اللواء علي حسن زكي
تكرار شعار (الوحدة أو الموت) لا يخلو من حالة إنزعاج انتاب أصحابه جراء نجاح مؤتمر التشاور الوطني الجنوبي ومخرجاته وانعقاد دورة الجمعية الوطنية ونتائجها وسقوط حساباتهم ومراهناتهم على تمزيق وحدة الصف الجنوبي وهو ما جعلهم يظهرون على حقيقتهم مرة أخرى مختلفين في الشمال متوحدين ومتفقين ومتخادمين ضد الجنوب .
لمعرفة ما وراء كل ذلك دعونا ننظر وبإيجاز لشيء من وقائع الماضي بارتباطاتها وترابطها: يحكى أن الرئيس عبدالرحمن الإرياني نزل من صنعاء الى تعز عشية إستقلال الجنوب وأعلان دولته للمتابعة عن قرب ممتعظين وغير مباركين طالما كان هدفهم أن يكون الجنوب جزء من دولتهم وتابعاً لها!
غير أن ظروفهم الداخلية الصعبة لم تساعدهم على ذلك!
ودعا وزير خارجيته يحيى جغمان من إذاعة صنعاء لوحدة فورية ورد عليه الرئيس الراحل قحطان الشعبي من إذاعة عدن إذا كانوا الإخوة في الشمال يريدون الوحدة اليوم فنحن نريدها أمس قبل اليوم.
ولما كانت دعوة جغمان مجرد خطاب يخفي ورائه أهداف مبيته أخرى فقد ظهر ذلك لاحقاً على صورة دسائس ومؤامرات استهدفت الجنوب ودولته فضلاً عن محاولة إحتلاله بحرب عام ٧٢م .
وعند وصول الرئيس الحمدي إلى رأس السلطة في الشمال كانت علاقته طيبة مع الرئيس الشهيد سالمين حيث عقدت العديد من اللقاءات ناهيك عن ما نتج عن لقاء الكويت من اتفاق نص على التالي ( اذا كان الرئيس من الجنوب تكون العاصمة صنعاء واذا كان الرئيس من الشمال تكون العاصمة عدن ؛ وتكررت محاولة إحتلال الجنوب مرة أخرى بحرب عام ٧٩م!.
من أجل وحدة حقيقية أدار الجنوب ظهره للماضي وتنازل عن الرئيس والعاصمة والبنك المركزي ولكن كل هذا لم يشفع له حبث انقلبوا على الوحدة والشريك والشراكة بحرب صيف عام ٩٤م ونسختها الثانية حرب عام ٢٠١٥م.
إن إعادة تكرار الشعار إياه (الوحدة أو الموت) وبالنظر لكل ما حدث وعلى نحو ما تم استعراضه يصب في مجرى محاولاتهم القديمة-الجديدة إبتلاع الجنوب كما لو كان أرض بدون شعب وسكان متجاهلين أن الجنوب كان ولا زال وسيظل عصي على الإبتلاع وإن شعب الجنوب يمتلك المقدرة التامة للدفاع عن أرضه وسيادته ويمضي قدماً بكل الإرادة والعزيمة والثبات نحو إستعادة دولته وحقه في العيش الكريم في وطنه حراً أبياً وسيداً على أرضه ومالكاً لقراره الوطني.