ 2008.