كريتر نت – متابعات
ستنطلق فعاليات النسخة التاسعة من بطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات غدا الخميس بمشاركة 32 منتخبا، وستستضيف أستراليا ونيوزيلندا فعاليات هذه النسخة من 20 يوليو الحالي حتى 20 أغسطس المقبل.
وستكون أستراليا ونيوزيلندا اعتبارا من الخميس على موعد مع بداية التشويق والنسخة الأكثر حماسا وترقبا من مونديال السيدات لكرة القدم، وذلك مع مشاركة 32 منتخبا لأول مرة في النهائيات العالمية التي انطلقت عام 1991. وكالعادة، تبدو الولايات المتحدة المرشحة الأوفر حظا للتتويج بالكأس ودخول التاريخ كأول بلد يتوج باللقب ثلاث مرات متتالية. وصحيح أنها لم تصل حتى الآن إلى مصاف بطولة كأس العالم للرجال، لكن أهميتها تزداد بشكل متسارع مقارنة مع بدايتها المتواضعة عام 1991 حين شارك فيها 12 منتخبا وصولا إلى 24 قبل أربعة أعوام في فرنسا، ثم 32 الآن في النسخة التاسعة التي تستضيفها أستراليا ونيوزيلندا من الخميس 20 يوليو وحتى 20 أغسطس.
ويعكس هذا التوسع زيادة كبيرة في الاهتمام بكرة القدم النسائية على مدى العقد الماضي خارج معقلها التقليدي الولايات المتحدة، وسيسعى عدد من المنتخبات الأوروبية لانتزاع اللقب من بين أيدي الأميركيات. وتأمل أستراليا بقيادة مهاجمة تشيلسي الإنجليزي سام كير في تحقيق أقصى استفادة من عامل الأرض والذهاب إلى المباراة النهائية في سيدني.
وبطولة العالم هذه ليست الأكبر فقط من حيث عدد الدول المشاركة، بل ضاعف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الجوائز المالية ثلاث مرات مقارنة بعام 2019، وارتفع المبلغ الإجمالي الذي يغطي أيضا تعويضات الأندية جراء السماح للاعباتها بالمشاركة من 50 مليون دولار قبل أربعة أعوام إلى 152 مليون دولار. وهي زيادة كبيرة مقارنة بمبلغ الـ15 مليون دولار الذي كان عام 2015، وتأكيد على أن كرة القدم النسائية في أوج ازدهارها. ويؤكد الحضور الجماهيري الكبير في مباريات الأندية والمباريات الدولية، لاسيما في أوروبا، أن كرة القدم النسائية وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
التعتيم التلفزيوني
أستراليا بقيادة مهاجمة تشيلسي سام كير تأمل في تحقيق أقصى استفادة من عامل الأرض والذهاب إلى النهائي
ومع ذلك، لا يزال مجموع الجوائز قليلا مقارنة بمبلغ الـ440 مليون دولار الذي وُزِعَ في بطولة كأس العالم للرجال نهاية 2022 في قطر. وواجهت نهائيات أستراليا ونيوزيلندا أزمة في كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا بسبب خلاف على حقوق النقل التلفزيوني، قبل التوصل إلى حل الشهر الماضي. وتم تجنب تهديد التعتيم التلفزيوني بعدما انتقد رئيس فيفا جاني إنفانتينو علنا العروض المالية المقدمة من هيئات البث.
وقال إنفانتينو في مارس “فيفا لا يدخل على الخط بالكلمات وحسب بل بالأفعال. لسوء الحظ، هذه ليست حال الجميع في كل أنحاء هذه الصناعة. يجب على الناقلين والجهات الراعية بذل المزيد في هذا الصدد”، مضيفا أن فيفا تلقى عروضا تصل إلى واحد في المئة فقط مما تم دفعه لنهائيات الرجال. وفي اليابان، البلد الذي فاجأ العالم بإحراز اللقب عام 2011 على حساب الولايات المتحدة، تم الانتظار حتى الأسبوع الماضي للتوصل إلى حل بشأن نقل النهائيات. وعلّقت النجمة الأميركية المخضرمة ميغان رابينو على ما يجري بالقول إنه أمر سيء بالنسبة إلى اللعبة لأن عدم نقل المباريات يحرم الناس “من لحظة ثقافية كبيرة. وهذا هو الحدث الرياضي الأهم للسيدات في العالم دون استثناء، وهذه نقلة نوعية على صعيد العالم وليس فقط في الولايات المتحدة”. وسيكون هذا المونديال آخر مشاركة للاعبة البالغة 38 عاما بعدما أعلنت أنها ستعتزل نهاية الموسم.
الولايات المتحدة تعوّل على مزيج من المواهب الشابة وحنكة المخضرمات على غرار رابينو وأليكس مورغان
وتعوّل الولايات المتحدة على مزيج من المواهب الشابة وحنكة المخضرمات على غرار رابينو وأليكس مورغان في سعيها لإحراز لقب ثالث تواليا بقيادة المدرب فلاتكو أندونوفسكي. ومُنيت التشكيلة بخيبات متتالية بعد إصابة القائدة بيكي ساوربرون، ومالوري سوانسون وسام ميويس، لكن هذا الأمر فتح الباب أمام اليافعات للتألق. ويمكن للأميركيات الساعيات للقب عالمي خامس بعد 1991 و1999 و2015 و2019، الاعتماد أيضا على لاعبة الوسط روز لافيل، وليندساي هوران وكريستال دان المخضرمات من نسخة 2019 عندما أحرزن اللقب في فرنسا على حساب هولندا (2 – 0)، بموازاة معركتهن مع الاتحاد الأميركي للعبة بهدف الوصول إلى مساواة في الأجور مع الرجال. وأثمرت جهودهن إبرام عقد رائد مع الاتحاد الأميركي، فيما ترى مورغان أن تحسين ظروف لاعبات كرة القدم في مختلف أنحاء العالم ساعد البلدان الأخرى على سد الفجوة مع الولايات المتحدة.
وتقلصت الفجوة إلى درجة أن المنتخب المصنّف في المركز الأول عالميا، أمام ألمانيا والسويد وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا، وصفته لاعباته بأنه “أحد الأفضل” في العالم. والسعي للوصول إلى أكبر قدر من المساواة دفع المنتخب الكندي، بطل أولمبياد طوكيو في صيف 2021، إلى التهديد بالإضراب في خلاف حول الأجور والتمويل والمسائل التعاقدية. كما تمردت لاعبات فرنسا بسبب الظروف في منتخبهن، وتبع ذلك تغيير في الطاقم التدريبي، وهذا يعني أن بعض أبرز اللاعبات سيتواجدن في البطولة. لكن هناك لاعبات بارزات يغبن عن النهائيات لسبب مختلف وهو الإصابات. ولن تتواجد في البطولة قائدة إنجلترا ليا ويليامسون وزميلتها المهاجمة النجمة بيث ميد، إضافة إلى الهدافة الهولندية فيفيان مييديما، والمهاجمتين الفرنسيتين دلفين كاسكارينو وماري أنطوانيت كاتوتو والأميركيات ساوربرون وسوانسون وميويس وكاتارينا ماكاريو.
تهديد إنجليزي
وإلى جانب أستراليا المضيفة، ستكون المنتخبات الأوروبية التهديد الرئيسي للمنتخب الأميركي.
وتتصدر إنجلترا بطلة أوروبا المنتخبات المرشحة للمنافسة بجانب إسبانيا وألمانيا والسويد وهولندا الوصيفة.
وقالت مدربة إنجلترا سارينا ويغمان إن “التوقعات كبيرة حقا، نعم لدينا حلم”.
وتلعب إنجلترا بطلة أوروبا مباراتها الأولى يوم 22 يوليو في بريزبين ضد هايتي إحدى الوافدات الجدد إلى النهائيات على غرار المغرب المنتخب العربي الوحيد المشارك، بينما تبدأ الولايات المتحدة الدفاع عن اللقب في نفس اليوم ضد الوافدة الجديدة الأخرى فيتنام.
وتنطلق البطولة بالمواجهة بين نيوزيلندا والنرويج بقيادة أدا هيغيربرغ في أوكلاند، بينما تلعب أستراليا مع أيرلندا أمام جمهور يتجاوز الـ80 ألف مشجع في سيدني.
من ناحية أخرى أثارت الإسبانية أليكسيا بوتياس المتوجة بالكرة الذهبية مرتين والتي تعرضت لإصابة خطيرة في الركبة العام الماضي، المخاوف بعد انسحابها من الحصة التدريبية لمنتخب بلادها قبل أيام من انطلاق بطولة كأس العالم للسيدات، لكن مصادر أكدت أن هذا الأمر كان “مخططا له”.
وانسحبت اللاعبة البالغة من العمر 29 عاما بعد 20 دقيقة من الحصة التدريبية في نيوزيلندا الاثنين، قبل أربعة أيام فقط من مباراة إسبانيا الأولى ضد كوستاريكا.
وصدم رحيلها المبكر المئتي متفرج الذين جاؤوا لدعم المنتخب وأحد أكبر الأسماء في كرة القدم النسائية.