كريتر نت – متابعات
بحث وزيرا الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والإيراني حسين أمير عبداللهيان، سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ومتابعة خطوات تنفيذ اتفاق البلدين الموقع في بكين، وذلك في ثاني لقاء يجمعهما منذ الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية.
وجاء اللقاء على هامش اجتماع مجموعة “بريكس” في جنوب أفريقيا، الجمعة، بحسب بيان للخارجية السعودية نقلته وكالة الأنباء الرسمية “واس”.
وخلال اللقاء “جرى بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، بالإضافة إلى متابعة خطوات تنفيذ اتفاق البلدين الموقع في بكين، بما في ذلك تكثيف العمل الثنائي لضمان تحقيق الأمن والسلم الدوليين”.
وعبر وزيرا الخارجية السعودي والإيراني عن “تطلعهما إلى تكثيف اللقاءات التشاورية وبحث سبل التعاون لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين”.
ونقلت وزارة الخارجية الإيرانية، عن أمير عبداللهيان قوله، خلال اللقاء، إن “هناك أرضية لإعادة فتح السفارات والقنصليات” بين الرياض وطهران.
من جهتها، نقلت وكالة “إيسنا” الإيرانية عن وزير الخارجية السعودي قوله، خلال اجتماع وزراء خارجية بريكس، إنه سيقوم قريبا بزيارة إيران تلبية لدعوة نظيره الإيراني. وأضاف أن هناك “تعاونا جيدا للغاية” بين البلدين لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية.
ويعد اجتماع الجمعة، هو الرسمي الثاني لوزيري خارجية البلدين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وبعد اتفاق طهران والرياض على استئناف العلاقات السياسية والدبلوماسية بعد قطيعة دامت سبع سنوات.
ففي أبريل الماضي، اجتمع وزيرا خارجية السعودية وإيران في الصين في أول لقاء رسمي على أعلى مستوى دبلوماسي بين البلدين منذ أكثر من سبعة أعوام. وأكد الطرفان -آنذاك- على أهمية متابعة تنفيذ اتفاق بكين لاستئناف العلاقات بينهما بما “يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”.
وتقول وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، إن علاقات طهران والرياض في مرحلة تنفيذ الشؤون الإدارية والفنية لإعادة فتح سفارتيهما وقنصلياتهما في البلدين، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تبدأ السفارتان أنشطتهما رسميًا في الأسابيع المقبلة.
وفي 22 مايو الماضي، عينت طهران علي رضا عنايتي سفيرًا لها لدى السعودية، كان يعمل مساعدا لوزير الخارجية والمدير العام لشؤون الخليج العربي في الوزارة، وأشارت إلى أن “الخارجية السعودية قدمت لإيران سفيرها الجديد في طهران”.
وتوصلت طهران والرياض، بوساطة بكين، إلى اتفاق في العاشر من مارس الماضي، أنهى سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية، ليعلن الطرفان استئناف العلاقات الدبلوماسية في بيان ثلاثي صادر عن بكين بعد ختام مباحثات استمرت أربعة أيام.
واتفق الجانبان على “استئناف الرحلات الجوية وتسهيل منح التأشيرات للمواطنين، بما في ذلك تأشيرات العمرة”، و”إعادة فتح بعثات البلدين الدبلوماسية خلال المدة المتفق عليها، والمضي قدماً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح سفارتي البلدين في الرياض وطهران، وقنصليتهما العامتين في جدة ومشهد”.
وفي أبريل الماضي، زار فريق فني سعودي معني بمناقشة آليات إعادة افتتاح ممثليات السعودية في إيران العاصمة طهران، تنفيذا للاتفاق.
وتلقّى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعوة لزيارة السعودية، بينما أعلنت طهران أنّها دعت العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة إيران.
ويقول مراقبون، إن اللقاء الثاني بين وزيري خارجية البلدين يؤكد أن إيران والسعودية ماضون قدما في التطبيع الكامل بينهما، مشيرين إلى أنه يؤكد -كذلك- أن القضايا الخلافية بين طهران والرياض شقت طريقها إلى الحل.
ويذكر أن العلاقات بين الرياض وطهران كانت قد انقطعت في العام 2016، عندما هاجم محتجون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل دين شيعيا معارضا يُدعى نمر النمر.