كريتر نت / المرصد
عبرت السفيرة اليمنية لدى المانيا بحكومة الشباب عن اسفها ازاء اقالتها بصورة مفاجئة واصفتا قرار الاقالة بانه يصب بسياق مسلسل استثناء النساء من مناصب صنع القرار.
واصدرت السفيرة المقالة بحكومة الشباب بيانا جاء فيه:
سفيرة حكومة شباب اليمن واطفاله في ألمانيا ستظل تعمل رغم إقالتها فجأة!
برلين- 19 فبراير 2019: أنا سارة محمود قياح سفيرة حكومة شباب وأطفال اليمن برئاسة محمد عبد الله جميع، وتم تعييني في هذا المنصب الشرفي منذ أربعة أشهر بقرار من مجلس وزراء الحكومة.
وأود التوضيح أنه منذ لحظة تعييني سعيت جاهدة لممارسة مهامي بما يعود بالنفع على شبابنا اليمني، فوضعنا خطة عمل تتضمن مراسلة منظمات حقوق الإنسان، ولائحة تضم اسماء هذه المنظمات، وقدمنا طلبا لتحديد موعد لمقابلة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.، وتواصلنا مع رئيس اتحاد طلاب اليمن في ألمانيا.
ولكن خلال لقائنا بالأخ السفير اليمني في برلين الدكتور يحيى الشعيبي نهاية يناير الماضي، فوجئنا أنه ليس لديه أدنى علم بوجود سفير لحكومة الشباب في برلين، وأنه لا يوجد تنسيق مع هذه الحكومة من أي نوع، وكانت هذه المفاجأة صادمة لنا أيضا.
ورغم مرور شهور عدة؛ فقد اتضح لنا أن حكومة شباب وأطفال اليمن لم تقم بواجبها المفترض في مراسلة الجهات اليمنية والألمانية المعنية، ولم تظهر أي تعاونا معنا من أي نوع، سواء عبر التعريف بنا أو تذليل الصعوبات أمام مهامنا، أو حتى إضفاء الصبغة الرسمية على أنشطتنا، ربما بسبب ما تمر به الحكومة من هيكلة جديدة وانشغال مجلس الوزراء عن أداء مهامهم المفروضة.
ومما زاد التخبط الذي لمسناه في عمل حكومة شباب اليمن وأطفاله، وخلال فترة إسهامنا الشخصي الجاد والحثيث لإعداد اللوائح الهيكلية الجديدة، فوجئنا بتعيين سفير شاب جديد للحكومة في برلين في العاشر من الشهر الجاري، دون مراعاة أبسط شكليات المجاملة والإبلاغ بإعفائنا، أو إرسال قرار التعيين الجديد، وقد غلب على ظني أن الوساطة والمحسوبية هي من يقف وراء هذا التعيين، وأن الركون إلى الأنشطة الشكلية وحصد الإعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي هي ما يهم الحكومة هنا.
إن مسلسل استثناء النساء من مواطن صنع القرار -حتى لو كانت شكلية- هو أمر مستمر بكل أسف، ويدل على العقلية الذكورية التي تسيطر على توجه الحكومة وأنشطتها، مما يكرس التمثيل النمطي الذي يجعل من قضايا النساء مادة للاستهلاك الخارجي لا أكثر.
وهنا لا بد من التأكيد أن أمر إقالتنا بهذه الطريقة المهينة لن يثنيا عن الاستمرار في العمل وخدمة الشباب اليمني في ألمانيا حتى دون صفة رسمية، فمن يريد العمل سيعمل بدونها.
لقد كان أملي كبيرا أن يتحسن الوضع داخل حكومة الشباب وأن تنهض بالمسؤولية الملقاة على عاتقها في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه الشاب اليمني في الداخل والخارج اليوم، لكن التجربة أشارت لنا بكل وضوح -واسف أيضا- إلى أن حكومة شباب وأطفال اليمن هي كغيرها من تشكيلات النخب اليمنية الحالية التي يأتي المواطن في أسفل سلم أولوياتها.
سارة محمود قياح
سفيرة حكومة شباب اليمن وأطفاله السابقة في برلين