كريتر نت – متابعات
عزز عملاق النفط السعودي أرامكو محفظة أعماله في قطاع التكرير بإتمامه عملية شراء حصة في إحدى أكبر شركات البتروكيماويات في الصين، ضمن إستراتيجيته التي أطلقها قبل سنوات للاستثمار بكثافة في هذا المجال.
وأكملت شركة أرامكو اتفاقية الاستحواذ على حصة بنسبة 10 في المئة في شركة رونغشنغ للبتروكيماويات الصينية في صفقة بقيمة 3.4 مليار دولار، ما يسهم في تعزيز موقع عملاق النفط السعودي في الصين.
وقطاع البتروكيماويات، الذي ينتج باستخدام النفط والغاز كمواد خام، هو العمود الفقري لقطاع الصناعات التحويلية في البلد العضو البارز في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”.
وذكرت أرامكو في بيان الجمعة أنها أكملت عملية الاستحواذ عبر شركتها “أرامكو لما وراء البحار”.
وقال رئيس عمليات التكرير والكيميائيات والتسويق في أرامكو محمد القحطاني “تسهم شراكتنا مع رونغشنغ في تعزيز إستراتيجية أرامكو الهادفة إلى تحويل السوائل إلى كيميائيات، كما تعزّز وجودنا في الصين، وإبراز دورنا كمورّد موثوق للنفط الخام”.
وأضاف أن “عملية الاستحواذ تمثّل جزءا مهما من إستراتيجية النمو طويلة الأجل للشركة وتوسيع حضورها في أسواق حيوية”.
وتستحوذ شركة رونغشنغ على حصة 51 في المئة في شركة جيجيانغ التي تمتلك وتدير المجمع البالغة طاقة معالجته 800 ألف برميل يوميا من النفط الخام، وينتج سنويا 4.2 مليون طن من الإيثيلين.
ووقعت أرامكو اتفاقية الاستحواذ في مارس الماضي. وستعمل الشركة السعودية على توريد نحو 480 ألف برميل يوميا من النفط إلى شركة جيجيانغ للنفط والبتروكيماويات المحدودة التابعة لشركة رونغشنغ.
وجاء ذلك في أعقاب الإعلان عن عزم المشروع المشترك أرامكو هواجين على بدء أعمال البناء في مصفاة متكاملة ضخمة ومجمع بتروكيماويات في شمال شرق الصين في الربع الثاني من عام 2023.
وستورّد أرامكو التي تمتلك 30 في المئة في أرامكو هواجين، ما يصل إلى نحو 210 آلاف برميل يوميا من النفط الخام إلى المجمع.
ومن خلال الشراكة مع رونغشنغ ومشروع أرامكو هواجين المشترك، ستورّد أرامكو إجمالي 690 ألف برميل يوميا من النفط الخام إلى مرافق التحويل العالي للكيميائيات.
وترجح تقارير دولية أن تواصل السعودية استثماراتها في قطاع التكرير والبتروكيماويات كوسيلة للتحوط في مواجهة التقنيات التكنولوجية الجديدة، مثل الطاقة الشمسية رخيصة الثمن، والتي قد تؤدي إلى تراجع الطلب على النفط والغاز.
وفي ديسمبر الماضي، أعلنت توتال أنيرجيز أنها ستتعاون مع أرامكو لبناء مجمع بتروكيماويات جديد بالقرب من مدينة جدة غرب السعودية.
وأكدت الشركة الفرنسية أن المشروع يشمل استثمار نحو 11 مليار دولار، منها أربعة مليارات دولار سيتم تمويلها من خلال مساهمة من أرامكو بنسبة 62.5 في المئة وتوتال إنرجيز بنسبة 37.5 في المئة.
وسيكون مجمع أميرال المزمع بناؤه خاضعا من حيث الملكية والتشغيل للشركتين. وسيتم دمجه مع مصفاة شركة توتال للتكرير والبتروكيماويات “ساتورب” في الجبيل على الساحل الشرقي للسعودية.
ومن المتوقع أن يوفر المجمع، الذي يشتمل على وحدة تكسير مختلطة اللقيم لديها القدرة على إنتاج 1.65 مليون طن من الإيثيلين سنويا، وهي الأولى في المنطقة التي يتم دمجها مع مصفاة، سبعة آلاف فرصة عمل محلية.
وستمكّن منشأة البتروكيماويات مصفاة ساتورب من تحويل الغازات المنبعثة من المصفاة والنفتا، وكذلك الإيثان والبنزين الطبيعي الذي توفره أرامكو، إلى مواد كيميائية عالية القيمة.