كريتر نت – العين الإخبارية
عادت الحياة الآمنة إلى بلدة “طور الباحة”، القابعة بصمت وبراءة، في منتصف الطريق بين جنوب اليمن وشماله، وذلك بعد دخول وحدات من العمالقة لتأمينها من الفوضى.
وتوصف “طور الباحة” التابعة لمحافظة لحج أنها بوابة عدن الشمالية وتقع على بعد 85 كيلومترا من العاصمة اليمنية المؤقتة على الطريق الرابط مع محافظة تعز، وتُعد مسرحا متداخل النفوذ أمنيا وعسكريا وقبليا، إذ تتمركز مجاميع إخوانية غير منضوية بوزارة الدفاع اليمنية في حدودها الشمالية ومديرية المقاطرة المجاورة، فيما تنتشر قوات جنوبية في باقي المديرية المصنفة بأحد مواطن قبيلة الصبيحة.
عصابات مسلحة مدعومة حوثيا وإخوانيا استغلت المديرية لا سيما المناطق الفاصلة بين القوات لتشعل حرب طرقات ضد المسافرين وحرب قبلية بين قبائل الصبيحة بداعي الثأر القديم، ما أحال “بوابة عدن الشمالية” إلى ساحة مفتوحة للفوضى والقتل والنهب وسقط إثر ذلك العشرات.
حملة وقائية
ومنذ مطلع العام الجاري، سقط أكثر من 15 قتيلا ومصابا من الأبرياء والمسافرين وأبناء الصبيحة، وذلك إثر الاشتباكات القبلية وأعمال قطع الطرق والحرابة لمسلحين مدعومين حوثيا وإخوانيا.
كما تنشط في “طور الباحة”، التي تُعد من المناطق الخلفية لجبهات القتال، خلايا تابعة للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران تسعى من خلالها استهداف التعزيزات والقادة العسكريين والأمنيين وتشويه المناطق المحررة بأنها غير آمنة وفتح ثغرة لتسلل عناصرها إلى مناطق جنوب اليمن.
وكان آخر الخلايا المضبوطة بعد تورطها باستهداف قائد اللواء الثامن احتياط بالقوات الجنوبية العميد ياسر الصوملي، ما أدى إلى مقتل نجله ومرافقيه في 10 سبتمبر/أيلول الماضي، حيث دفع ذلك الأجهزة الأمنية للتحقيق في الحادثة والإطاحة بخلية حوثية من 12 عنصرا كلفها الحوثيون باغتيال القائد العسكري.
وعقب التحقيقات تبين أن الخلية ترتبط بشبكة كبيرة مؤلفة من 5 خلايا كلفتها مليشيات الحوثي بأعمال التفجيرات وقطع الطرق والقتل واستهداف القوات المسلحة والأمن وزعزعة البوابة الشمالية لعدن، بالتزامن مع ذلك استمرت المليشيات في حشد المقاتلين إلى تخوم البلدة تمهيدا لإسقاط الجبهات.
تلك الأعمال المشبوهة دفعت قوات العمالقة إلى دخول خط المواجهة في مهمة أمنية وقائية هي الأولى، وتستمر منذ 6 أيام، ما وجه ضربة مزدوجة للحوثي والإخوان، لا سيما بعد ضبط الحملة عددا من المطلوبين أمنيا وحظر حمل السلاح لأول مرة منذ 3 عقود.
وهذا ما أكده قائد اللواء الرابع حزم في القوات الجنوبية العميد وافي الغبس، أن العدو “الحوثي كان يخطط ويسعى بشكل دؤوب لإسقاط الصبيحة عبر زعزعة استقرارها من الداخل جنبا إلى جنب مع حشد القوات في “حيفان” على حدود الصبيحة.
وأضاف: “إننا ندرك تماما خطط العدو الحوثي، وهي لن تنطلي على قواتنا وعلى أبناء الصبيحة الشرفاء الذين استشعروا بهذا المخطط وأفشلوه”.
وأعرب القائد العسكري عن شكره لقوات العمالقة الجنوبية، ممثلة باللواء الثاني عمالقة بقيادة العميد حمدي شكري على دورهم المشهود في إفشال ذلك المخطط واستتباب الأمن في طور الباحة.
ضربة أمنية مزدوجة
وخلافا عن الضربة الاستباقية لمنع تطور الأحداث في لحج، قامت قوات العمالقة بملاحقة عصابات القتل وقطع الطرق وتأمين “طور الباحة” وانتشالها من الانفلات الأمني الذي تعاني منه وإنهاء الثأر والفتنة بين القبائل المتحاربة.
وبحسب رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة أصيل السقلدي فقد جاءت الحملة الأمنية للعمالقة في طور الباحة “بعد أن شهدت المديرية يوما داميا بسبب الانفلات الأمني الذي تعاني منه وانتشار عصابات القتل وقطع الطرق فيها”.
وأضاف في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن قوات “العمالقة دفعت باللواء الثاني والذي قام بالانتشار وملاحقة بعض المطلوبين أمنيا والمدانين بجرائم قتل وقطع الطريق، وهذه العصابات كانت ترتكب جرائم القتل والسرقة في مديرية طور الباحة وتهرب إلى مناطق سيطرة الحوثيين في تعز وتتلقى دعما من المليشيات لزعزعة الأمن في محافظة لحج”.
وأشار إلى أن “ألوية العمالقة الجنوبية بعد انتشارها وتأمينها لمداخل ومخارج طور الباحة نفذت قرار منع حمل السلاح في مدينة طور الباحة، وهو القرار الذي استجاب له الكثير من المواطنين مرحبين وشاكرين للعمالقة على هذه الجهود التي تبذلها بعد معاناتهم من الانفلات الأمني في مركز المديرية”.
في السياق، قال القيادي في ألوية العمالقة أبوأسعد اليوسفي لـ”العين الإخبارية”: “إن قوات العمالقة الجنوبية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية لن تسمح بأن تكون مناطق الصبيحة بيئة للخوف والموت وممارسة أعمال السلب والقتل على الطرقات وفي الأسواق العامة”.
وأشار إلى أن مديرية طور الباحة كانت منارة للعلم يُشد إليها الرحال من كل مناطق الصبيحة وما جاورها يسودها الأمن والاستقرار، مضيفا أن “هذا الحال المزري لا يرضي العقلاء”.
وأكد القيادي اليمني أن تغذية الثأر بين القبائل وجرائم القتل وقطع الطرق ليست وليدة الصدفة أو فعل فردي، فهناك مخطط حوثي مدروس لتشويه الصيِت الحسن لمناطق “طور الباحة” وأبناء الصبيحة وإغراقها في مستنقع خبيث وذلك ضمن مخطط تشويه المناطق المحررة.
وأضاف: “نحن مدركون ما يُدار ويُحاك ضد أبناء الصبيحة الذين سطروا ملاحم بطولية في كل ميادين الشرف والدفاع عن الأرض والعرض”، مضيفا أن “الحملة الأمنية للعمالقة تستهدف إنهاء أعمال قطع الطرق والحرابة ومظاهر حمل السلاح داخل الأسواق العامة واستتباب الأمن والاستقرار”.
وما قاله اليوسفي أكده الناشط الإعلامي في الصبيحة بشير الكعلولي الذي تحدث عن إنجازات الحملة الأمنية وكيف وجهت ضربة مزدوجة للحوثي والإخوان بعد ضبط عدد من المطلوبين أمنيا ومنع حمل السلاح في خطوة أولية.
وتأتي الحملة الأمنية بعد أن رصدت العمالقة دلالات واضحة لنشر الفوضى وقطع الطرق من قبل المليشيات الحوثية، لتدفع بخطة انتشار أمنية أسهمت في إفشال المخطط الحوثي بالمناطق المحررة، وفقا للناشط الإعلامي في حديث لـ”العين الإخبارية”.