محمد ناصر
وسع الانقلابيون الحوثيون حملاتهم لمصادرة الأراضي في ضواحي العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، وقاموا بهدم نحو 170 منزلاً، ومصادرة مساحات شاسعة من الأرض، في مديرية همدان بعد حملات مماثلة طالت جنوب العاصمة وشمالها وغربها، والاستيلاء على كل الهضاب والمرتفعات المحيطة بها.
ووفق الشبكة اليمنية للحقوق والحريات فإن الجماعة الحوثية تواصل عمليات الهدم والتجريف والاستيلاء على أراضي السكان في مديرية همدان، ضمن مخطط لمصادرة الأراضي الزراعية في المديرية الواقعة شمال غربي العاصمة صنعاء. وذكرت أن عدد المنازل التي هدمتها منذ بدء الحملة الأخيرة بلغ 170 منزلاً.
وبينت الشبكة أن هذه العملية هدفها الاستيلاء على الأراضي التي كانت المنازل مبنية عليها، في إطار عملية أوسع شملت جرف عشرات من قطع الأراضي المملوكة للسكان والاستحواذ عليها بالقوة، ضمن مخططات للاستحواذ غير القانوني على أكبر مساحة من الأراضي في المديرية بسبب وجود كتلة سكانية تعارض الفكر السلالي، ولهذا تسعى الميليشيات لفرض سيطرتها بالقوة والعمل على تغيير معتقدات السكان هناك.
وفي نداءات استغاثة طالب سكان قرى المديرية بوقف الحملة، وقالوا إن منازلهم وأراضيهم استهدفت بالهدم والتجريف، بزعم «إزالة الاستحداثات والمخالفات»، والحفاظ على الشوارع العامة والحجوزات الخدمية وإزالة البناء العشوائي في الأرض البيضاء.
ذرائع متعددة
يقول المتضررون إنهم يعانون منذ مدة من محاولات ميليشيات الحوثي نهب أراضيهم وهدم منازلهم، بمبررات متعددة، مرة بحجة أن الملاك من مؤيدي الشرعية، وأن هناك أسلحة مخبأة داخل الأراضي الزراعية، وأخرى بحجة أن هناك وثائق تفيد بملكية هذه الأراضي لقادة الميليشيات أو أتباعهم، ومؤخراً بحجة مخالفة المخططات المدنية.
ويذكر أحد السكان أنه كافح عشرات السنوات من أجل بناء منزل لأسرته وأنه وعند الانتهاء منه قام الحوثيون بهدمه بحجة أنه مخالف للمخطط، مع أن ذلك غير صحيح على حد قوله، وأكد عدم وجود مخططات معمارية في ضواحي العاصمة، وأن أغلب الناس يبنون في أراضيهم منذ عشرات السنين، ويجزم أن قادة الميليشيات يريدون مصادرة تلك الأراضي لبناء معسكر تدريبي.
ومطلع العام الحالي داهمت الميليشيات قرى بيت دودة وبيت الحسام وبيت بشر وخبارة وبيت سعلة والعشة، في منطقة الجاهلية بمديرية همدان، وصادرت مساحات شاسعة من أراضيهم، واعتقلت العشرات منهم، بناءً على وشايات من المتعاونين معها ضد المزارعين الذين اتهموا بإخفاء أسلحة وصواريخ في أراضيهم الزراعية.
ووفق مصادر محلية في صنعاء فإن الحملة العسكرية لمصادرة الأراضي، تعمل تحت إشراف القياديين في الجماعة أبو حيدر جحاف وأبو حمزة الكحلاني اللذين يديران ما تسمى هيئة أراضي القوات المسلحة، ومن جهة أخرى عبد المجيد الحوثي الذي استحدث هيئة الأوقاف.
وقالت المصادر إن هؤلاء القادة في الجماعة منحوا صلاحيات واسعة من زعيمهم الحوثي لمصادرة الأراضي تحت مبرر أنها أوقاف منذ مئات السنين، بعد أن منحهم حق مصادرة المرتفعات في العاصمة ومحيطها بوصفها مناطق عسكرية.
حملات مستمرة
السكان في قرية بيت قرمان في مديرية بني مطر غرب مدينة صنعاء يقولون إن قادة الميليشيات استقدموا جرافات بحماية قوات عسكرية كبيرة، وقاموا بتسوير مساحات واسعة من أراضيهم بحجة أن المنطقة أراضي أوقاف، وأكد السكان أن الحملات مستمرة، وجرى خلالها اختطاف مجاميع من الأهالي لإرغامهم على وقف اعتراضهم، رغم حصولهم على أمر قضائي ينص على وقف أي استحداث في الأراضي إلى حين الفصل في الدعوى التي أقاموها ضد سلطة الميليشيات.
وفي مديرية بني الحارث شمال صنعاء ذكرت مصادر محلية أن ميليشيا الحوثي قامت ببناء سور حول عشرات المنازل، وعشرات من قطع الأراضي السكنية بذريعة توسعة مطار صنعاء.
وفي جنوب العاصمة قام نافذون من قادة الميليشيات بالسطو على أراضٍ واسعة في حي بيت الحضرمي بمديرية سنحان، بحماية أطقم عسكرية، وقاموا بإطلاق الرصاص على منازل السكان لترهيبهم ضمن عمليات نهب ممنهجة لأراضي الأوقاف وأملاك الدولة.
وكانت حملة سابقة قد نفذتها الميليشيات أدت إلى تهديم 7 منازل ومصادرة 17 من قطع الأراضي في أحياء المحجر وشملان في العاصمة صنعاء، كما قامت بهدم الحمامات العامة في حي شعوب وتحويلها إلى دكاكين، كما أنها تخطط وفق سكان في المدينة لهدم سور مسجد المشهد والسطو على جزء منه للغرض نفسه.
المصدر الشرق الأوسط