كريتر نت – متابعات
عانى فريق مانشستر يونايتد في السنوات الماضية من الفوضى، من خلال فرض النجوم الطريقة التي يريدونها وليس الطريقة التي يريدها المدرب. ولكن تغير الأمر تماما مع المدرب الهولندي إريك تين هاغ، من خلال تنفيذ الجميع لما يطلبه المدرب سواء داخل الملعب أو خارجه.
واستعاد مانشستر يونايتد البعض من بريقه المفقود، بعدما نجح في إنهاء 6 سنوات عجاف دون تتويج بالألقاب، حين توج بكأس الرابطة إلى جانب الوصول إلى نهائي كأس الاتحاد قبل الخسارة أمام مانشستر سيتي. كما أنهى الموسم في المركز الثالث ليتأهل لدوري الأبطال الموسم المقبل، بعدما اعتاد على المشاركة في الدوري الأوروبي، تلك المسابقة التي تواجد بها 5 مرات في آخر 8 مواسم. وبالتالي كانت بصمة المدرب إريك تين هاغ واضحة في موسمه الأول مع الفريق، ومن أبرز أسباب نجاحه رفقة الشياطين الحمر.
كان الجميع يخشى القدوم إلى ملعب أولد ترافورد ويحرصون على الدفاع بشدة عند زيارته، ولكن تلاشى عنصر الخوف منذ رحيل السير أليكس فيرغسون قبل عقد من الزمان.
ونجح تين هاغ في استعادة عنصر الرهبة لأولد ترافورد، حيث يملك مانشستر يونايتد في الموسم الماضي ثاني أفضل سجل على ملعبه بين جميع فرق البريميرليغ خلف السيتي، حيث لم يخسر على أرضه سوى مباراة واحدة فقط طوال الموسم، وحقق 15 انتصارا و3 تعادلات.
صفقات ناجحة
هيمنة كبيرة فرضها رجال غوارديولا على كافة الأنحاء سواء في البريميرليغ وكأس الاتحاد أو في دوري الأبطال
أنفق مانشستر يونايتد نحو 200 مليون جنيه إسترليني لتدعيم الفريق من أجل تين هاغ، وكانت الصفقة الأبرز كاسيميرو، الذي كان النجم الأبرز في وسط الملعب وحل الأزمة التي عانى منها اليونايتد لسنوات بتواجد لاعب قادر على حماية خط الدفاع، كما نقل عقليته الانتصارية للفريق.
ومن الصفقات البارزة أيضا ليساندرو مارتينيز، والذي شكل شراكة دفاعية مميزة رفقة رافائيل فاران، ومنح أيضا كريستيان إريكسن حلولا إبداعية جديدة لليونايتد وشكل ثلاثيا مميزا رفقة كاسيميرو وبرونو فيرنانديز في وسط الملعب. ولم يقدم البرازيلي أنتوني المستوى المبهر، ولكنه قضى موسمه الأول في إنجلترا بتسجيل 8 أهداف وصناعة 3 أخرى، وبإمكان تين هاغ تطويره بصورة أكبر.
كما كان النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هو هداف اليونايتد في موسم (2021 – 2022) برصيد 24 هدفًا، وحامت الشكوك حول قدرته على مناسبة أسلوب لعب تين هاغ المتعلق بالضغط العالي.
وبالفعل خرج من حسابات تين هاغ وجلس كثيرا على مقاعد البدلاء، ليشعر بالإحباط ويخرج في حوار مع بيرس مورغان وينتقد الجميع، ولكن تحلى تين هاج بالشجاعة وقرر رحيله، ليتحسن مستوى اليونايتد كفريق بعد رحيله، وانتهت مخاطرة انقسام غرف خلع الملابس، وكان تعامل تين هاغ مثاليا مع تلك الأزمة.
ومن أبرز الرابحين من مغادرة رونالدو هو ماركوس راشفورد، والذي أنهى الموسم وفي رصيده 30 هدفًا في جميع المسابقات، وأظهر قدرته على قيادة الفريق في المباريات الكبرى. ولم يتردد تين هاغ في اتخاذ القرارات الكبرى، وأبرزها إجلاس القائد هاري ماغواير على مقاعد البدلاء، كما لم يتردد في إبعاد فريد وسكوت ماكتوميناي من وسط الملعب من أجل الثنائي كاسيميرو وإريكسن.
كذلك أعاد تين هاغ بناء اليونايتد بأسلوب لعب (4 – 2 – 3 – 1)، مع حرصه على عوامل الحدة والسرعة والهجوم، فبعد خسارة اليونايتد للكرة، يمارس لاعبوه الضغط العالي لاستعادتها دون تغير الشكل الخططي للفريق. وعند الفشل في استعاد الكرة سريعًا، يتحول شكل اليونايتد إلى (4 – 1- 4 – 1) أو (4 – 3 – 3) مع تراجع أحد لاعبي وسط الملعب إلى مناطق أعمق لإغلاق المساحات.
في المقابل توج مانشستر سيتي بالثلاثية التاريخية في الموسم الماضية، بعد تقديم سلسلة من العروض القوية التي لم يتمكن أي فريق من التصدي لها في إنجلترا أو أوروبا كافة. هيمنة كبيرة فرضها رجال المدرب بيب غوارديولا على كافة الأنحاء سواء محليا في البريميرليغ وكأس الاتحاد، أو قاريا في دوري الأبطال، لينهي السيتي عقدته مع البطولة الأوروبية، ويؤكد بقوة تواجده بين كبار القارة العجوز.
معاناة كبيرة
مانشستر يونايتد يستعيد بريقه المفقود
عانى مانشستر سيتي في الموسمين الماضيين من غياب المهاجم الصريح، وخاض نهائي دوري الأبطال في عام 2021 الذي خسره أمام تشيلسي.
وعلى الرغم من تتويج غوارديولا بالألقاب رفقة برشلونة والسيتي دون مهاجم صريح، إلا أن هذا الخيار قد يسمح للخصوم بالتراجع وإغلاق مساحات التمرير، ليأتي هالاند ويغير من منظومة لعب مانشستر سيتي.
فبدلا من التركيز على تقدم الظهيرين للهجوم، بدأ السيتي في لعب كرة قدم مباشرة واستهداف مهاجمه النرويجي بالكرات الطولية. كما واصل السيتي الاعتماد على التمريرات العديدة بحثًا عن الثغرة، لكن الفارق الآن أن الفريق بات يملك مهاجمًا لإنهاء الفرص على عكس السابق، لينهي الموسم وفي رصيده 52 هدفا في 53 مباراة.
اعتاد غوارديولا ابتكار أدوار جديدة للاعبيه، وكان الاختراع الأبرز هذا الموسم هو تكليف جون ستونز بدور “هجين” بين متوسط الميدان الدفاعي والظهير الأيمن.
وتسبب هذا الدور المركب الذي أجاد فيه ستونز بشكل لافت للأنظار، في منح السيتي مرونة خططية مع صلابة دفاعية أمام أكبر المنافسين في أوروبا. كما غير “بيب” دور ناثان أكي من قلب دفاع إلى ظهير أيسر، مع الاعتماد على مانويل أكانغي في قلب الدفاع لإغلاق كل الثغرات.
لا يتردد غوارديولا في التخلي عن النجوم في أنديته طالما لا يجد حاجة إليهم، وواصل ذلك هذا الموسم بالتخلي عن البرتغالي جواو كانسيلو الذي كان واحدا من أفضل لاعبي السيتي خلال آخر موسمين. وجاء ذلك بسبب ما وصفه غوارديولا بـ”التصرف الطفولي” من البرتغالي، عند إبعاده من التشكيل الأساسي، لتتم إعارته لبايرن ميونخ في شهر يناير الماضي.
وفي الصيف الماضي أيضًا لم يعارض رحيل الثلاثي جابريل جيسوس ورحيم سترلينغ وأوليكسندر زينشينكو، ليمنح الفريق الحيوية من جديد بالاعتماد على أسماء أخرى.
وعلى الرغم من تتويج مانشستر سيتي بالألقاب العديدة طوال المواسم الماضية، إلا أن غوارديولا نجح في الحفاظ على الرغبة في تحقيق المزيد عند لاعبيه، كما نجح في خلق روح الوحدة عند اللاعبين للقتال من أجل الفريق وحسب.