كريتر نت – متابعات
أعلنت السلطات اليمنية، اليوم السبت عن إلقاء القبض على منفذي جريمة اغتيال رئيس مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في محافظة تعز جنوب غرب البلاد، بعد أن تمكنت من تحديد هوية المتهم الرئيسي وهو أحد أبرز العناصر الإرهابية المطلوبة في عدن احتضنته سلطة حزب الإصلاح الإخواني في المحافظة عقب فراره من العاصمة المؤقتة.
وقال بيان مقتضب لشرطة محافظة تعز، اليوم السبت، إن الأجهزة الأمنية ضبطت المنفذين المباشرين وأكثر من 10 آخرين مشاركين في جريمة اغتيال مدير برنامج الأغذية العالمي مؤيد حميدي في مدينة التربة جنوبي المحافظة.
وبدوره قال مصدر في قوات الأمن الخاصة، إن الشرطة تمكنت من ضبط 3 عبوات ناسفة، صباح اليوم السبت، بمنطقة “شرجب” أحد معاقل الخلية الإرهابية التي تقف خلف جريمة اغتيال المسؤول الأممي في مدينة التربة.
وكانت السلطات الأمنية اليمنية تمكنت مساء الجمعة، من تحديد هوية مرتكب جريمة الاغتيال بحق الموظف الأممي بمدينة التربة بتعز.
وقال المسؤول الأمني في تعز لوكالة الصحافة الفرنسية إن “مرتكب جريمة الاغتيال بحق مؤيد حميدي هو من أبناء محافظة لحج منطقة الصبيحة”، مشيرًا إلى أنه “يوجد في مدينة تعز منذ عام 2017، بعد أن فرّ من محافظة عدن بسبب الملاحقات الأمنية لعناصر تنظيم القاعدة”.
ونقل موقع نافذة اليمن عن مصادر خاصة أن العنصر الإرهابي أحمد يوسف الصرة، مطلوب أمنيا لشرطة عدن بتهمة الإرهاب إلا أنه فر إلى تعز وتحديدا إلى إحدى المعسكرات التابعة لحزب الإصلاح الإخواني قبل أن يسجن ويفرج عنه قبل عام وينتقل إلى معسكر آخر للقيادي الإخواني أمجد الزبير، أحد قيادات التنظيم.
ويتنقل العنصر الإرهابي بين معسكرات أبوبكر الجبولي وأمجد الزبير في ضواحي تعز التي تخضع لسيطرة حزب الإصلاح، وبحسب المصادر فإن القاتل سجن لأيام قليلة قبل عام في تعز، قبل أن تفرج عنه السلطات الأمنية التابعة للإخوان.
ووفقا لموقع “نافذة اليمن” فقد قالت مصادر في حينها إن سلطة الإخوان في تعز أفرجت عن الإرهابي أحمد يوسف صره من السجن المركزي بتعز، في صفقة تبادل مشبوهة مع “أواب” نجل القيادي الإصلاحي نبيل جامل والذي قيل إنه اختطف في وقت سابق من قبل نقطة أمنية في الصبيحة على الخط الرابط بين تعز وعدن.
وذكر الموقع أن القيادات الإخوانية في تعز احتضنت عددا من العناصر المطلوبة أمنيا في عدن، وزرعتهم في مناطق الحجرية، لضرب المناوئين السياسيين وإرهابهم وتحويل المناطق التي تضم عددا أكبر من اليساريين إلى مرتع للإرهاب.
وفي وقت سابق من مساء الجمعة، أصدرت وزارة الداخلية اليمنية برقية عاجلة تحدّد هوية المطلوب في قضية قتل حميدي، وتطلب توقيفه.
واحتفت جماعة الحوثي بمقتل الموظف الأممي في تعز، وهو ما يؤكد أن الجريمة حدثت بتنسيق متكامل بين القيادي الإخواني أمجد الزبير وجماعة الحوثي، وفقا لنافذة اليمن.
ويشهد اليمن حربًا منذ العام 2014 بين القوات الموالية للحكومة المدعومة منذ 2015 من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على صنعاء ومناطق شاسعة في شمال البلاد وغربها.
ووفّرت الحرب في البلد الفقير موطئ قدم للجماعات المتطرفة وبينها تنظيم القاعدة. لكنّ التحالف بقيادة السعودية إضافة إلى الولايات المتحدة وكذلك قوات “الحزام الأمني” المدعومة من الإمارات العضو في التحالف، لعبت دورًا هامًا في القتال ضد هذه الجماعات في السنوات الأخيرة.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعرب في بيان مساء الجمعة عن “حزنه العميق” لمقتل أحد موظفيه في اليمن بدون تحديد اسمه وهويّته.
وفي بيان ثان، حدّد هوية الموظّف على أنه “مؤيد حميدي، وهو أردني الجنسية” وقد توفي “بعد وقت قصير من نقله إلى المستشفى متأثرًا بجراحه بعد إطلاق النار عليه” بعد ظهر الجمعة في مدينة التربة في جنوب غرب اليمن.
وأشار البيان إلى أن حميدي “وصل مؤخراً إلى اليمن لتولّي منصبه الجديد كرئيس لمكتب برنامج الأغذية العالمي في تعز” موضحًا أنه عمل مع المنظمة الأممية “لما يقرب من 18 عاماً منها مناصب سابقة في اليمن وفي السودان وسوريا والعراق”.
ونقل البيان عن ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في اليمن ريتشارد راجان قوله إن “أي خسارة في الارواح في سبيل العمل الإنساني تعتبر مأساة غير مقبولة”، مطالبًا بتقديم الجناة إلى العدالة.
وعام 2018، قُتل موظّف لبناني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة ذباب في محافظة تعز، إثر تعرض سيارته لإطلاق نار من مجهولين.
وتخضع مدينة تعز، مركز المحافظة، لسيطرة القوات الحكومية، فيما يسيطر الحوثيون على مناطق محيطة بها ويفرضون حصارًا عليها.
وعدن هي المقر الموقت للحكومة منذ أن سيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء عام 2014.