كريتر نت / الصحة النفسية
إذا كنت تعاني من حالة إنكار، فإنك تحاول حماية نفسك عن طريق رفض قبول حقيقة حدوث شيء ما في حياتك.
في بعض الحالات، قد يكون الإنكار الأولي قصير المدى أمرًا جيدًا، حيث يمنحك الوقت للتكيف مع مشكلة مؤلمة أو صعبة، وقد يكون أيضًا نذيرًا لإجراء نوع من التغيير في حياتك.
إلا أن الإنكار له جانب مظلم، إذ يمكن للإنكار لفترة طويلة جدًا أن يمنعك من التعامل مع المشكلات التي تتطلب اتخاذ إجراءات، مثل أزمة صحية أو وضع مالي، لذا مهم أن نعرف متى يمكن أن يكون الإنكار مفيدًا؟ ومتى يمكن أن يكون عائقًا؟.
* فهم الإنكار والغرض منه
يعتبر رفض الاعتراف بأن هناك شيئًا ما خطأ وسيلة للتعامل مع الإجهاد والصراع العاطفي والأفكار المؤلمة والمعلومات المهددة والقلق.
قد تنتابك حالة من الإنكار بشأن أي شيء تجعلك تشعر بالضعف أو تهدد شعورك بالقدرة على التحكم، مثل المرض أو الإدمان أو المشاكل المالية أو العلاقات المضطربة.
قد تنتابك حالة من الإنكار بشأن شيء ما يحدث لك أو لشخصٍ آخر، وعندما تكون في حالة إنكار، فإنك:
– ترفض الاعتراف بمشكلة أو وضع ما يمثل ضغطًا نفسيًا عليك.
– تتجنب مواجهة حقائق الوضع.
– تتهاون بالآثار المترتبة على الوضع.
* متى يمكن أن تكون حالة الإنكار مفيدة؟
قد يبدو رفض مواجهة الحقائق أمرًا غير صحي، ومع ذلك، قد يكون الإنكار لفترة قصيرة في بعض الأحيان أمرًا مفيدًا، فحالة الإنكار تمنح لعقلك الفرصة لاستيعاب المعلومات الصادمة أو المفجعة على نحو فاقد للوعي بوتيرة لا تؤدي بك إلى حالة من الفوضى النفسية.
على سبيل المثال، بعد التعرض لحدث أليم، قد تحتاج إلى عدة أيام أو أسابيع لمعالجة ما حدث والتطرق إلى التفكير في التحديات المقبلة، تخيل ما قد يحدث إذا شعرت بغصة في حلقك، قد تشعر بفورة من الخوف وزيادة الأدرينالين، تتخيل أن الألم سببه سرطان، لذلك تتجاهل الصدمة، على أمل أن تزول من تلقاء نفسها، ولكن عندما تستمر الصدمة لمدة أسبوع، فإن عليك استشارة الطبيب.
يعتبر هذا النوع من الإنكار استجابة مفيدة للمعلومات التي تسبب ضغطًا نفسيًا، في البداية تنكر المشكلة المفجعة، ومع ذلك، عندما يستوعب عقلك المشكلة، تكون قد أدركتها بطريقة أكثر عقلانية واتخذت الإجراءات عن طريق طلب المساعدة.
* متى يمكن أن تكون حالة الإنكار ضارة؟
لكن ماذا لو استمررت في إنكار الصدمة؟ ماذا لو لم تطلب أبدًا المساعدة؟ إذا استمر الإنكار بحيث منعك عن اتخاذ الإجراءات المناسبة، مثل استشارة الطبيب، فإن هذه تعتبر استجابة ضارة.
– أمثلة التالية للإنكار غير الصحي
1. طالب جامعي يشاهد إطلاق نار عنيفا لكنه يدعي أنه لن يصاب به.
2. زوجة رجل مسن في مرحلة نهاية الحياة ترفض مناقشة توجيهات الرعاية الصحية والوصايا، وتصر على أن حالتها الصحية تتحسن.
3. مسؤول يفوته اجتماع الصباح بشكل دوري بعد الإسراف في شرب الكحوليات في الليلة السابقة، ولكنه يصر على أنه لا توجد أي مشكلة طالما يتم القيام بالعمل.
4. زوجان يستدينان بالكثير من الديون على بطاقات الائتمان، ويرميان الفواتير لأنهما لا يستطيعان تحمل فتحها.
5. والدا ابنة صغيرة تدمن المخدرات يستمران في إعطائها الأموال لشراء الملابس.
في مثل هذه الحالات، قد يمنعك الإنكار أو يمنع المقرب لديك من طلب المساعدة، مثل العلاج أو المشورة، أو التعامل مع المشاكل التي يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة، والتي تنطوي على عواقب مدمرة على المدى الطويل.
* تجاوز حالة الإنكار
عندما تواجه تحولا هائلا في الأحداث، لا بأس من أن تقول: كل ما هنالك أنني لا أستطيع التفكير في كل هذا الآن، وأحتاج إلى وقت لتخطي ما حدث والتكيف مع الظروف الجديدة، ولكن من الأهمية بمكان أن تدرك أن الإنكار يجب أن يكون مجرد إجراء مؤقت، وأنه لن يغير من حقيقة الوضع.
لا يعد سهلاً دائمًا أن تذكر ما إذا كان الإنكار يعوقك أم لا، ومع ذلك، إذا كنت تعاني من مشكلة أو أشار عليك شخص ما تثق به بأنك في حالة إنكار، فيمكنك أن تجرب الاستراتيجيات التالية:
– قم بتحليل ما تخاف منه بصراحة.
– فكّر في العواقب السلبية المحتملة لعدم اتخاذ إجراء.
– اسمح لنفسك بالتعبير عن مخاوفك وعواطفك.
– جرب تحديد الأفكار غير العقلانية عن حالتك.
– سجل تجربتك.
– تحدث مع صديق مقرب أو شخص تحبه بشكل فضفاض.
– انضم لإحدى مجموعات الدعم.
إذا لم تتمكن من إحراز تقدم في التعامل مع الوضع الذي يمثل لك ضغطًا نفسيًا، وإذا وجدت أنك لا تستطيع تجاوز مرحلة الإنكار، ففكر في التحدث إلى مقدم خدمات الصحة النفسية. يمكن لمقدم خدمات الصحة النفسية أن يساعدك على التوصل إلى طرق صحية للتكيف مع الوضع بدلاً من محاولة التظاهر بأنه لا وجود له.
* عندما يحتاج المقرب لديك إلى مساعدة لتجاوز مرحلة الإنكار
قد تجد أنه لشيء محبط عندما يكون شخص مقرب لديك في حالة إنكار بشأن مسألة هامة، ولكن قبل أن تطالب المقرب لديك بأن يواجه الحقائق، خذ خطوة إلى الوراء، حاول تحديد ما إذا كان الشخص يحتاج فقط إلى القليل من الوقت لتخطي المشكلة أم لا.
في الوقت نفسه، دع الشخص يعرف أنك متقبل الحديث عن هذا الموضوع، حتى لو لم يكن مريحًا بالنسبة لكلاكما، في نهاية المطاف، قد يعطي هذا للمقرب لديك الأمان الذي يحتاج إليه للمضي قدمًا.
إذا كان المقرب لديك في حالة إنكار بشأن مسألة صحية خطيرة، مثل الاكتئاب أو السرطان أو الإدمان، فقد ينطوي التطرق إلى المسألة على صعوبة خاصة، استمع إليه وقدِّم الدعم، لا تحاول إجبار شخص ما على طلب العلاج، فقد يؤدي هذا إلى مواجهات غاضبة، اعرض عليه أن تذهبا معًا لزيارة طبيب أو مقدم خدمات الصحة النفسية.