كريتر نت – متابعات
رجح مصدر سياسي يمني رفيع المستوى، الثلاثاء، أن تطرح الأمم المتحدة قريبا “خطة جديدة للسلام” في البلاد التي تشهد حربا منذ نحو تسع سنوات، بعد تعطل المفاوضات بين السعودية وجماعة الحوثي بسبب طرحها شروطا جديدة اعتقادا منها أن المملكة مستعدة لدفع أي ثمن مقابل انسحابها من اليمن.
لكن على ما يبدو أن جماعة الحوثي أخطأت التقدير وهو ما برز في تجاهل الرياض لها، مما دفع الجماعة الموالية لإيران إلى تصعيد خطابها المتشنج والتوعد باستهداف مشاريع اقتصادية تعكف الحكومة السعودية على تطويرها في المملكة.
ويأتي هذا الحديث عن الخطة الأممية الجديدة مع كشف المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال عقد اجتماعات في العاصمة العمانية مسقط بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن، عن مقترح أممي جديد لوقف إطلاق النار يتضمن صرف مرتبات الموظفين في اليمن وفتح المطارات والطرقات.
وقال مصدر مطلع على سير المحادثات التي تجريها الأمم المتحدة مع الأطراف اليمنية، مفضلا عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام إن “الأمم المتحدة بدأت الآن جهودا منفصلة (عن الجهود الإقليمية) لمحاولة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، وإجراء مشاورات لبناء الثقة في الجوانب الاقتصادية والعسكرية قبل الانتقال إلى مفاوضات شاملة لتشارك السلطة”.
وأفاد بأنه “مع توقف الاتصالات السعودية (مع الحوثيين)، فإن الفرصة متاحة للأمم المتحدة لقيادة الجهود وإبقاء زخم السلام واستمرار التهدئة القائمة”.
وأشار إلى أنه “من المرجح بعد جولة اللقاءات الأممية هذه التي ستشمل القوى السياسية أيضا، أن يطرح غروندبرغ خطته للسلام في اليمن”.
وعقد غروندبرغ الأحد والاثنين جولة مباحثات في السعودية وسلطنة عمان للدفع بعملية السلام في اليمن، حيث أشار إلى أن الوضع البلد لا يزال مأساوياً، وأن الجهود الدولية يجب أن تتواصل لإنهاء الحرب والتوصل إلى حل سياسي يلبي طموحات الشعب اليمني ويضمن استقرار المنطقة.
وخلال هذه الجولة التقى غروندبرغ في الرياض، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ووزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، إضافة إلى السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المعتمدين لدى اليمن.
كما التقى في مسقط مسؤولين عمانيين، إضافة إلى كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام لاستكشاف سبل دفع تقدم جهود السلام الجارية”، خصوصا في ما يتعلق بوقف إطلاق النار وصرف المرتبات وفتح المطارات والطرقات. وفق بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي.
وأكد المبعوث الأممي أنه سلم وفد صنعاء المفاوض في سلسلة تغريدات مقترحات تتعلق بتحسين الظروف المعيشية في إشارة إلى صرف المرتبات. وأشار إلى تضمن الصيغة الجديدة مقترحات حول وقف إطلاق النار في عموم البلاد وعملية جامعة برعاية الأمم المتحدة للانتقال لسلام مستدام في اليمن.
وفي رده على ما إذا كانت التحركات الأممية والدولية بشأن اليمن قد تعثرت، أوضح المصدر أنه “لا يمكن القول إن الجهود الجارية فشلت أو تعثرت ما دامت مستمرة، وما لم يقل أي طرف إن جهوده فشلت، فلا ينبغي قطع الأمل أمام أي مساع حسنة على هذا الصعيد”.
وتابع “من المهم التفريق بين الجهود الراهنة، فالأمم المتحدة لم تكن جزءا من المشاورات التي انحصرت على الرياض ومسقط وجماعة الحوثي، لأن هذه الجهود تتعلق بإعادة الحوثي إلى الهدنة”.
وأردف “الحكومة الشرعية تنتظر نجاح هذه الجهود، بينما تنتظر الأمم المتحدة الخطوة التالية حيث يفترض انتقال المهمة إليها في إدارة الحوار”.
ويعاني اليمن منذ 9 سنوات حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.
ومنذ مدة تتكثف مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، وجولات خليجية للمبعوثين الأميركي والأممي إلى اليمن تيم ليندركينغ وهانس غروندبرغ.
وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ أن وقعت السعودية وإيران بوساطة الصين في 10 مارس الماضي، اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات.