كريتر نت – متابعات
أمام الواقع الذي يتشكل في الجنوب تبرز ملامح مرحلة جديدة بعد سنوات من الحروب التي خاضها، وبعد أن شنت مسيّرات إيرانية أطلقتها مليشيات الحوثي على حقول النفط وموانئ تصديره في حضرموت وشبوة، الأمر الذي أدى إلى وقف بيعه وحرمان الحكومة من الإيرادات، يأتي خطاب الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية لما يسميها “الصرخة” أو الشعار الذي طالما يردده أتباعه كبطاقة انتماء لهذه المليشيات، ليحدد هذا الخطاب في هذا التوقيت العصيب أن مسألة الوحدة مع الجنوب ترتبط فقط بما يتعلق بالثروة النفطية.
حاول الحوثي أن يعطي الطابع الحقوقي في خطابه حول هذه الثروة والنفط وكل المعادن، وأنها ثروة الشعب اليمني، وأنه لن يتردد في استخدام القوة العسكرية، حيث قال: “سيتم اتخاذ الإجراء العسكري الحاسم أمام كل محاولة لنهب ثروات الشعب اليمني في أي محافظة من محافظات اليمن في بره وبحره وليس فقط على مستوى النفط والغاز بل والثروات الوطنية السيادية ومنها المعادن”. الجميع يدرك ويعرف أن الأهداف الحقيقية للحوثي هي الحصول على الثروة وأمام ذلك لن يتوانى عن الهجوم العسكري على الجنوب، ولن يتردد في خوض معارك تحقق له هدفه.
الوحدة هي مفردة لغوية لا تمثل في قاموس الحوثي سوى تعبير دلالي عن وجود ثروة نفطية في الجنوب، والجنوب في الذهنية الحوثية هو جغرافية لا يمكن إخضاعه في حال لم يحصل على نصيبه من الثروة، والشعب في الجنوب كما يعرفهم الحوثي دوماً في خطاباته مجموعة من “المرتزقة” لا مواطنين، وكذلك كما يعرفهم أتباعه بأنهم من غير ذوي أصول يمنية، وأنهم يعودون إلى الهنود والأفارقة بحكم القرب الجغرافي، هذا هو التعريف الحوثي للوحدة وللجنوب وللمجتمع هناك.
التهديد في استخدام القوة العسكرية ضد الجنوب، ليس الأول ولن يكون الأخير الذي يطلقه الحوثي، ورغم ذلك فإنه يراقب بشدة التقدم الذي يحرزه الجنوب في تحصين وبناء قواته العسكرية، حيث يدرك الحوثي أن المعركة البرية مع الجنوب لن تكون ذات جدوى، فمعركة 2015 لا تزال ندوبها بارزة في السياسة الحوثية، ولكن الحوثي يحاول أن ينقل المعركة إلى إطار استراتيجي آخر متمثل بالطيران المسير الذي تقدمه إيران وتدرب المجموعات الحوثية على استخدامه، وأحياناً يتكفل الخبراء الإيرانيون في تشغيله وتنفيذ الضربات.