كريتر نت – متابعات
قالت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، إن تمرد عناصر مجموعة فاغنر كان سيكون نوويا، لافتة إلى أنهم كانوا على وشك دخول قاعدة نووية روسية لسرقة أسلحة منها بحجم حقيبة ظهر لاستخدامها كورقة ضغط.
وبينما كانت القوة الرئيسية للمجموعة، التي يقودها مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، في طريقها نحو موسكو لمحاربة قادة وزارة الدفاع الروسية، في 24 يونيو/حزيران، توجهت مجموعة أصغر باتجاه الشرق نحو قاعدة عسكرية محصنة، وفقا للصحيفة.
كان هدف هذه المجموعة اقتحام قاعدة فورونيج-45، التي تخضع لحراسة مشددة لاحتوائها على مخزن قنابل نووية صغيرة تعود إلى الحقبة السوفياتية يمكن حملها في حقيبة ظهر، لكنهم لم يتمكنوا من الحصول على الأسلحة النووية، لأن “أبواب المخزن كانت مغلقة، ولم يتمكنوا من دخول القسم الفني”، بحسب كيريلو بودانوف، رئيس مديرية استخبارات الدفاع الأوكرانية.
ولم يذكر المسؤول الأوكراني سبب مغادرة مقاتلي بريغوجين القاعدة النووية دون محاولة شق طريقهم إلى الداخل.
وأكد مصدر مقرب من الكرملين على صلة بالجيش الروسي أجزاء من رواية بودانوف، قائلا إن مقاتلي فاغنر “تمكنوا من الوصول إلى منطقة ذات أهمية خاصة، ونتيجة لذلك غضب الأمريكيون بسبب تخزين الذخائر النووية هناك”.
لكن رواية بودانوف بشأن توجه مقاتلي فاغنر الجانبية إلى قاعدة فورونيج-45، كانت موضع شكوك لدى المسؤولين الأمريكيين وأصروا على أن الترسانة النووية الروسية لم تكن أبداً في خطر خلال التمرد القصير.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، آدم هودج: “نحن غير قادرين على تأكيد هذا التقرير. لا توجد دلائل على تعرض الأسلحة أو المواد النووية للخطر مطلقا”.
وأشار تقرير لوكالة رويترز إلى أنه في الوقت الذي كانت قافلة تضم عددا من الأسلحة الثقيلة تتحرك على طول الطريق السريع M-4 باتجاه موسكو، توجهت مجموعة أصغر شرقا، واشتبكت مع الجيش الروسي في أول قرية وصلت إليها، وفقا لمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
استخدمت رويترز لقطات ومقاطع فيديو نشرت على الإنترنت من قبل السكان، لتتبع تقدم فرقة فاغنر الأصغر إلى بلدة تالوفايا، التي تبعد حوالي 70 ميلاً من قاعدة فورونيج-45، وهي واحدة من 12 “مرفق تخزين على المستوى الوطني للأسلحة النووية في روسيا”، تتبع المديرية الرئيسية الثانية عشرة بوزارة الدفاع الروسية.
وأظهر مقطع فيديو، نشره أحد السكان، 75 مركبة على الأقل في قافلة على حافة تالوفايا، بينها 5 ناقلات جند مدرعة، و2 سيارة إسعاف، وقطعة مدفعية خلف شاحنة.
وفي تالوفايا، هاجمت القوات الروسية مقاتلي فاغنر، الذين ردوا بإطلاق النار وأسقطوا مروحية عسكرية، ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها.
وقالت رويترز، إنه بمجرد وصول القافلة إلى مزيد من المناطق الريفية، لم يتمكن أحد من تحديد المكان الذي ستتوجه إليه بعد ذلك، لكن أحد السكان المحليين قال إن قافلة فاغنر لم تتقدم، وفي اليوم التالي -بعد إعلان الهدنة- استدار المقاتلون وعادوا أدراجهم.
القنابل النووية التي يمكن حملها في حقيبة ظهر إحدى بقايا حقبة الحرب الباردة التي وافقت الولايات المتحدة وروسيا على إزالتها من ترساناتيهما منذ أكثر من 30 عاما، لكن العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين في مجال منع الانتشار النووي أثاروا شكوكاً حول وفاء روسيا بوعودها في التخلص من هذه القنابل، وفق الصحيفة.
وتؤكد إيمي وولف، المتخصصة في الأسلحة النووية، أنه حتى وإن كانت الأسلحة النووية المحمولة لا تزال موجودة، فمن غير المرجح أن تكون في حالة جيدة، لأنها تتحلل بمرور الوقت وتتطلب صيانة.
قالت: “من المحتمل أنه لا يزال هناك بعض القمامة القديمة مخزنة في مكان ما. لكن هل تعمل؟ بالتأكيد لا”.