غادة جابر
نرجع بذاكرتنا الحاضرة، المعاصرة، إلى 2 يوليو لعام 2013، والتى لم يمضى عليها سوى عشر سنوات، شاهدنا جميعنا عشر سنوات فارقة، فى التاريخ المعاصر، نرصد ونحصد يومياً بمعنى كلمة يومياً، حصاد ثورة الثلاثين من يونيو ” 30 يونيو ” من التنمية والتغيير للأفضل نحو ” جمهورية جديدة “، ولا نلاحق عليها كتابةً أو حديثاً، ولكن دعنا نتحدث هنا فى سطور عن طبيعة الإخوان.
هذه الجماعة الإرهابية، التى سعت وعلى مدار أكثر من ثمانون عاماً، جاهدة بكل السبل للوصول إلى سدة الحكم فى مصر، نحن نعلم طبيعة هذه الجماعة، وكيف تكونت، ومن أين أتت بمصادر تمويلها، منذ عام 1928، وهى فى حضن المحتل، فى محاولة لاغتصاب الهوية المصرية، التى لم يستطع الاحتلال النيل منها، على مدار عدة عقود، فما كان السبيل لهم، إلا الحديث مع الجانب الفطرى، للشعب المصرى، فهو شعب متدين بطبعه، كما وصف هيرودوت، الفيلسوف والمؤرخ، أن المصريين أشد الشعوب تديناً، وكانت بذرة الإخوان من الإسماعيلية، هذا التنظيم الذى أخذ فى التمدد والتشعب، كالعنكبوت من أجل النيل من الهوية المصرية، وطمث الوطنية، ولكن من يعلم هذا؟ من حاول البحث والقراءة عن تاريخ الإخوان ؟ الإجابة قلائل. وإن تخطى عددهم مئات الألاف فهم قلائل أمام ملايين من الشعب، الذى لا يكترث بقصد الإخوان الخسيس، فهم يتحدثون عفواً أقصد يتشدقون بالدين، ويخفون الهدف الحقيقى، وهو العنف والقتل والتشدد من أجل الباطل والهوى، ولا نذهب بعيداً، أو إلى عالم مليء بالخيالات، بل نتحدث بالحقيقة، وبالمصادر، فهناك من خرج عن تنظيم الإخوان الإرهابى، وراح يسطر قصته وحقيقة ما وصل إليه بعد انضمامه إليهم، فى كتب موثقة ومنشورة، كتبت بأقلام أعضاء سابقين بالتنظيم الإرهابى.
فلنبدأ من كتاب الدكتور عبد الستار المليجى، ” تجربتى مع الإخوان من الدعوة إلى التنظيم ” فهو أحد رواد جيل الوسط فى الجماعة، فكان انضمامه للتنظيم عام 1975، فى العشرينيات من عمره، فرأى كذباً وتملق مفرط بينهم على مدار أعوام، فسطر تجربته فى كتابه، وسطر أيضاً فى كتابه “اختطاف ثورة آخر العمليات الفاشلة للتنظيم السرى” يحكى عن محاولة سرقة الإخوان لمكتسبات أحداث يناير، وكتب ” أسامة درة ” ” من داخل الإخوان أتكلم “،” من الإخوان إلى ميدان التحرير”، فانتقد التنظيم من الداخل، وكان يخاطب الشريحة الأكبر فى مصر وهى الشباب، وغيرهم كثيرون، على سبيل المثال وليس الحصر ” إخوانى خارج الصندوق، لأحمد العجوز “، حكايتى مع الإخوان، انتصار عبد المنعم، وتطرقت لعالم النساء داخل الجماعة “، ” النقط فوق الحروف، لأحمد عادل كمال ” فأوضح أن السلاح هو السبيل الأول لنشر أفكارهم، وما كان السلاح والدم، إلا سبيلاً لنهايتهم، وسطروا نهايتهم محفورة بالدماء، فى مذبحة بين السرايات، فى 2 يوليو 2013، بعد اندلاع ثورة 30 يونيو، وكشف مخططاتهم الواهية للشعب المصرى، وخروجهم ضد حكم المرشد، فكان رد فعلهم، بما تخفيه صدورهم، عنف وقتل ودماء، عقب المشهد المهيب لثورة الشعب فى 30 يونيو، استعدت جماعة الإخوان الإرهابية، ما اعتادوا عليه، ” الشرعية بالدم”، وكانت تلك شارة الانطلاق، من مرسى لأنصاره، خلال خطابه الأخير، فى 2 يوليو2013، دفاعاً عن شرعيته المهترئة، أمام زحف ملايين المصريين، فى الميادين، فكان البدء بالقتل، فى منطقة بين السرايات، المجاورة لاعتصام النهضة الإرهابى، أتجهوا الإخوان بالأسلحة النارية والبيضاء، للانتقام من المواطنين الأبرياء العزل، فى مشهد دموى، تحولت فيه المنطقة، إلى ساحة قتال برائحة الدم، كانت أحداث عنيفة رداً على التظاهرات الحاشدة التى خرجت فى أنحاء الجمهورية، تطالب برحيل مرسى وسقوط حكم المرشد، أستمر القتال لأكثر من 9 ساعات، قتل نحو 22 شخصاً بريئاً، نحتسبهم شهداء، وأصيب نحو 270 أخرين، من بينهم الشهيد ساطع النعمانى، نائب مأمور قسم بولاق الدكرور، الذى أصيب بطلق نارى، توفى على أثرها بعد رحلة علاج.
وكانت ساحة قتال بين السرايات التى أقامتها الجماعة الإرهابية، بداية أفعالهم الحقيقية، وأراد الله أن تكون بين البسطاء، ليكونوا شهوداً، على هذه الجماعة الإرهابية التى، تتفوه بالدين، بأفعال كاذبة لا علاقة لها إلا بالإرهاب والقتل والعنف والذعر، دائماً مصر فى أمان إلى يوم الدين، ولو كانوا خيراً لنا لبقوا، لكن إرادة الله وإرادة شعب مصر، وجيشه، وشرطته، وكل مؤسساته، أقوى من أى مخطط لسرقة هذا الوطن وطمث هويته، فخورة بمصريتى.
نقلاً عن “اليوم السابع”