كريتر نت – متابعات
أجبرت عنصرية مليشيات الحوثي رئيس حكومة الانقلاب بها في صنعاء إلى تقديم طلب لإعفائه من منصبه، على خلفية مصادرة صلاحياته.
وعلمت “العين الإخبارية” من مصادر خاصة في صنعاء أن رئيس حكومة الانقلاب عبدالعزيز بن حبتور، طلب من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي إعفاءه من منصبه وتعيين رئيس جديد للحكومة غير المعترف بها دوليا.
إهانات متكررة
وكشفت المصادر عن أن القيادي المتحدر من جنوب اليمن أرجع رغبته في مغادرة منصبه خلال طلب أرسله إلى عبدالملك الحوثي، إلى ظروفه الصحية، وذلك عبر رسالة سلمها للقيادي الحوثي النافذ أحمد حامد، الذراع الطولى لزعيم المليشيات في صنعاء.
وتقول المصادر إن بن حبتور الذي يرأس حكومة الانقلاب غير المعترف بها منذ 2016، تعرض لإهانات متكررة مؤخرا، من قبل قيادات حوثية وصلت حد مطالبته بالانخراط في معسكر لتلقين طائفي مع عدد من وزراء حكومته، ضمن نشاطات تطلق عليها المليشيات “دورات ثقافية” .
وأشارت المصادر إلى أن المليشيات نصبت أحد قياداتها الطائفية “مرشدا دينيا”، ليتولى تقديم دروس طائفية لرئيس حكومة الحوثيين، خلال لقاءاته التي تتم مع مسؤولين حكوميين، بما في ذلك عند اجتماع أعضاء حكومة الانقلاب.
رد قاسٍ
وحسب المصادر فإن بن حبتور تقدم بطلب للإفراج عن 130 مختطفا من أبناء المحافظات الجنوبية في سجون مليشيات الحوثي، ولم يتم التعاطي مع الطلب الذي كرره بن حبتور نحو ثلاث مرات منذ إطلاق القيادي الجنوبي البارز اللواء فيصل رجب من سجون الحوثي قبل شهرين.
ووفقا للمصادر فإن مليشيات الحوثي تعتقل المئات من أبناء المحافظات الجنوبية منهم، تم اختطافهم وهم في طريقهم إلى صنعاء لتلقي العلاج، أو زيارة أقاربهم وتم الزج بهم في معتقلات حوثية بمحافظات “صنعاء” و”تعز” و”إب”.
وقالت المصادر إن القيادي الحوثي النافذ أحمد حامد؛ المعين مديرا لمكتب رئاسة المجلس السياسي الأعلى، رد على رئيس حكومة الانقلاب بأن الإفراج عن المعتقلين مهمة جهاز الأمن والمخابرات، وهو وحده من يقرر ذلك، وفقا لتقييم حالة كل معتقل وملفه وليس هناك مجال للتوسط لأي معتقل حتى وإن كان جنوبيا.
وأشارت المصادر إلى أن بن حبتور تلقى ردا قاسيا من أحمد حامد، وهو ما دفعه لمطالبة زعيم المليشيات بإعفائه من منصبه، وأن هذا الرد وصل إلى بن حبتور عبر قيادي في المجلس السياسي الأعلى للانقلاب.
وذكرت المصادر أن القيادي الحوثي أحمد حامد تهكم على رئيس حكومة الانقلاب، بقوله إنه “يكفيه أنه يوقع شيكات صرف مرتبات الموظفين”، في إشارة إلى نصف الراتب الذي تصرفه المليشيات لموظفي الدولة في مناطق سيطرتها كل 6 أو 8 أشهر.
مصادرة الصلاحيات
المصادر نفسها قالت لـ”العين الإخبارية”، إن رئيس حكومة الانقلاب بن حبتور بات مجردا من كل صلاحياته، بما فيها صلاحيات شكلية كان يتمتع بها، وهو ما دفعه إلى طلب إعفائه من منصبه.
وتتمسك المليشيات ببن حبتور رئيسا لحكومتها غير الشرعية في صنعاء، لأنه ينتمي إلى المحافظات الجنوبية، في محاولة مفضوحة لتسويق وهم إعطاء الجنوبيين مساحة في دوائر حكمها.
وتؤكد إهانة مليشيات الحوثي للقيادي بن حبتور المتحدر من جنوب اليمن على أن المليشيات تمارس عنصرية ومناطقية سافرة ضد كل المحافظات؛ بما فيها الجنوبية، بينما يحتكر قادة المتمردين المنحدرين من محافظة صعدة كل النفوذ والمناصب والامتيازات، وفقا مراقبين.
وكانت مليشيات الحوثي استبعدت بن حبتور من أي مشاركة في المشاورات الخاصة بالسلام، إلى جانب شركائها الصوريين، في وقت يتحكم قادتها المنتمون إلى صعدة في كل القرارات، ويستأثرون بالمناصب الأكثر أهمية ويستحوذون على معظم الموارد المالية.
ونصبت مليشيات الحوثي بن حبتور رئيسا لحكومة ما يسمى “حكومة الإنقاذ الوطني” في أكتوبر/تشرين الأول 2016، وذلك نظير ما قام به من أدوار خلال توليه مهام منصب محافظ عدن.
وعبدالعزيز بن حبتور هو من مواليد العام 1955 في قرية غرير في مديرية الروضة التابعة لمحافظة شبوة (جنوب)، تدرج في العديد من المناصب الحكومية والحزبية، منها رئاسة جامعة عدن، ومحافظ عدن، قبل أن ينقلب الحوثيون ويتم تعيينه رئيسا لحكومة الانقلاب وظل منصبا صوريا منذ 2016.