كريتر نت – متابعات
أعرب العراق عن استعداده للعب دور الوسيط للمساعدة في إيجاد حلّ للحرب في اليمن، كما أعلن الأحد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال استقباله لنظيره اليمني في بغداد، بعدما نجحت بغداد في التقريب بين العدوين اللدودين في المنطقة لتفضي جهودها إلى اتفاق بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بواسطة الصين.
وأسفر النزاع في اليمن القائم منذ 2015 بين حكومة مدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، عن مئات الآلاف من القتلى وأنتج واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
مع ذلك يشهد البلد الواقع في الخليج العربي، هدوء نسبياً منذ التوصل في 2022 إلى هدنة برعاية الأمم المتحدة، انتهت مدتها في أكتوبر.
وقال حسين خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك “هناك وقف إطلاق نار وهدنة غير معلنة في اليمن، ونتمنى أن تتحول إلى حالة سياسي وحوارية بين جميع الأطراف اليمنية.
وأضاف أن “العراق مستعد للمساعدة في هذا المجال. لدينا علاقات جيدة مع جميع الأطراف نستطيع تسخيرها في خدمة الاستقرار والأمن في اليمن، ونستطيع أن نتحرك إقليما ضمن هذا الإطار، وإذا ما كانت هناك حاجة فنحن مستعدون لكي نكون جزءا من الحل”.
وأكد حسين أن الحكومة العراقية تؤيد اتفاقية الرياض المبرمة في العام 2019 ونرحب بجهود السعودية في جمع الأطراف اليمنية على طاولة الحوار، ونتطلع إلى أن يكون هناك اتفاق لإنهاء الحرب في اليمن.
وتحاول بغداد مراراً أن تلعب دور الوسيط الإقليمي، بعدما استقبلت في 2021 محادثات غير مسبوقة بين إيران والسعودية.
وأعلن الطرفان في مارس عن عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما برعاية من بكين. وأثارت عودة العلاقات بين طهران والرياض الأمل في سلام في اليمن.
وكشف وزير الخارجية العراقي عن توقيع مذكرة للتشاور السياسي مع اليمن، وعن توجه لإرسال وفد لمتابعة أوضاع الجالية العراقية في اليمن.
وقال الوزير اليمني في كلمة “مع الأسف لهذه اللحظة لم نشهد تأثيرا مباشرا لهذا الاتفاق على الوضع في اليمن”، مضيفاً “لكن ما زلنا نأمل بهذا الأمر”.
وأكد بن مبارك أنه “منذ أكتوبر العام الماضي هناك هدنة غير معلنة لكن من طرفنا كحكومة شرعية ملتزمين ببنود هذه الهدنة”.
وأضاف “نحن نعتقد أنه آن الأوان لإنهاء هذه الحرب في اليمن وفق مخرجات الحوار الوطني الشامل”.
كما أعرب بن مبارك عن ترحيب بلاده بكل الجهود الدولية لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، مشيرا إلى اليمن يدعم الجهود الدولية لدخول المساعدات الدولية للشعب اليمني وتحقيق السلم والسلام في البلاد.
وأكد أن اليمن تعاني من حرب اقتصادية بسبب تدمير موانئ تصدير النفط، وهناك صعوبة في إيصال المساعدات الإغاثية الى البلاد.
ووصل وزير الخارجية اليمني إلى العاصمة العراقية بغداد، السبت، في زيارة رسمية تمتد 4 أيام يلتقي خلالها الرئاسات الثلاث، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين.
ويُجري الوزير اليمني، الذي قدم على رأس وفد رسمي، جلسة مباحثات سياسية مع نظيره العراقي، بهدف رفع مستوى التعاون والتنسيق والتشاور إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ويرى مراقبون أن العراق باستطاعته أن يعلب دورا بارزا في تسوية الأزمة اليمنية، خصوصا وأن القوى السياسية الشيعية تجمعها علاقات جيدة بجماعة الحوثي وقد سبق أن استقبل العراق في السنوات الماضية قيادات حوثية على أراضيه
كما شاركت بعض الفصائل العراقية المسلحة أبرزها كتائب سيد الشهداء المنتمية للحشد الشيعي العراقي، في القتال إلى جانب الحوثيين.
وكتائب “سيد الشهداء” هي أحد فصائل “الحشد”، ومن القوى الشيعية الموالية لمرجعية الولي الفقيه، علي خامنئي، وسبق أن شاركت مع فصائل “الحشد”، في عملية السيطرة على الموصل عام 2014.
ومنذ اندلاع الحرب في اليمن تظهر في بعض الأوساط العراقية مشاعر تعاطف مع الحوثيين، وتحدث مراقبون عن أحزاب وشخصيات سياسية شيعية دعمتهم بالأموال وبالتدريب العسكري ولكن في الخفاء قدر الإمكان، وذلك لتجنب إثارة حساسية دول الخليج التي تحاول بغداد كسب ودها بالتصدي لـتنظيم داعش وخاصة السعودية التي تتزعم التحالف العربي ضد الحوثيين”.
كما للعراق موقفا معارضا في وقت سابق للعملية العسكرية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، بحجة رفضه لأي تدخل أجنبي في الأزمة اليمنية.
ومنذ فترة تُبذل جهود دولية وإقليمية للتوصل إلى سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، إضافة إلى تحركات أممية متعددة لإعطاء دفعة لعملية السلام.