كريتر نت – متابعات
ضرب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بقوة، من خلال استبعاده نجمه كيليان مبابي من جولته الآسيوية التي تبدأ السبت، وتستمر حتى الثالث من أغسطس (آب) من أجل إجباره على اتخاذ القرار بتجديد عقده الذي ينتهي في يونيو (حزيران) 2024؛ حيث يمكنه الانتقال بعد ذلك التاريخ مجاناً إلى ريال مدريد وجهته المفضلة.
بدأت إذن معركة ليّ الذراع بين الطرفين. فإذا كان الحق التعاقدي بين الطرفين هو لصالح مبابي الذي يستطيع احترام عقده الموسم المقبل وعدم إجباره على الانتقال، فقد استعمل سان جيرمان سلاحاً آخر يتمثل بحرمانه من الوجود في الجولة الآسيوية التي تشمل اليابان وكوريا الجنوبية؛ حيث يخوض فريق العاصمة الفرنسية مباريات استعدادية للموسم الجديد.
وكان رئيس سان جيرمان القطري ناصر الخليفي واضحاً، عندما قال خلال تقديمه مدرب الفريق الجديد الإسباني لويس إنريكه في 5 يوليو (تموز) الحالي، إنه يتعيّن على مبابي قائد منتخب فرنسا «توقيع عقد جديد إذا أراد البقاء» مع فريقه باريس سان جيرمان.
وأوضح الخليفي أنه يريد بقاء مبابي لكن «لا يمكننا السماح برحيل أحد أفضل اللاعبين في العالم بشكل حرّ. هذا واضح… لا أحد أكبر من النادي».
وتابع: «إذا لم يشأ مبابي تجديد العقد، فإن الباب مفتوح أمامه للرحيل بطبيعة الحال. الأمر سيان بالنسبة إلى جميع اللاعبين الآخرين، فلا أحد أكبر من النادي، حتى أنا».
وبينما يرتبط الهداف البالغ 24 عاماً بعقد مع الفريق المملوك قطرياً حتى 2024، وعبّر الشهر الماضي عن عدم رغبته في تفعيل خيار التمديد لعام إضافي، أضاف الخليفي «قال (مبابي) بنفسه: لن أرحل مجاناً. إذا غيّر أحدهم رأيه فليست غلطتي».
ومنح الخليفي مهلة حتى نهاية الشهر الحالي لمعسكر مبابي لاتخاذ قراره، ثم كرر طلبه في الخامس عشر من الشهر الحالي خلال عودة اللاعبين الدوليين إلى تدريبات الفريق، من دون أن يتلقى أي جواب، كما أفاد مصدر مقرب من المفاوضات بين الطرفين وكالة «الصحافة الفرنسية».
وأفاد المصدر بأن سان جيرمان واثق تماماً بأن مبابي توصل إلى اتفاق يقضي بانتقاله في صفقة حرة إلى ريال مدريد، مع حصوله على مقدم عقد ضخم؛ لأن فريق العاصمة يكون قد وفر الكثير لأنه لن يكون مجبراً على تسديد أي مبلغ لسان جيرمان مقابل الحصول على خدماته في 30 يونيو 2024.
ويؤكد مصدر في النادي أيضاً أن سان جيرمان تلقى عرضاً بقيمة 300 مليون يورو من السعودية، من أجل التخلي عن مبابي؛ لكن انتقال الأخير إلى الدوري السعودي غير محتمل؛ لكن العرض يشير إلى قيمة اللاعب في سوق الانتقالات.
وكتب سان جيرمان رسالة إلى لاعبه جاء فيها: «لقد ساعدناك، ودعمنا عائلتك منذ شبابك» مناشداً إياه تجديد عقده ثم الانتقال مقابل مبلغ ضخم.
وأضاف سان جيرمان في رسالته: «هكذا رحل جميع اللاعبين الكبار أمثالك من النادي».
وفي حال لم يوقّع مبابي على عقد جديد، فإن بطل الدوري الفرنسي يُخاطر بفقدانه مجاناً في غضون عام، لذلك يمكن لسان جيرمان أن يبيعه هذا الصيف.
وجاءت خطوة هداف مونديال قطر بعد نحو عام على تجاهله لمساعي ريال مدريد الإسباني، بتوقيعه تمديداً مفاجئاً لعقده في مايو (أيار) 2022 للبقاء في «بارك دي برانس» لمدة موسمين مع موسم إضافي، وهناك موعد نهائي ليتخذ مبابي قراره، وهو في 31 يوليو. لذا، سيكون ريال مدريد مجدداً من بين «طالبي القرب».
وأوضح مبابي والمقربون منه في بيان لـ«الصحافة الفرنسية» أن اللاعب أبلغ «إدارة النادي المكلّفة تمديد العقد» الذي وُقّع قبل عام، بدءاً من 15 يوليو 2022 بقراره (عدم التمديد لما بعد 2024).
وأوضح البيان: «لم يطلب كيليان مبابي الرحيل هذا الصيف؛ لكنه أكد للنادي فقط عدم تفعيل عامه الإضافي».
وأعاد مبابي التأكيد منتصف يونيو الماضي على أن «البقاء» في سان جيرمان كان «الخيار الوحيد»: «لقد سبق أن أجبت، وقلت إن هدفي هو الاستمرار، والبقاء في النادي، إنه خياري الوحيد.
لم أكن أعتقد أن أي رسالة يمكن أن تقتل أو تسيء إلى أي شخص».
وأكد مصدر في النادي أن مبابي مستعد للبقاء على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين طوال الموسم، في حال أجبر على ذلك.
وكان مبابي قد خاض مباراة سان جيرمان ضد لوهافر، الجمعة، وسجل هدفاً في اللقاء الذي انتهى بفوز فريقه 2-صفر، قبل أن يتلقى رسمياً نبأ استبعاده من الجولة الآسيوية.
هل بلغ الطرفان نقطة اللاعودة؟ الأيام المقبلة كفيلة بالرد على هذا التساؤل.