كريتر نت – متابعات
تحت شعار “علم وجهاد”، تعمل جماعة الحوثي على توظيف الإجازات الصيفية لطلاب المدارس والمعاهد المهنية والتقنية، للزج بالأطفال إلى ما يعرف بالمراكز الصيفية، التي تهدف إلى تطييف المجتمعات وخلق قطيع بشري تتعامل معهم كوقود لتعزيز حربها ضد اليمنيين المستمرة منذ تسعة أعوام.
الاستراتيجية الحوثية لتفخيخ أدمغة الأطفال وتلغيم أفكارهم، تعدت انحصارها في الصغار أنفسهم، لتشمل هذه المرة أولياء الأمور، وهي الطريقة الأكثر خطرًا على المجتمع والأسرة اليمنية، إذ تهدف لاستقطاب الآباء الأكثر قربًا من أبنائهم.
طفولة مفخخة
وفي حين تختلف أدوات ذراع إيران لاستقطاب الأطفال اليمنيين وتحشيدهم الى معسكراتها الطائفية، يرى مراقبون أن دورات المراكز الصيفية التي فرضتها جماعة الحوثي على طلاب المدارس والمعاهد المهنية والتقنية في مناطق سيطرتها، عملية تلغيم فكري ستدخل اليمن في دورات عنف لعقود.
وتعمل المليشيا المدعومة من طهران، عبر ما يسمى بالمراكز الصيفية، على تغذية أطفال المدارس وطلاب المعاهد، بشعاراتها الطائفية، وتنمية خطاب العنف والكراهية، من خلال مناهج عقدية من شأنها تحويلهم إلى قنابل موقوتة.
وفي هذا السياق، يقول الصحفي يعقوب السامعي: “بكل تأكيد هذا التحشيد الهائل للأطفال الذي تمارسه جماعة الحوثي موسمياً مخيف جداً، ويعني أن الجماعة ترهن مستقبل البلاد للحروب ودورات العنف لعشرات السنين القادمة”.
وأضاف السامعي في إطار حديثه لـ”نيوزيمن”: “على المستوى الاجتماعي، لا تعوزنا كمتابعين الأمثلة الكاشفة لكيفة تحول الأطفال الذين يتلقنون الدعاية الحوثية إلى آلات عنف طيعة جداً في يد الحوثيين”.
وأشار إلى أنه: “عندما يتفتح عقل الطفل على جملة من العقائد العدائية التي تتخيل العالم كمجموعة من القوى الشريرة التي تترصده وتتآمر عليه، وتتخيل المجتمع على أنه ضال وضعيف وعديم الأهلية ويحتاج إلى تقويم قسري، وتتخيل الأسرة على أنها قيد وحاجز ضد الجهاد والتحرر الوطني والديني، فإن التزامه تجاه العالم والمجتمع والأسرة يتلاشى وينمحي”.
وقال: “بالتالي فإن الطفل يسعى بوعي وبلا وعي لتقويض هذه البُنى الإنسانية بدل التعايش معها، ويقتصر التزامه فقط على جماعته التي دست هذه العقائد في رأسه”.
تلغيم المجتمع
التوجه الطائفي لجماعة الحوثيين والذي قوبل برفض اجتماعي من قبل اليمنيين، دفعها للمضي في مشروع غرس توجهها بصورة قسرية داخل المجتمع والأسرة اليمنية، لتعمل عبر توجهها هذا على تفكيك المجتمع وتلغيم الاجيال.
وفي هذا السياق، يقول الصحفي صلاح الجندي: “تسعى جماعة الحوثيين عبر ما يسمى بالمراكز الصفية، إلى ضرب التماسك الاجتماعي بين اليمنيين وخلق الفوارق الطائفية والمذهبية”.
وأضاف الجندي في إطار حديثه لـ”نيوزيمن”: “وبالإضافة لما تشكلها المراكز الصيفية من خطر وجودي يتهدد المجتمع اليمني وتماسكه، فهي في الوقت ذاته لا تتعدى أكثر من كونها معسكرات لتجنيد الأطفال والطلاب اليمنيين في مناطق سيطرتها، لاستغلالهم في حربها المستمرة منذ سنوات”.
وأشار إلى أن “جماعة الحوثي الطائفية تسعى للتجذر بين اليمنيين، في حين تحاول ترويج فكر إيران المعادي للسلام، لتخلق لنفسها بيئة خصبة للتكاثر، وهو ما سيعمل على إذكاء الصراع الطائفي والمذهبي بين ابناء الوطن الواحد”.
وتابع: “لم تكتف هذه الجماعة بتحريف المناهج الدراسية، بل تسعى لتلويث أدمغة الصغار بفكرها المتطرف بشكل مكثف ومباشر، عبر هذه المراكز، ولا يخفى على أحد أن المليشيا ماضية في هذا المخطط منذ سيطرتها على صنعاء”.
وأردف: “تسعة أعوام من الضخ الهائل لخطاب الكراهية يتلقاه الأطفال وطلاب المدارس في مناطق سيطرة الحوثيين، وهي فترة كافية لخلق جيل كامل مؤمن بفكرها المتطرف، ما يعني أنها نجحت بحشو نفسها داخل هذا المجتمع بالشكل الذي سيصعب استئصالها منه”.
ولفت إلى أن: “استراتيجية الجماعة في غرس فكرها المستورد من إيران، لم يقتصر على المراكز الصيفية والمناهج الدراسية فحسب، بل تعدى ذلك ليصل إلى الآباء وأولياء أمور هؤلاء الصغار، ضمن مساعيها المتواصلة للسيطرة على الأسرة اليمنية وترويج مخرجات الملالي”.
وقال: “هذا التوجه يجب أن يقابله وعي اجتماعي، ولا يمكن لهذا الوعي أن ينمو إلا عبر توجه الجانب الشرعي لتعزيزه سواءً عبر خطابه الإعلامي، أو عبر تغذية الفكر السوي في المدارس بمناطق سيطرتها، ووزارة التربية والتعليم”.
ويرى الجندي أن مشروع جماعة الحوثي، يهدف لتفكيك المجتمع اليمني، واستبدال عقائد اليمنيين بموروث مستورد يتنافى تمامًا مع بوادر السلام الرامية لوقف الحرب وإنهاء الأزمة المستمرة منذ تاريخ انقلابهم على الدولة في 2014م.
المصدر نيوزيمن