كريتر نت / جنيف – اليوم الثامن
قالت مصادر منخرطة في مفاوضات السلام اليمنية إن تنفيذ اتفاق السلام في مدينة الحديدة توقف مجددا على ما يبدو رغم جهود الأمم المتحدة لإنقاذ الاتفاق الذي يمهد لإجراء مفاوضات أوسع لإنهاء حرب اليمن المدمرة المستمرة منذ أربعة أعوام.
واعترف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم امس الثلاثاء، أثناء مؤتمر للمنظمة الدولية في جنيف يهدف لجمع أربعة مليارات دولار لليمن، ببطء التقدم في تنفيذ سحب القوات من الحديدة التي تمثل شريان الحياة للملايين الذين يواجهون الجوع.
وتسيطر جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر والتي باتت مركز الحرب حاليا. وتنتشر على أطراف المدينة قوات التحالف العربي بقيادة السعودية التي تدعم قوات الحكومة اليمنية.
وكان من المقرر بموجب اتفاق السويد الذي تم التوصل اليه في ديسمبر/كانون الأول 2018، سحب قوات الجانبين بحلول السابع من يناير/كانون الثاني، لكن تنفيذ الاتفاق تعثّر بسبب انتهاك الحوثيين للاتفاق.
ولم يتم أيضا الالتزام بجدول زمني أُعلن الأسبوع الماضي كان من المقرر بموجبه بدء انسحاب قوات الحوثي من ميناءين أصغر خلال أيام يعقبه انسحاب لقوات التحالف من مناطق بشرق المدينة.
وقال مصدر “ليس واضحا تماما لماذا ألغوا الانسحاب رغم أن زعيم الحوثيين نفسه قال إنهم على استعداد لسحب القوات من جانب واحد”.
وذكرت مصادر أخرى أن انعدام الثقة بين الجانبين لا يزال يمثل العقبة الرئيسية أمام تشكيل سلطة محلية لإدارة المدينة والموانئ، وفقا لاتفاق الهدنة الذي جرى التوصل إليه أثناء محادثات السلام بقيادة الأمم المتحدة في السويد.
وقال مسؤول في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من السعودية، إن الحوثيين لا يريدون السلام.
كما التزم مكتب المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث الصمت حيال هذه التطورات. ووصل غريفيث اليوم الثلاثاء إلى صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون من أجل إنقاذ اتفاق الحديدة.
وفي جنيف، عبّر مايكل آرون سفير بريطانيا لدى اليمن عن أمله في أن يتم الانسحاب هذا الأسبوع.
وقال “يتعين حدوث ذلك إذا لم يتم تنفيذ اتفاق ستوكهولم، لن نعود إلى المربع رقم واحد بل إلى المربع ناقص واحد”.
ويهدف الاتفاق إلى إعادة فتح ممرات إنسانية وتجنب شن هجوم شامل من جانب التحالف للسيطرة على ميناء الحديدة الذي يمثل نقطة دخول معظم الواردات التجارية والمساعدات إلى اليمن. كما يمثل أيضا شريانا حيويا لإمدادات السلاح الإيرانية للميليشيا الانقلابية.
ومن شأن مثل هذا الهجوم أن يعطل خطوط الإمداد، مما قد يؤدي لخطر وقوع مجاعة في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية والتي تواجه حاليا أكبر أزمة إنسانية في العالم.
لكن سبق للتحالف العربي أن قلل من تلك المخاوف مؤكدا وجود بدائل تتيح وصول المساعدات الإنسانية لمحتاجيها.
وصمدت إلى حد كبير الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 18 ديسمبر/كانون الأول 2018، رغم وقوع مناوشات على مشارف المدينة.
وأعلن غوتيريش أن فريقا تابعا للأمم المتحدة تمكن من زيارة شركة مطاحن البحر الأحمر الواقعة داخل إحدى خطوط الجبهة. ويوجد داخل تلك المطاحن قمح يكفي 3.7 ملايين يمني لمدة شهر.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة “للمرة الأولى منذ ستة أشهر تمكنا من الوصول أخيرا إلى شركة مطاحن البحر الأحمر وهكذا يتم على الأقل إحراز بعض التقدم البطيء”.
ويواجه 16 مليون شخص الجوع الشديد بسبب الحرب التي تسببت في مقتل عشرات الآلاف وانهيار الاقتصاد.
وأعلنت السعودية خلال المؤتمر مساهمتها بمساعدات قيمتها 500 مليون دولار، بينما تعهد وفد الولايات المتحدة بمساعدات قدرها 24 مليون دولار.
وتقود السعودية التحالف السنّي المدعوم من الغرب والذي تدخل في اليمن عام 2015 في مواجهة انقلاب الحوثيين وسعيا لإعادة حكومة هادي إلى السلطة بعد الإطاحة بها من صنعاء في عام 2014.
ويُنظر إلى الصراع على نطاق واسع، على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. وينفي الحوثيون تلقيهم مساعدات من طهران ويقولون إنهم يثورون ضد الفساد.