كريتر نت – متابعات
تستضيف أستراليا ونيوزيلندا مناصفة، النسخة رقم 9 من كأس العالم للسيدات، خلال الفترة بين العشرين من يوليو والعشرين من أغسطس 2023، بمشاركة 32 منتخبا لأول مرة في تاريخ البطولة التي انطلقت عام 1991. وبعد دخولهن تاريخ كرة القدم العربية في القارة السمراء باعتبارهن أول منتخب يبلغ نهائيات كأس العالم، تمني سيدات المغرب النفس بترك بصمة تاريخية بالنسبة لكرة القدم العربية في العرس العالمي المقرّر في أستراليا ونيوزيلندا.
وتنطلق أوّل نسخة بمشاركة 32 منتخبا لمونديال السيدات في كرة القدم، في العشرين من يوليو في أستراليا ونيوزيلندا، حيث تهدف سيدات المغرب إلى ترك بصمة تاريخية باعتبارهن أول منتخب عربي يصل إلى نهائيات المونديال. وتدخل لبؤات الأطلس نهائيات كأس العالم وهدفهن تشريف الكرة المغربية والعربية في أول مشاركة في المونديال.
تضم المجموعة الرابعة منتخبات ألمانيا والمغرب وكولومبيا وكوريا الجنوبية، ويمكن استعراض إمكانيات كل منها على النحو التالي: المنتخب الألماني: بتشكيلته المنسجمة، وتحقيقه لوصافة بطولة أمم أوروبا 2022، يطمح منتخب المانشافت لتكرار إنجاز 2003 و2007 عندما توج خلالهما بطلا للعالم، خصوصا بعد أن عززت النتائج التي حققها خلال آخر 5 مباريات طموحاته، حيث لم يذق طعم الهزيمة سوى أمام زامبيا وديا.
الكثير من الإنجازات
في المقابل صنع المغرب، ثاني أفضل منتخب في أفريقيا، الكثير من الإنجازات، آخرها تسجيل أول ظهور عربي في المونديال. وبمتابعة كتيبة المدرب رينالد بيدروس، نجد أنه نجح في الموازنة بين قوة الدفاع وفعالية الهجوم، ففي أمم أفريقيا سجل المنتخب 9 أهداف، فيما استقبل 5 أهداف، منها هدف واحد فقط في دور المجموعات.
أن تُتوج بلقب هدافة الدوري المحلي لخمسة مواسم منذ 2014 وأن تحرز جائزة أفضل لاعبة في كأس الأمم الأفريقية عام 2022 بعد قيادة منتخب بلادها إلى الوصافة، فهذا يروي الكثير عن غزلان الشباك التي تحوّلت من فتاة صغيرة تلعب مع فتيان الحي إلى ركيزة المنتخب المغربي لكرة القدم للسيدات.
كانت الشبّاك “الفتاة الوحيدة التي تلعب مع الأولاد في الحي. كان ذلك غريبا في مجتمعنا المغربي الذكوري الذي يزداد استغرابه عندما يراك تمارسين رياضة تصلح في ظنه للرجال فحسب”، هذا ما نقله عنها موقع “تاجة سبور” الرياضي، المتخصّص بالرياضة النسائية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، عن قائدة المنتخب المغربي البالغة 32 عاما. وبعد إنجاز الصيف الماضي وقيادتها المغرب إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية لأول مرة في تاريخه، تمني الشباك النفس بالبناء على ما تحقق في 2022 من أجل الذهاب بعيدا في أول مشاركة لبلادها في مونديال السيدات الذي تستضيفه أستراليا ونيوزيلندا من العشرين من يوليو حتى العشرين من أغسطس.
كانت موهبة غزلان جلية منذ نعومة أظفارها وقد لاحظ ذلك والدها الراحل العربي الذي ارتدى قميص المنتخب المغربي بين 1972 و1975، ما دفعه إلى تشجيعها والسماح لها بمزاولة اللعبة مع فتيان الحي في أزقة الدار البيضاء رغم المجتمع المحافظ. وتستذكر غزلان ذلك بالقول “كان أبي يدعمني بقوّة منذ صغري. كان يرى فيّ اللاعبة الموهوبة التي تصلح لأن تكون لاعبة كرة قدم في المستقبل”.
كشفت لموقع “تاجة سبور” أن “أبي بحث عن فريق نسائي قريب من مقرّ سكننا يضمني إلى صفوفه، ثم كانت الوجهة فريق دفاع عين السبع بالدار البيضاء” الذي لم يكن يملك فريقا نسائيا، إلا أن مهارتها وموهبتها دفعا مدرب الفريق إلى السماح لها باللعب مع الفتيان كي يزداد مستوى المنافسة عندها. ورأت أن “اللعب مع الفتيان مكنني من تعميق فهمي لكرة القدم. لقد استطعت استيعاب دور اللاعب في الفريق وأثناء المباريات، وكيف يمكن له أن يلعب بطريقة جيدة في مختلف المراكز داخل الملعب”.
انضمّت الشباك بعدها إلى نادي الرشاد البرنوصي حيث هناك فريق نسائي و”كنت سعيدة حين لمحت لاعبات كرة قدم أخيرا، وازداد منسوب سعادتي لما علمت بأن هناك فرقا نسائية أخرى سنواجهها وسنلعب أمامها”.
ومن هناك، انطلق كل شيء بالنسبة لغزلان التي التحقت بالجيش الملكي عام 2012 في طريقها إلى المساهمة في هيمنته على لقب الدوري المحلي الذي أحرزه 10 مرات منذ وصولها، إضافة إلى الفوز بالكأس المحلية 9 مرات وإحراز مسابقة دوري أبطال أفريقيا عام 2022 بعدما وصلت معه إلى النهائي قبلها بعام.
والآن، تمنّي الشباك النفس بأن يسير منتخب السيدات على خطى منتخب الرجال الذي فاجأ العالم نهاية العام المنقضي، حين بات أول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم. وعلّقت الشباك على هذا الإنجاز في مقابلة أجرتها مؤخرا مع موقع الاتحاد الدولي (فيفا) “لن ننسى أبدا كأس العالم في قطر. كان الجميع في المنزل يراقبونهم من الأجيال الأكبر سنا من الرجال والنساء إلى الأطفال الصغار، لقد جعلوا كل المغاربة سعداء بما فعلوه. لقد وصلوا إلى نقطة لم يتوقعها أحد، لقد ألهمونا لمحاولة القيام بما فعلوه والذهاب بعيدا في البطولة”.
وأضافت “فريق الرجال أظهر لنا أن لا شيء مستحيلا إذا قاتلت من أجله وظللت مركزا. كمجموعة، لدينا جميعا الهدف نفسه ونحن كعائلة واحدة كبيرة، وهذا أهم شيء في أي فريق. علاقتنا خارج الملعب رائعة وهذا يساعدنا داخله أيضا. سوف نقاتل من أجل بعضنا البعض. لقد وقعنا في مجموعة صعبة في كأس العالم لكن يمكنك التغلب على أي فريق بالعمل الجاد”. ويلعب المغرب ضمن المجموعة الثامنة بجانب ألمانيا وكولومبيا وكوريا الجنوبية. بالنسبة لابنة الـ32 عاما فإن “اللعب في كأس العالم يمنحني شعورا بالفخر وأيضا بالمسؤولية. سأبذل كل ما لدي للمساعدة في جعل كرة القدم المغربية فخورة”.
شكل مميز
من جانبه ظهر منتخب كولومبيا مؤخرا بشكل مميز، خصوصا عندما استضاف كوبا أميركا للسيدات 2022، والتي شكلت تحديا كبيرا للاعبات اللواتي بلغن المباراة النهائية، وأثبتن أنهن مؤهلات للمنافسة في ثالث مشاركة مونديالية، بعد أن غبن عن النسخة الماضية. ونجح المدرب الجديد لمحاربات التايغوك (منتخب كوريا الجنوبية) في تحسين الأداء، بما يكفي للظهور بشكل أفضل في مونديال 2023، بعد الظهور المخيب في نسخة 2019، والتي خرجن فيها من دور المجموعات محملات بـ3 هزائم، حيث بلغن نهائي كأس آسيا وكنّ ندا قويا أمام الصينيات. لذلك، لن تخوض الكوريات نزهة في أستراليا ونيوزيلندا، بل سيبحثن عن المنافسة وتحقيق الإنجاز.
تضم المجموعة الثالثة منتخبات إسبانيا وكوستاريكا وزامبيا واليابان، ويمكن استعراض إمكانيات كل منها على النحو التالي.. إسبانيا: تقدم مستوى منتخب الماتادور كثيرا منذ مشاركته الأولى في مونديال 2015، إلا أنه سيكون أمام عدة عقبات خلال النسخة الجديدة من البطولة، إذا أراد بلوغ أدوار متقدمة.
ويكمن ذلك في أزمة الـ15 لاعبة اللواتي أعلنّ قرارا مشتركا بالاعتزال دوليا، ما يعني أن التشكيل سيكون مختلفا تماما عن ذلك الذي خاض منافسات التأهل القارية. بدوره يخوض منتخب كوستاريكا مغامرته الثانية في كأس العالم بفضل مشروع مخطط له بعناية، يعتمد على لاعبات ذائعات الصيت دوليا، على غرار راكيل سيدينيو أفضل هدافة في تاريخ منتخب بلادها (55 هدفا خلال 100 مباراة دولية). لذلك، تسعى كتيبة المدربة لاس تيكاس إلى بلوغ ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخها. سجلت زامبيا “الطلقات النحاسية” ظهورا مشرفا مؤخرا، ففي كأس الأمم تلقت 3 أهداف خلال 6 مباريات، وفي بطولة سيدات مجلس اتحادات جنوب القارة توجت باللقب، بعد الحفاظ على الشباك نظيفة في 5 لقاءات. وتمثل تلك النتائج عامل تشجيع، ودليلا على اكتشاف خلطة النجاح التي تمكّن سيدات زامبيا من مزاحمة الكبار. ورغم الإقصاء من دور الـ16 في نسخة 2019 إثر الهزيمة أمام هولندا، يدخل منتخب اليابان المونديال على ذكرى التتويج بنسخة 2011، بعد مباراة ماراثونية مع منتخب أميركا حامل اللقب (4 مرات)، ومن خلال نجمات ذوات خبرة لن تكون استعادة اللقب العالمي بعيدة المنال.
لاعبات تحت المجهر
تعتبر لاعبة الوسط المهاجمة أليكسيا بوتياس (إسبانيا) البالغة 29 عاما من قبل كثيرين أفضل لاعبة بين قريناتها. احتفظت في فبراير بجائزة “أفضل” لاعبة التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لعام 2022، رغم غيابها عن النصف الثاني من العام بسبب إصابة خطيرة في ركبتها.
باتت بوتياس أوّل لاعبة تصل إلى 100 مباراة دولية بقميص منتخب “لا روخا” الذي افتقد لمهارتها الكروية وأهدافها في كأس أوروبا 2022 في الخسارة أمام إنجلترا في الدور ربع النهائي، في طريق منتخب “اللبؤات الثلاث” للفوز باللقب. وطالبت المتوجة بالكرة الذهبية في آخر عامين، إلى جانب العديد من زميلاتها، بإحداث تغييرات جذرية داخل المنتخب، لكنها لم تنضم إلى 15 لاعبة طالبن العام الماضي بعدم استدعائهن على خلفية خلافات جوهرية مع المدرب خورخي فيلدا والاتحاد الإسباني للعبة.
إذا أراد البلد المضيف الذهاب بعيدا في كأس العالم، فسيحتاج إلى أهداف مهاجمة تشيلسي الإنجليزي سام كير (29 عاما). وقطعت قائدة أستراليا خطواتها الدولية الأولى في سن الـ15 عاما فقط ولعبت حتى الآن 120 مباراة بقميص بلادها، بمعدل هدف في كل مباراتين تقريبا. سجلت خمسة أهداف في كأس العالم 2019. أرقامها مثيرة للإعجاب في تشيلسي، حيث سجلت 29 هدفا في 38 مباراة الموسم المنقضي. ولتأكيد أهمية كير في بلدها فقد أوكل إليها شرف حمل العلم الأسترالي خلال مراسم تتويج الملك تشارلز.
بمتابعة كتيبة المدرب الفرنسي رينالد بيدروس، نجد أنه نجح في الموازنة بين قوة الدفاع وفعالية الهجوم
من ناحية أخرى لا تحتاج ميغان رابينو (الولايات المتحدة) للكثير من التقديم كونها تعتبر اللاعبة الأكثر شهرة في عالم كرة القدم للسيدات. ودافعت عن قميص المنتخب الأميركي في 199 مباراة، سجلت 63 هدفا ومررت 73 كرة حاسمة. فازت بكأس العالم مرتين، وهي تخوض حاليا غمار الدوري الأميركي مع فريق “أو.أل رين” وأعلنت أنها ستعتزل نهاية الموسم. على أرض الملعب، تبدو وكأنها قوّة باهتة في سن الـ38 عاما، لكنها تظل وجه كرة القدم النسائية بالنسبة للجماهير. خارج المستطيل الأخضر، تتحدث رابينو المعلنة عن مثليتها الجنسية في عدد من القضايا التي تتجاوز الرياضة، بما في ذلك الدفاع عن حقوق مجتمع الميم.
تلقت آمال إنجلترا في الفوز بكأس العالم لأول مرّة ضربة قوية مع إصابة العديد من اللاعبات الأساسيات، مما زاد من العبء على لاعبة خط الوسط كيرا والش. انتزع برشلونة والش من مانشستر سيتي مقابل 400 ألف جنيه إسترليني (508 آلاف دولار) في سبتمبر، وهو رقم قياسي عالمي للاعبة كرة قدم. لعبت والش بفضل دقة تمريراتها وقراءتها للعب وقدرتها على استعادة الكرة دورا أساسيا في فوز منتخب بلادها بإشراف المدربة الهولندية سارينا فيغمن بكأس أوروبا على أرضه عام 2022. اختيرت أفضل لاعبة في المباراة النهائية على ملعب ويمبلي والتي انتهت بفوز إنجلترا على ألمانيا 2 – 1 بعد التمديد.
دوّنت النرويجية أدا هيغربرغ اسمها كأول فائزة بجائزة الكرة الذهبية للسيدات في عام 2018. تشتهر بغزارة أهدافها مع فريق ليون الفرنسي. مسيرتها مع المنتخب النرويجي لم تكن رائعة. قررت مغادرة الساحة الدولية في عام 2017، مشيرة إلى مخاوف بشأن عدم المساواة في المعاملة التي يقدمها الاتحاد النرويجي لفرق الرجال والسيدات. عادت عن قرارها العام الماضي. ولاحقت لعنة الإصابات المهاجمة البالغة 27 عاما. لكن عندما تكون في حالة بدنية جيدة، فهي واحدة من أفضل اللاعبات في العالم، حيث يصل معدل تسجيلها إلى أكثر من هدف بقميص ناديها. تتصدر قائمة الهدافات في مسابقة دوري أبطال أوروبا للسيدات برصيد 59 هدفا.