كريتر نت – متابعات
تباهت وسائل إعلامية خاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، بوصول قيادات عسكرية محسوبة على حزب الإصلاح الإخواني إلى مناطق سيطرتها، وإعلانها الانشقاق عن صفوف الشرعية والعودة إلى حضن الحوثي.
وبحسب وسائل إعلامية من صنعاء بينها وكالة الانباء اليمنية سبأ، في نسختها الحوثية، استقبلت قيادات حوثية تحت ما يسمى “المركز الوطني للعائدين إلى حضن الوطن”، قيادات عسكرية بارزة موالية لتنظيم الإخوان المسلمين بينهم مقربون من نائب الرئيس السابق، علي محسن الأحمر. ووصلت تلك القيادات إلى صنعاء ومحافظة ذمار ثاني أكبر معقل للحوثيين بعد محافظة صعدة.
وقالت المصادر، إن مدير مكتب علي محسن الأحمر في محافظة الحديدة وقائد قطاع الخوخة والجزر، اللواء الركن عبدالحميد النهاري، وصل إلى محافظة ذمار، في حين وصل نائب قائد مطار دهم في مأرب العقيد بكيل أحمد الحباري ورئيس عمليات كتائب محور البقع العقيد معاذ مرشد العميري إلى صنعاء.
وخرج القيادي البارز في مليشيا الحوثي المعين في منصب محافظ ذمار، محمد البخيتي، بتصريح تفاخر به بوصول القيادات العسكرية الإخوانية، مضيفا: إن “عودة القيادات والأفراد خطوة في الاتجاه الصحيح لما فيه لم شمل اليمنيين” حسب تعبيره.
وجاء وصول مدير مكتب علي محسن الأحمر، لحضن المليشيات الحوثية، عقب انضمام القيادي العسكري البارز، حاكم الأحمر، أحد أبرز الضباط المقربين من القيادي الإخواني هاشم الأحمر، وهو أيضا أحد قيادات اللواء 141، والمسؤول المالي بمنفذ الوديعة الحدودي مع المملكة العربية السعودية.
جاء إعلان الإطاحة بالأحمر بعد تصاعد التقارير التي كشفت عن عمليات نهب وفساد منظمة طالت إيرادات المنفذ منذ سنوات، وأيضا في ظل تحركات يقودها المجلس الرئاسي بإسناد التحالف العربي لتسليم إدارة المنفذ الشهر الماضي إلى السلطة المحلية بمحافظة حضرموت.
تبرير الخيانة بفضيحة
مكتب علي محسن الأحمر، سارع إلى تدارك الفضيحة التي نشرتها الميليشيات الحوثية بوصول مدير مكتبه في الحديدة إلى مناطق سيطرتهم وإعلانه الولاء للسيد. ونشر المكتب على وسائل إعلام إخوانية وحسابات ونشطاء حزب الإصلاح بياناً نفى فيه أن يكون العميد النهاري مديرا لمكتب علي محسن الأحمر.
واعترف البيان، أن النهاري كان أحد رجال الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها علي محسن، وأنه كان يعمل في الحديدة وأعلن انضمامه للحوثيين في 2014.
الإعلامي سعيد بكران- رئيس دار المعارف للبحوث والإحصاء، قال إن رد مكتب الإرهابي علي محسن الأحمر على موضوع انضمام العميد النهاري فضيحة بحد ذاته، مشيراً إلى أن آلة الإخوان “البلسن” طيلة السنوات الماضية كانت تقول إن الضباط الموالين لعفاش هم فقط من خان البلاد بأوامر عفاش وعلمه.
وكشف بكران، أن العميد النهاري اختلف مع الحوثيين على أرض يملكها، فغادر صنعاء إلى مأرب بعلم علي محسن، ومن مأرب استقر في سيئون بوادي حضرموت، بعلم بابا القاعدة الذي لم يحاسبه على انضمامه للحوثيين وخيانته لشرف العسكرية.
وأشار إلى أن بيان مكتب علي محسن برر خيانة النهاري العميد للعسكرية وانضمامه للحوثيين في وقت مبكر بأنها خوف على أرضه في صنعاء حتى لا يسيطر عليها الحوثي. وبعد سيطرة الحوثيين على الأرض غادر إلى سيئون.
ووضع الإعلامي بكران تساؤلاً حول البيان: كم عدد العمداء التابعين لعلي محسن الذين انضموا للحوثيين سلمياً للحفاظ على أملاكهم ومصالحهم؟
ابتزاز التحالف
عملية انضمام قيادات إخوانية بارزة مقربة من العجوز علي محسن الأحمر إلى صفوف الميليشيات الحوثية، ليس بالغريب كما وصفه الخبراء والمحللون، خصوصا مع التضييق المستمر على حزب الإصلاح وقص أجنحته وتقليص نفوذه داخل الشرعية.
وأكدوا أن القيادات التي أعلنت وصولها إلى صنعاء وانخراطها في صفوف الميليشيا هي أوراق ابتزاز يريد تنظيم الإصلاح الإخواني إرسالها لقيادة التحالف العربي بقيادة السعودية، بإمكانية عودة التحالف مع الحوثيين في صنعاء.
احتماليّة عودة «الإصلاح الإخواني» إلى حضن الحوثي في صنعاء، برزت بشكل كبير بعد عزل نائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر، وإعادة تشكيل حكومة مناصفة وإنهاء سيطرة الإخوان على هيئة رئاسة الشرعية التي كان يقودها الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.
وعقب إصدار الحوثيين ما يسمى بقرار العفو العام في سبتمبر 2016، وسبتمبر 2019، نجحت الميليشيات الحوثية في استقطاب المئات من العائدين إلى مناطق سيطرتها، معظمهم أعضاء في «الإصلاح» وقيادات عسكرية ومدنية، وتضاعفت الأعداد مع إزاحة الإخوان من المشهد وتولي مجلس الرئاسة سدة الحكم في مارس 2022.
الناشط محمد باجندوح علق على خبر وصول القيادات العسكرية الموالية للإخوان إلى صنعاء بالقول: ضباط علي محسن الأحمر بمأرب أكلوا وشربوا وبنوا فللا بصنعاء من أموال التحالف ومأرب وكانوا منتظرين وصول الحوثي إلى مأرب حتى يتبرعوا له ويسلموا له مفاتيح مأرب كما سلموا له مفاتيح صنعاء.
وأضاف: عندما أحسوا أن الحرب متجهة للإيقاف الكلي أخذوا أنفسهم ومعهم أسرار قوات مأرب واتجهوا صنعاء.
استهداف مأرب
انشقاق القيادات الإخوانية ترافق مع تسليم الميليشيات الحوثية معلومات وخرائط هامة في محافظة الجوف والمناطق المحررة في محافظة مأرب المجاورة لها.
وقالت المصادر إن عدداً من قيادات عسكرية مكلفة بتأمين منطقة الجدافر بمحافظة الجوف، أعلنت انضمامها إلى صفوف الحوثيين والفرار إلى مناطق الميليشيات ضمن مخطط يهدف إلى استهداف مأرب وإسقاطها، موضحة أن القوات المحسوبة على الشرعية في الجدافر سلمت الحوثيين خرائط ومعلومات مكنتها من التقدم والسيطرة على مواقع في الجوف في جدافر وقشعان شرق مدينة الحزم، وهذه المناطق مطلة على مطار مأرب الدولي في منطقة تداوين، التي تبعد عن تلك المناطق نحو مسافة 10 كيلومترات عن مطار مأرب الذي لا يزال قيد الإنشاء.
والتقدم الكبير من جهة الجوف صوب مأرب، ترافق مع وصول تعزيزات كبيرة للميليشيات التي استغلت المعلومات التي قدمتها القوات الإخوانية التي فرت وأعلنت انضمامها للحوثيين.
وحذر الخبير العسكري علي الذهب، من التحركات التي تنفذها قوات صنعاء في منطقة الجدافر شرق محافظة الجوف التي تبعد عن مطار مأرب الدولي الجديد (تحت الإنشاء) 10 كم.
وأضاف الذهب، إن تحركات قوات صنعاء في الجدافر تأتي بعد فرار قيادات عسكرية موالية للشرعية والتحالف مع أفرادها والانضمام إلى الانقلابيين وتسليمهم الخرائط والمعلومات الحساسة، محذراً من وجود تنسيق خارجي، وأن مدينة مأرب الهدف الاستراتيجي لتسليمها سلماً أو حرباً لقوات صنعاء.