كريتر نت – متابعات
فرّقت الشرطة الإسرائيلية، الإثنين، متظاهرين أغلقوا الطريق إلى الكنيست (البرلمان) الذي يستعد للتصويت على مشروع قانون يحدّ من صلاحيات المحكمة العليا، من المقرر أن يشارك فيه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد مغادرته المستشفى إثر خضوعه لعملية زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب.
فقد خرج موكب نتنياهو من مركز شيبا الطبي قرب تل أبيب الذي دخله رئيس الوزراء في وقت متأخر السبت، حيث خضع لتركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب، بعدما قال الأطباء إنه مصاب “بعدم انتظام مؤقت في ضربات القلب”.
ومن المقرر أن يجري الكنيست اليوم الإثنين، تصويتا على مشروع قانون “الحد من المعقولية”، وهو جزء من خطة التعديلات القضائية، بالقراءتين الثانية والثالثة اليوم الاثنين، وفي حال التصديق عليه سيصبح نافذًا.
ومن شأن مشروع قانون “الحد من المعقولية” أن يمنع المحاكم الإسرائيلية، بما فيها المحكمة العليا، من تطبيق ما يعرف باسم “معيار المعقولية” على القرارات التي يتخذها المسؤولون المنتخبون.
وسيكون إقرار القانون هو الأول في حزمة التعديلات التي تسعى حكومة نتانياهو التي تضم أحزابا يمينية متطرفة ودينية متشددة، للحد من صلاحيات المحكمة العليا بذريعة أن التغييرات ضرورية لضمان توازن أفضل للسلطات، لكن معارضيه يرون أنها تحد من استقلالية القضاء.
وقال رئيس إسرائيل إسحق هرتسوغ إن هناك قاعدة يمكن البناء عليها للتوصل لحل وسط بشأن خطة التعديلات القضائية، لكنه شدد على استمرار وجود خلافات بين الائتلاف الحاكم وأحزاب المعارضة.
وأضاف هرتسوغ في بيان “نحن في خضم حالة طوارئ وطنية. هذا التوقيت يتطلب تحمل المسؤولية. ونحن نعمل على مدار الساعة وبكل السبل للتوصل لحل”.
وقبل ساعات من بدء تصويت الكنيست الإسرائيلي، حض الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد إسرائيل على عدم استعجال إصلاحات قضائية “مثيرة للانقسام” بشكل متزايد، نظرا إلى التحديات الأخرى التي تواجه حليف الولايات المتحدة.
وفي بيان نشره في بادئ الأمر موقع “أكسيوس” الإخباري وأرسله البيت الأبيض إلى وكالة الصحافة الفرنسية، قال بايدن إنه “من غير المنطقي أن يستعجل القادة الإسرائيليون هذا الأمر”، مضيفا “التركيز يجب أن يكون على جمع الناس وإيجاد توافق”.
وتابع بايدن “من وجهة نظر أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة، يبدو أن اقتراح الإصلاح القضائي الحالي أصبح أكثر إثارة للانقسام وليس أقل”.
وميدانيا، تواصلت، الإثنين، احتجاجات إسرائيليين على نية الكنيست التصويت بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون “الحد من المعقولية”، حيث فرقت الشرطة متظاهرين أغلقوا الطريق إلى الكنيست.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين أغلقوا الطريق، وفق إعلام عبري.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان “تستمر الشرطة في التحرك في القدس لتفريق وصد مثيري الشغب الذين يغلقون طرق المرور هذا الصباح بالمخالفة للقانون، حيث ربط بعضهم ببعضهم البعض عند عدة حواجز على الطرق القريبة من الكنيست”.
وأضاف البيان “بعد أن عصى المشاغبون مرارًا أوامر رجال الشرطة بالتفرق ووقف أعمال الشغب والفوضى، تم استخدام الإجراءات لتفريق الاضطرابات وعمليات الإخلاء القسري”.
ومن المتوقع أن تشتد الاحتجاجات والمظاهرات خلال النهار، في ظل فشل التوصل إلى توافق بين الائتلاف والمعارضة بشأن التعديلات القضائية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلي، الإثنين “خرج اليوم مئات المحتجين إلى الشوارع في القدس ونصبوا الخيام أمام مبنى الكنيست، كما أغلق المحتجون الطرق المؤدية للكنيست بهدف عرقلة وصول النواب للتصويت، واعتقلت الشرطة عددا منهم”.
وأضافت “سيعقد رئيس المعارضة يائير لابيد اجتماعا مع رؤساء باقي أحزاب المعارضة لتنسيق الخطوات إزاء استمرار التشريع”.
وتابعت “وتستمر المساعي الهادفة إلى التوصل إلى حل وسط بين الائتلاف الحكومي والمعارضة”.
ولفتت إلى أنه “في إطار الاحتجاجات على خطة التغييرات القضائية، تغلق شركات ومصالح عديدة أبوابها اليوم، بما في ذلك المراكز التجارية التابعة لشبكات “بيغ” و”عَزريئيلي” و”عوفر”” وهي شبكات تسوق كبرى.
وتسبب الإصلاح القضائي المثير للجدل الذي اقترحته حكومة نتانياهو اليمينية المتشددة في يناير الماضي، بانقسام حاد في إسرائيل وبواحدة من أكبر حركات الاحتجاج في تاريخ البلاد.
وتظاهر عشرات آلاف الأشخاص في شوارع القدس ضد اقتراح نتانياهو الحد من سلطات القضاة في مشروع يقول معارضوه إن من شأنه تقويض الديموقراطية، في حين بدأ المشرعون مناقشة بند أساسي فيه.
ويتهم المعارضون رئيس الوزراء الملاحق قضائيا بتهم فساد ينفيها، بالسعي لإقرار الإصلاحات بهدف إلغاء أحكام محتملة ضده.