مارلين سلوم
أعتقد أن الزعيم عادل إمام لم يكن يتخيل أن يتم الاحتفال بعيد مولده ال83 بهذه الحفاوة وهذا الجمال، ولم يكن يتخيل أن يأتي العيد وهو على قمة “الترند”، بفضل أعداء الفن والحياة والدين، وليسوا أعداء عادل إمام فقط، فشكراً لطيور الظلام الذين أرادوا توجيه طعنة للزعيم مرة أخرى، فارتد السحر على الساحر.
يبدو أن الأعمال التي قدمها النجم الكبير عادل إمام عن الإخوان أوجعتهم وقت صدورها، وما زالت تؤلمهم حتى اليوم، لم يغفروا له أنه والكاتب الراحل وحيد حامد أكثر من عرّى حقيقتهم على الشاشة، وكشفا الأقنعة التي يحاولون الاختفاء خلفها، ووضعا الإصبع على الجرح، وأوصلا الرسالة، فتلقاها الجمهور بكل وعي، وصدقها وصفق لها.
لم ولن ينسوا ولا نريدهم أن ينسوا ولا أن يغفروا، ونحن بدورنا لن ننسى ما فعلوا ويفعلون وكيف يتسللون خلسة ويحرضون ويتلونون بألف لون ويتنكرون وكيف يجيدون استغلال وسائل التواصل الاجتماعي ويشكلون جيوشاً ويشنون حروباً بأسماء ووجوه وشخصيات وصفحات مزيفة.
شكراً لطيور الظلام لأنهم ذكرونا، وإن كنا لا ننسى، بيوم مولد الزعيم الذي سيحل خلال 17 مايو (أيار)، وسبقونا للاحتفال على طريقتهم، فقابلهم الجمهور بخطوط دفاع ترد الكيل كيلين، وتصدّر اسم عادل إمام ليومين أو أكثر الصفحات والصحف والمواقع، ورد فنانون نيابة عن الزميل المحترم الذي يحبه كل من يعرفه ومن عمل معه وكل من تابع مسيرته، ولعل أولهم النجم الرائع نبيل الحلفاوي.
مم يسخرون؟ من كبر السن؟ تلك النعمة التي ينعم بها الله على من يشاء من خلقه، كيف تصبح مادة للسخرية والشماتة والشتم؟ كِبَر في السن وكِبَر في الشأن والقيمة، مسيرة صنعها بجهده وتعبه وذكائه وأجاد توظيف موهبته واحترمها كما احترم الفن والجمهور، صاحب “الإرهاب والكباب” و”الإرهابي” و”طيور الظلام” و”الفتى الطائر” و”الزعيم” وقائمة طويلة من الأعمال المحفوظة في ذاكرة السينما والمسرح والدراما العربية وذاكرة الجمهور والتي ستبقى خالدة أبداً.
مبتعد عن الأضواء عادل إمام، وحده يحدد إن كان سيعود إلى الشاشة أم لا وكيف ومتى، وعلى الرغم من هذا الابتعاد منذ ظهور كورونا، فإنه حاضر دائماً ملكاً على عرش الكوميديا والكوميديا السوداء، ما صنعه بحرفية وذكاء ووعي وثقافة وقناعة جعل من مسيرته علامات فارقة في تاريخ الفن العربي، وكما كتب الفنان نبيل الحلفاوي على صفحته “طيور الظلام تهاجم عادل إمام.. جريمته التي لا تغتفر.. موهبة من الله لإسعاد البشر”، وستبقى “جريمته” إسعاد الناس طالما بقيت “طيور الظلام”.
نقلاً عن “الخليج” الإماراتية