كريتر نت / اليوم الثامن
تخطط الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث لعقد جولة مشاورات جديدة يفترض أن تكرس لمناقشة خطة الحل السياسي الشامل لكنها تواجه بتعنت الميليشيا التي أعاقت تحقيق أي تقدم في الملفات التي اتفق عليها خلال مشاورات استوكهولم.
وإذا كان من المنتظر أن تبدأ اليوم الأحد المرحلة الأولى لإعادة انتشار القوات من موانئ ومدينة الحديدة بعد تأخير نحو شهرين فإن ملفات أخرى لا تزال عالقة، وخاصة المرحلة الثانية من إعادة الانتشار وتسليم الموانئ والمدينة للسلطة الشرعية وملف الأسرى والمعتقلين وملف الممرات في تعز.
تفويض
وحرصاً من الشرعية على تحقيق أي تقدم في تنفيذ اتفاق استوكهولم فقد فوضت المبعوث الدولي بالتحقق من هوية القوات التي سوف تتسلم ميناءي الصليف وراس عيسى والتحقق من تدمير الألغام التي اجبرت الميليشيا على نزعها من محيط الميناءين ومن خطوط التماس والطريق الذي تمر منه قوافل الإغاثة الإنسانية إلى مناطق سيطرة قوات الشرعية.
وزيادة في تسهيل إنجاح المهمة الأممية وافقت الحكومة الشرعية على تنفيذ المرحلة من اتفاق إعادة الانتشار قبل الاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية التي تشمل ميناء ومدينة الحديدة، وقبلت بالتعهدات التي قطعها المبعوث الدولي وقائد فريق المراقبين الدوليين في الحديدة الجنرال مايكل لوليسغارد، على أمل أن تتم العملية خلال الوقت المتبقي من الشهر الجاري، لكن الميليشيا التي تتعامل بلا مسؤولية مع المأساة الإنسانية التي تسببت بها لا تزال تختلق العراقيل وتضع العقبات أمام أي تقدم يمكن حدوثه.
التعاون
وفي ملف الأسرى والمعتقلين قدّم ممثلو الشرعية كل أشكال التعاون الممكنة مع مكتب المبعوث الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر وقدموا كل البيانات التي بحوزتهم عن أسرى الميليشيا، لكن هذه الميليشيا التي أخذت الصحفيين والناشطين والسياسيين رهائن لمقايضتهم بأسراها لا تزال ترفض تنفيذ الاتفاق الذي أبرم على قاعدة الكل مقابل الكل، وذهبت نحو اقتراح الإفراج الجزئي عن بعض المعتقلين فقط، كما سارعت بإحالة عشرة صحفيين مختطفين منذ أربعة أعوام إلى محكمة متخصصة بالإرهاب ووجهت لهم تهماً تصل عقوبتها إلى الإعدام.
لا جولة ثانية
وإذا كانت الشرعية المدعومة بالتحالف عسكرياً وسياسياً قد قدمت كل هذه التنازلات في سبيل إنجاح مهمة المبعوث الدولي وتقديراً للأوضاع الإنسانية المأساوية لملايين اليمنيين في مناطق سيطرة الميليشيا، إلا أنها كانت حاسمة في مسألة الذهاب نحو اتفاقات جديدة قبل تنفيذ الاتفاقات السابقة، وهو ما أكده الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال اللقاء الذي جمعه قبل أيام مع المبعوث الدولي وفق ما أكده لـ«البيان» مسؤول يمني رفيع، وقال: الرئيس أبلغ غريفيث باستحالة القبول بالذهاب إلى جولة مشاورات جديدة قبل استكمال تنفيذ ميليشيا الحوثي اتفاق استوكهولم، وخاصة ما يخص الحديدة.
ووفق ما قاله المسؤول اليمني فإن المبعوث الدولي اقترح عقد الجولة المقبلة من المشاورات في نهاية شهر مارس المقبل، والتي ستناقش موضوع الحل السياسي الشامل، واقترح أن تعقد هذه الجولة إما في ألمانيا أو سويسرا أو فرنسا، لكن الرئاسة اليمنية أبلغته أن أي نقاش في هذا الأمر لن يكون ممكناً قبل تنفيذ الاتفاق في الحديدة .
وإلى حين تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة لا تظهر مواقف الميليشيا أنها مستعدة للعمل من أجل السلام بقدر حرصها على أن تكون المشاورات مكاناً لشرعنة انقلابها.
تأمين
تجديداً لالتزامها بالسلام قامت القوات المشتركة في الحديدة بنزع وتدمير عشرة آلاف لغم وعبوة ناسفة تم انتزاعها خلال اليومين الماضيين من مدينة الحديدة ومداخلها كانت ميليشيا الحوثي قد زرعتها قبل طردها من هذه المناطق، وبهدف تأمين ممرات القوافل الإنسانية التي يفترض أن تبدأ خلال الأيام المقبلة بنقل المخزون الضخم من القمح من مطاحن البحر الأحمر إلى مختلف محافظات البلاد، والذي يغطي احتياجات أربعة ملايين شخص من المحتاجين للمساعدات الإنسانية بسبب الحرب التي فجّرتها ميليشيا الحوثي.