كريتر نت – متابعات
كشفت وثائق ومعلومات عن تضاعف شحنات الغاز المستوردة عبر ميناء الحديدة خلال الشهر الحالي، بالتزامن مع منع مليشيات الحوثي وصول الغاز المنزلي المنتج في مأرب بشكل نهائي إلى مناطق سيطرتها.
وبحسب بيان صادر عن شركة الغاز اليمنية، فقد أقدمت المليشيات منذ أكثر من أسبوعين على إغلاق المداخل البرية لمناطق سيطرتها ومنعت دخول المقطورات المحملة بمادة الغاز المنزلي من الشركة اليمنية للغاز صافر (مارب).
وأوضح البيان بأن الميليشيا قامت باستبدال الغاز المنتج في مأرب والذي يُباع للمواطنين في مناطق سيطرتها بمبلغ 4500 ريال، بالغاز المستورد عبر ميناء الحديدة والذي يباع بسعر 7200 ريال للأسطوانة الواحدة.
وطالبت الشركة المجلس الرئاسي والحكومة بالتحرك العاجل والعمل على إيقاف استيراد المليشيات للغاز والمشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، “كونه أصبح مصدر تمويل خاص للجماعة”، حسب قولها.
وأظهرت الكشوف اليومية لحركة السفن في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة مليشيات الحوثي، تزايداً ملحوظاً لوصول السفن المحملة بمادة الغاز المنزلي الى الميناء خلال شهر مايو الجاري، على عكس ما كان عليه الحال منذ فتح الميناء للاستيراد بشكل كامل من قبل التحالف مطلع العام الحالي.
فخلال الأشهر الأولى من العام الحالي، تُظهر الكشوف نسبة ثابتة لكميات الغاز الواصلة الى الميناء شهرياً بنحو 9 آلاف طن فقط، أي نحو 27 الف طن للأشهر الثلاثة، الا أن الامر سجل قفزة كبيرة مع شهر ابريل الماضي بوصول اكثر من 29 ألف طن من الغاز المنزلي.
اما شهر مايو الجاري، فسجل وصول 5 شحنات غاز الى ميناء الحديدة بإجمالي كميات تجاوزت الـ45 الف طن، مع توقع وصول المزيد من الشحنات خلال الأيام القادمة، وسط توجه حوثي لمضاعفة عمليات استيراد الغاز من الخارج بشكل كبير.
هذا التوجه كشف عنه مجلس النواب الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي في صنعاء، والذي ألزم حكومة الجماعة بإجراءات مرتبطة بالمشتقات النفطية، منها إنشاء ميناء رأس عيسى النفطي لاستقبال وتفريغ السفن الكبيرة التي تصل حمولتها إلى 100 ألف طن فأكثر، وكذا نقل منشأة شركة الغاز بميناء الحديدة إلى رأس عيسى وإنشاء خزانات خاصة بتفريغ الغاز المنزلي.
ويرى المراقبون بأن توجه جماعة الحوثي بالاستغناء عن الغاز المحلي المنتج في مأرب، يأتي في سياق محاولات الجماعة تجفيف أهم الإيرادات لدى حكومة المجلس الرئاسي، بعد نجاحها في وقف تصدير النفط من موانئ التصدير بالمحافظات المحررة منذ 7 أشهر، حيث تستهلك مناطق سيطرة الجماعة اكثر من نصف انتاج غاز صافر.
إلا أن الأمر لا يقف عند ذلك، حيث تثير هذه الخطوة المخاوف من كونها مؤشرا على نية الجماعة استهداف منشآت الغاز في صافر بالطيران المسير، بعد ان عجزت عسكرياً من الوصول لها منذ أكثر من 8 سنوات.
وإلى جانب ذلك، فإن هذا الاندفاع الكبير من قبل جماعة الحوثي نحو استيراد الغاز من الخارج في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها اليمن بشكل عام في توفير العملة الصعبة لعمليات الاستيراد، يثير الشكوك حول مصدر هذا الغاز، وما اذا كان غازاً “إيرانيا” يُمثل تمويلاً إضافيا للجماعة من قبل طهران.