هاني باراس
علاقات سرية وطيدة تجمع بلدان باخرى واحدة منها هو العلاقات بين اليمن واسرائيل عبر التاريخ منذ احتلال الكيان الاسرائيلي الصهيوني لدولة فلسطين العربية.
لليمن علاقات سرية مع اسرائيل من خلال حكام صنعاء منذ اربعينيات القرن الماضي وعملية ( بساط الريح الاسرائيلي ) .
ولا ترفض اليمن التطبيع السري مع اسرائيل بل انها تعتبر ذلك مكسباً للتقرب الى اسرائيل التي تدير السياسة الامريكية في الشرق الاوسط وهو الهدف نفسه الذي اتخذه علي عبدالله صالح منذ صعوده لكرسي الرئاسة وحتى مقتله.
تأريخ علاقة اليمن باسرائيل
علاقة السلطة اليمنية في صنعاء باسرائيل تعود الى منتصف القرن العشرين. منذ ما عرف عام 1948 بعملية ( بساط الريح ) الاسرائيلية التي تولت نقل يهود من صنعاء ومحافظات شمال اليمن الى اسرائيل .
كان للإمام أحمد إمام شمال اليمن حينها دور بارزاً ولوجيستيا في العملية عندما قدم العون للتاجر أحمد القريطي المكلف من قبل الوكالة اليهودية لتجميع يهود اليمن و تسوية بيع ممتلكاتهم.
وبعد ذلك شهدت علاقة اسرائيل باليمن تتسع ولكن بشكل سري نتيجة المد الثوري العربي لنصرة فلسطين المحتلة.
إلا ان علي عبدالله صالح ألتقى مسؤولين اسرائيليين في منتصف سبعينات القرن الماضي وذلك لعلم اسرائيل بطموح صالح في الحكم والنفوذ داخل اليمن ويسعى للتقرب من اسرائيل لتمكينه من ذلك عبر امريكا وبريطانيا.
وكشفت وثائق عن علاقات لـ( صالح ) باسرائيل وانه عدة مرات يؤكد ان هناك موانع لعدم اعلان العلاقة بين اليمن واسرائيل.
وكشفت وثائق عبارة عن محاضر اجتماع أن صالح ذات مرة ألتقى برؤساء الجاليات اليهودية في أمريكا ومعه رئيس وزرائه حينها عبدالكريم الإرياني.
حيث أكد روؤساء الجاليات اليهودية خلال اللقاء أنهم ممتنون لقبول صالح اللقاء بهم وأنهم يسعَون لتأسيس علاقات بين اليمن وإسرائيل .
ورد صالح عليهم بأن لا يمانع باقامة علاقة مع اسرائيل ولكن الظرف الحالي لا يسمح ويفضل ان تكون العلاقة سرية.
وفي اعترافات بوثائق أخرى يؤكد صالح في حديث له علاقته باسرائيل ولكن خوفه من الاعلام هو ما يمنعه .
حيث قال صالح ذات مرة : (( في مرة كنتُ في باريس والتقيت الرئيس الاسرائيلي فايتسمان ولم تمضِ 10 دقائق إلا وراديو إسرائيل يعلن المقابلة. عيزر فايتسمان هو رئيس إسرائيل للفترة من عام 93 إلى عام 2000 )).
وكشف شقیق الشھید الرئيس ابراهيم الحمدي ان الرئیس الیمني السابق علي عبدالله صالح التقي الموساد الاسرائیلي في جیبوتي في سبعینات القرن الماضي عندما كان علي صالح في ذاك الوقت قائد لواء المخاء بتعز.
وكانت المخابرات المصریة قد أكدت ان الموساد التقى بشخص یمني لم یذكرو اسمة عام 1972م في جیبوتي ونیروبي وكان یعطیھم معلومات حول الجاسوس الاسرائیلي (باروخ مرزاحي ) الذي احتجز في میناء الحدیدة بعد رحلة طویلة في عدة مدن عالمیة لتنفیذ عملیة في مصر.
وبعد ذلك استغل صالح علاقته باسرائيل لدعمه في حرب 1994 ضد اليمن الجنوبية والعمل معه لقبول الولايات المتحدة الامريكية لمد نفوذ صالح الى الجنوب بمقابل مكافئات لاسرائيل. وحصلت اسرائيل على مكافئاتها من خلال منح اليمن حرية التواجد الاسرائيلي داخل الحدود البحرية اليمنية في البحر الاحمر بالتزامن مع وجود تقدّم إسرائيلي واضح في تأمين حريّة ملاحتها جنوب البحر الأحمر، ومشاركتها للولايات المتحدة الأميركية في السيطرة هناك.
ويقابل ذلك تحقيق “إسرائيل” هدفها الاستراتيجي عبر الصفقة اليمنية الاسرائيلية للتواجد في جنوب البحر الأحمر، حيث عززت اسرائيل دوره من خلال استقلال إريتريا عن إثيوبيا عام 1991، وإقامة اسرائيل علاقات سياسية وعسكريّة ممتازة مع“ارتيريا.
واستمرت علاقة صالح باسرائيل بعد 94 حتى مقتله على يد الجماعة الحوثية بعد انتهاء دوره في اليمن واحتراق كرته كلاعب رئيسي خاصة بعد توفر بديل لإسرائيل وامريكا وغيرها من الدول بوجود علاقات تتطور باستمرار .
ازواجية علاقة اسرائيل باليمن
اليوم باتت اسرائيل تتمتع بعلاقات مزدوجة بناء على علاقتها السابقة مع علي عبدالله صالح. إذ وجدت اسرائيل ان علاقتها يجب ان تستمر بطرفين في اليمن هما ( الجماعة الحوثية – والحكومة الشرعية ) لعدة اسباب منها استمرار الحرب التي تخدم اسرائيل ولتحقيق مكاسب تواجد اكثر لاسرائيل في باب المندب والبحر الاحمر.
وقد اعلنت اسرائيل مشاركتها بالحرب في اليمن واكدت فيما بعد انها لن تقبل بتهديد الملاحة الدولية مستغلة التهديدات التي تدفع بها ايران عبر الجماعة الحوثية في البحر الاحمر. وفي تاريخ 1 اغسطس 2018 الماضي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمته أمام عرض عسكري في حيفا، إن إسرائيل ستشارك في العملية العسكرية لفك الحصار عن مضيق باب المندب. مضيفاً إذا تم تهديد باب المندب فإننا سنعلن عن تحالف دوليا مصمما على عدم السماح و سيشمل هذا التحالف دولة إسرائيل بقواتها المسلحة وعلاقة اسرائيل المزدوجة في اليمن طرفين هما:
علاقة اسرائيل بالشرعية اليمنية
انكشفت علاقة الشرعية اليمنية باسرائيل من خلال العديد من التوجهات للشرعية ليس آخرها اعتراف وزير خارجية اليمن خالد اليماني ان المشاركة مع اسرائيل في مؤتمر وارسو هو لمواجهة ايران. وأظهرت صوراً التقطت خلال مؤتمر وارسو الذي عقد يوم 14 فبراير 2019 أي الشهر الجاري. أظهرت خالد اليماني بجانب رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نينياهو في قمة وارسو لا ومساعدة اليماني لنتينياهو بمده بالميك الصوتي بعد تعطل المايك الخاص به.
علاقة الحوثيين باسرائيل
حدث التطبيع من طرف الحوثيين مع اسرائيل قبل سنوات. رغم ان جماعة الحوثي تدعي انها تعادي اسرائيل. وترفع شعار (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ) وذلك لتسويق نفسها عربياً والتغرير على العوام من الناس.
و تعود العلاقة بين الحوثيين واسرائيل الى ما قبل حرب صعدة الاولى عام 2004.
والتي كانت لإسرائيل علاقة وطيدة بها بعد خلافات مرحلية بين اسرائيل والنظام اليمني برئاسة علي عبدالله صالح.
وظلت تلك العلاقة محل شبهات منذ ظهور الجماعة الحوثية.
غير ان العلاقة ظهرت للعلن بعد صفقة سرية قامت بها اسرائيل والحوثيين لسفر 19 يهودي من صنعاء الى اسرائيل بتاريخ 21 مارس 2016. وسمح الحوثيين بسفر المجموعة اليهودية وترأسها ( حاخام سليمان ) وفق تواصلات وعلاقات بين الحوثيين واسرائيل. حيث اكد ذلك هو حمل يهود اليمن مخطوطة تأريخيه كانت في اليمن عبارة عن ( مخطوطة سفر توراة قديم عمرها 800 سنة ولفيفة سفر الملكة استير التي يتم تلاوتها في عيد المساخر – بوريم – اليهودي )..
واستقبل رئيس وزراء اسرائيل اليهود اليمنيين الذين مساء الاثنين 21 مارس 2016 اليهود الذين كانوا يقيمون في ” صنعاء وريدة ”
حيث تم نقلهم من اليمن بحراً عبر الحديدة قبل ان يتم نقلهم الى طائرة اسرائيلية وصولاً الى مركز استقبالهم في بئر السبع.
ولا تقتصر العلاقة الحوثية باسرائيل بهذا الامر. إذ صدرت اعتراقات اسرائيلية بهذه العلاقة مع اسرائيل.
حيث ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن علاقة استخباراتية تربط بين إسرائيل والحوثيين.
وفي أغسطس 2010 كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إسرائيل تلقت في مايو 2010 وثائق من (جماعة شيعية هي جماعة الحوثي) تكشف أسماء مواطنين عرب زودوا المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ببعض الأموال.
وفي تصريحات أخرى اعترف مسؤولين اسرائيليين في القناة الثانية الإسرائيلية في يناير 2015 . حيث وصف الصحفي الاسرائيلي البارز ( آفي زخاروف ) المختص في الشؤون العربية وصف جماعة الحوثيين بالحليف الاستراتيجي لإسرائيل.
المصدر : اليوم الثامن