كريتر نت – متابعات
لم يكن انقلابه على الشرعية في اليمن خروجاً عن النص بالنسبة له، بل كان ديدنه وسياسته التي تسري في أوصاله والمليشيات الحوثية التي يرأسها.
تلك السياسة التي ينتهجها زعيم مليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي، لم تشفع لابن عمه محمد علي الحوثي عنده؛ فانقلب عليه، ونحاه جانباً حول النقاشات التي تدور حول مفاوضات السلام، في خطوة لتهميشه واللجان الشعبية التي يرأسها.
وبحسب مصادر سياسية وأمنية لـ”العين الإخبارية”، فإن زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي عزل محمد علي الحوثي الذي تربطه به قرابة العمومة عن التدخل في أي ملفات سياسية، في أعقاب صراعات فجرتها الوساطة السعودية العمانية حيال السلام.
المصادر أكدت أن “زعيم المليشيات الحوثية وجه بعدم التعاطي مع ما يطرحه محمد علي الحوثي في أي شأن يخص النقاشات التي تدور حول السلام”، واعتبار ما يصدر عنه “غير ذي صفة”، في أكبر صفعة يتلقاها الرجل النافذ منذ الانقلاب.
وكشفت المصادر أن القيادي محمد علي الحوثي، تحدث بعد مغادرة الوفد السعودي العماني صنعاء الشهر الماضي، بحدة مع القيادي أبومحفوظ أحمد حامد، طالبا منه إدراج ما تسمى اللجان الشعبية في كشوفات المرتبات.
وقالت المصادر إن محمد علي الحوثي خاطب أحمد حامد في لقاء مع قيادات حوثية كبيرة، قائلا إن “السلام يبدأ من اللجان الثورية كما بدأت الثورة من خلالها”، في إشارة إلى ما تسمى “اللجان الشعبية التي اجتاحت صنعاء أواخر 2014”.
شروط مرفوضة
ووفقا للمصادر، فإن القيادي النافذ محمد علي الحوثي، يشترط أن يتزعم ملف التعويضات وجبر الضرر للقبول بالسلام، وهو ما اعتبره زعيم المليشيات تمردا على مواقفه وقراراته.
وأوضحت المصادر أن محمد علي الحوثي جهّز قوائم بآلاف الأسماء الذين اعتبرهم قتلى وجرحى ما تسمى اللجان الشعبية التي يتزعمها، وطالب بإدراجهم ضمن قوام الموظفين الذين سيتقاضون مرتبات بموجب السلام المرتقب، ما قُوبل حتى الآن بالرفض من قبل زعيم المليشيات.
وأرجعت المصادر أسباب الرفض إلى تشكيل زعيم المليشيات الحوثية فصائل مسلحة جديدة تحت اسم “ألوية النصر” و”ألوية الدعم والإسناد”، وقوات كتائب جيش الهادي كقوة خالصة تحت قيادته، في توجه لتهميش اللجان الشعبية، الذراع العسكرية لمحمد علي الحوثي، والتي تولت اجتياح صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014.
انقلاب وتهميش
ووفقا للمصادر، فإن زعيم المليشيات الحوثية حصر كل شيء في قبضته فيما يخص مفاوضات السلام، واعتبر شقيقه “أبو يونس” المدعو عبدالخالق الحوثي، و”أبو محفوظ” المدعو أحمد حامد ممثلين له فقط أمام أي مفاوضات سلام.
وقالت مصادر “العين الإخبارية”، إن عبدالملك الحوثي كلف شقيقه عبدالخالق الحوثي وأحمد حامد مندوبين في صنعاء، لتمثيله في تلقي ونقل كل ما يُستجد ويدور حول السلام والمفاوضات على المستوى الداخلي للمليشيات.
يُشار إلى أن القيادي محمد علي الحوثي يُعد من أكبر القيادات النافذة داخل مليشيات الحوثي، بعد أن طور له أذرعا عسكرية وأمنية واقتصادية تحت قيادته، ضمن طموحه الكبير لزعامة المليشيات.