كريتر نت / سبوتنيك
يُعتقد أنه لا يمكن كسب الحرب (أي حرب) دون تحقيق السيطرة الجوية.
وبالتالي فإن نجاح الدولة (أي دولة) في الحرب مرهون بحجم قواتها الجوية. وقد تكون فرص الولايات المتحدة الأمريكية في النزاع مع الدول الأخرى هي الأقوى لأن الولايات المتحدة تتصدر ترتيب الدول التي تملك قوات جوية قادرة على تحقيق النجاح في الحرب. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن القوات الجوية الأمريكية تضم نحو 5600 طائرة.
وهل تقدر الدول الأخرى خصوصا روسيا التي تعتبر من الدول المرشحة للتعرض إلى العدوان الأمريكي الأطلسي، على مواجهة القوات الجوية الأمريكية مع العلم أن العملية الهجومية الجوية هي لب أي حرب يمكن أن تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)؟
وتحتل روسيا المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في حجم القوات الجوية. وتشير المعلومات المكشوفة إلى أن القوات الجوية الروسية تضم نحو 3600 طائرة.
مشاركة 2700 طائرة في العدوان
ووفقا لتقدير أعده الخبير العسكري د. كونستانتين سيفكوف فإن العدوان الأمريكي الأطلسي المحتمل على روسيا يمكن أن تشنه 2700 طائرة مقاتلة و80 قاذفة قنابل استراتيجية. وفي ظن الخبير فإن مواجهة حشد كهذا من الطائرات الحربية أمر صعب. لكن من المستبعد أن تزج الولايات المتحدة الأمريكية بعدد كهذا من الطائرات في أي معركة خصوصا وأن القيادة الأمريكية ترى إمكانية تحقيق هدفها للتغلب على الدول الأخرى خلال النزاع ذي الكثافة المحدودة أو الحرب المحلية.
1800 طائرة تقاتل العراق
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية حشدت 1700 طائرة قتالية ونفس العدد من المروحيات ضد العراق في عام 1991 بينما حشد حلف الناتو 650 طائرة قتالية ضد يوغسلافيا. وأعدت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها أكثر من 1800 طائرة منها 778 طائرة قتالية وكذلك حوالي 900 مروحية للحرب على العراق في عام 2003.
أما في حال نشوب النزاع العسكري المحلي بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها فبإمكانهم حشد 1100 — 1300 طائرة قتالية و1200 — 1500 مروحية و500 — 600 طائرة مسيّرة بدون طيار و1500 — 2000 صاروخ جوّال (كروز).
الاعتماد على الصواريخ المضادة للطائرات
ومن المتوقع أن تركز روسيا على استخدام قوات الصواريخ المضادة للطائرات لصد عملية هجومية جوية كهذه مع العلم أن القوات الروسية تملك الوسائط المناسبة لصد الهجوم الجوي: “إس-400″ و”إس-300” للدفاع عن مناطق كاملة ومنظومات صواريخ “بوك” ومجموعات “بانتسير” الصاروخية المدفعية للدفاع عن منشآت محددة.
أما بالنسبة للطائرات فيفترض أن تقوم المقاتلات الخفيفة “ميغ-29” بتدمير الطائرات والصواريخ الهجومية التي تتمكن من الإفلات من الصواريخ الاعتراضية، فيما تقوم المقاتلات الثقيلة “سو-27″ و”سو-35″ و”سو-30إس إم” و”سو-57″ بتدمير طائرات التشويش الإلكتروني وطائرات الإنذار المبكر “أواكس” وقاذفات الصواريخ.
إحباط الهجوم على الشعيرات
ويعتبر إنشاء المجال الراداري الواقي والاستفادة من وسائل الحرب الإلكترونية شرطا رئيسيا لصد العملية الهجومية الجوية. ففي سوريا، مثلا، تم صد الهجوم الذي شنته 59 صاروخ توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية من خلال الاستفادة من وسائل الحرب الإلكترونية والإعاقة التشويشية.
وفي حال استخدام القوات البحرية خلال العملية العدوانية تُلقى المسؤولية عن صد الهجوم على قاذفات القنابل والصواريخ “تو-22إم3” التي يتعين عليها أن تهاجم حاملات الطائرات وغيرها من البوارج الحربية المعادية.
مطلوب 2000 طائرة
وتشير التقديرات إلى أن المطلوب لصد عدوان كهذا 500 — 600 مقاتلة ثقيلة ومقاتلة اعتراضية و550 — 400 مقاتلة خفيفة و350 — 400 قاذفة قنابل قريبة المدى و300 — 400 مقاتلة قاذفة و150 — 180 طائرة قاذفة بعيدة المدى و80 — 90 قاذفة صواريخ استراتيجية و35 — 50 طائرة رادار و150 — 180 طائرة استطلاع، أي ما مجموعه 2000 — 2400 طائرة، وكذلك عدة مئات من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات.
وبحسب د. كونستانتين سيفكوف فإن روسيا بإمكانها حشد العدد المطلوب من الطائرات والصواريخ لصد العدوان خلال الحرب المحلية.
وبالنسبة للحرب الكبيرة تملك روسيا أسلحة كفيلة بمنع شنها هي الأسلحة النووية ووسائل إيصالها إلى أهدافها.