كريتر نت .. RT
الأزمة التي استمرت لمدة 24 ساعة، كادت أن تغير مجرى الأحداث في العالم لو أن السلطات الروسية اضطرت للحسم بالقوة.
فقد حبس العالم أنفاسه وهو يترقب مسار الأحداث وسط مواقف صدرت عن دول عديدة تدعو لضبط النفس واحتواء الموقف بعد أن استشعرت أن الخطر لن يمس روسيا فقط، بل سيكون للأحداث في هذا البلد الكبير و المؤثر سياسيا واقتصاديا وأمنيا تداعيات على العالم أجمعه.
أوكرانيا حاولت على عجل استغلال الفرصة إذ كشفت وزارة الدفاع الروسية أن كييف سعت لتركيز نشاط وحداتها الهجومية التكتيكية على أطراف مدينة باخموت، المدينة التي حررتها قوات فاغنر نفسها.
أما الراعي الأكبر لأوكرانيا، وهو الولايات المتحدة الأمريكية فتعاملت مع الأزمة بحذر حيث ألغى رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، رحلة إلى الشرق الأوسط، فيما اكتفت القيادة السياسية بمراقبة المشهد وعزفت عن إطلاق تصريحات لحين وضوحه.
وقالت مصادر إعلامية إن الرئيس الأمريكي جو بايدن بحث الأزمة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والمستشار الألماني أولاف شولتس، في وقت أكد فيه البيت الأبيض أنه يجري باستمرار إطلاع بايدن ونائبة الرئيس على آخر التطورات في الساحة الروسية من خلال فريق الأمن القومي.
حالة ترقب في أوروبا واتصالات طوارئ حيث اعتبر الأوروبيون أن أزمة فاغنر لا تقتصر على روسيا. وتابع الأوروبيون ما يجري باهتمام ملحوظ كون تلك الأحداث تؤثر على أوكرانيا.
لكن الإنذار الكبير صدر عن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف الذي حذر من “انقلاب” في أكبر دولة نووية في تاريخ البشرية، وقال “لم يحدث في التاريخ أن وقعت أكبر ترسانة نووية في أيدي رجال العصابات وقطاع الطرق، ومن الواضح أن مثل هذه الأزمة لن تقتصر على حدود دولة واحدة، بل ستهدد أمن العالم بأسره”.
أعقبه تحذير آخر لوزارة الخارجية الروسية الدول الغربية من استخدام الوضع الروسي الداخلي لتحقيق أهدافها المعادية لروسيا.
القلق من انفجار الأوضاع دفع رؤساء بيلاروس وتركيا وكازاخستان وأوزبكستان ورئيس الوزراء الأرميني، لعقد مباحثات عاجلة مع الرئيس بوتين بهدف الاطلاع على مسار الأحداث.
كما يعكس اتصال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس بوتين، استشعار أنقرة لضرورة التحرك لاحتواء الموقف وعرض المساعدة داعية إلى عدم السماح لأحد بالاستفادة من الأحداث الجارية.
خروج مؤسس مجموعة “فاغنر” مقر الإدارة العسكرية للمنطقة الجنوبية في مدينة روستوف على نهر الدون، مغادرا المدينة متجها الى الجهة المتفق عليها (بيلاروس)، أخمد حريقا كانت ستطال ألسنة نيرانه العالم بأسره.
تطور الأحداث كان سيؤدي إلى التأثير سلبا على العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها روسيا في أوكرانيا، وهو ما يقول مراقبون روس إنه ما دفع القيادة الروسية للتوصل لاتفاق مع قائد فاغنر رغم أنه تضمن عفوا عنه، فمصلحة روسيا كبيرة أيضا في إنهاء الأزمة.
لكن أزمة فاغنر لم تؤثر على سير العملية العسكرية في أوكرانيا وهو ما أوجد قناعة لدى الغرب أن ما يجري في روسيا لن يضعف روسيا في أوكرانيا.
تحلت القيادة الروسية بمسؤولية كبيرة في حل أزمة فاغنر لأنها تدرك مآلاتها على شعبها أولا والعالم ثانيا.