كريتر نت – متابعات
بسبب موجات الحر تواجه عدة دول في حوض المتوسط حرائق عنيفة خلال الصيف، وهي ظاهرة تتزايد سنة بعد سنة تحت تأثير التغير المناخي.
هذا الصيف أيضًا اندلعت حرائق حصدت أرواحا كما حصل في الجزائر حيث قتل 34 شخصا على الأقل منذ الأحد. وفي ما يلي وضع الحرائق المندلعة حاليا في حوض المتوسط:
في الجزائر: أعلنت الحماية المدنية الأربعاء إخماد الحرائق العنيفة التي ضربت شمال شرق البلاد وتسببت في مقتل 34 شخصًا على الأقل، من بينهم عشرة جنود منذ الأحد.
وأعلنت الحماية المدنية الجزائرية إخماد “كل الحرائق” التي بلغ عددها 97 حريقًا، وأضافت أنه جرى وضع نظام رقابة لمتابعة الوضع.
وكل صيف يشهد شمال الجزائر وشرقها حرائق تطال الغابات والأراضي الزراعية، وهي ظاهرة تحتدم من سنة إلى أخرى بتأثير تغير المناخ الذي يؤدي إلى الجفاف وموجات الحر.
وفي توجة بشمال شرق البلاد حيث قضى 16 شخصا، تم احتواء الحريق بشكل شبه كامل، بحسب مراسل فرانس برس.
ومنذ الأحد اندلعت الحرائق في أكثر من 15 محافظة جزائرية، خصوصا في البويرة وجيجل وبجاية، وهي مناطق تضررت في العامين الماضيين بسبب الحرائق الخطيرة التي أودت بحياة نحو 130 شخصًا.
وفي اليونان قتل طياران إثر تحطم طائرتهما أثناء إخماد الحرائق وعثر على رجل متفحما الثلاثاء في اليونان التي تشهد حرائق عنيفة بسبب درجات الحرارة المرتفعة جدا منذ عشرة أيام.
وتحطمت قاذفة المياه في واد فيما كانت تحاول إخماد حريق غابة في جنوب جزيرة إيفيا. وكان مئات رجال الإطفاء وأربع طائرات على الأقل يكافحون النيران في هذه الجزيرة القريبة من أثينا.
وفي الوقت الذي صدمت فيه صور الغابات والأشجار المتفحمة اليونانيين، حذر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس من أن مكافحة الحرائق لا تزال صعبة. وتعرض جنوب إيطاليا لموجة حر شديدة، حيث وصلت الحرارة إلى 47.6 درجة مئوية سجلت الاثنين في كاتانيا بصقلية.
وعثر على جثتي مسنين متفحمتين في منزل التهمته النيران فيما توفيت امرأة تبلغ من العمر 88 عاما قرب باليرمو، حسب ما أفادت به وسائل الإعلام مساء الثلاثاء. من جانب آخر كافح رجال الإطفاء في صقلية ليل الاثنين – الثلاثاء عدة حرائق امتد أحدها إلى موقع قريب من مطار باليرمو الذي أغلق لعدة ساعات صباحا.
وقال رئيس منطقة صقلية ريناتو شيفاني إنه يريد أن يطلب من الحكومة -التي تعقد جلسة الأربعاء- إعلان حالة الطوارئ في هذه الجزيرة المتوسطية. وكافح رجال الإطفاء ليل الثلاثاء – الأربعاء حريقا عنيفا أشعلته رياح تهدد قرى في كورسيكا العليا، وهي دائرة فرنسية تقع في جزيرة كورسيكا (جنوب).
وقال رجال الإطفاء إن الحرائق كانت قريبة من ثلاث قرى أخرى وخصوصا من منطقتين فيهما “العديد من النقاط الحساسة والمساكن والمواقع الدينية”. وأتت النيران على حوالي 130 هكتارا من النباتات بحسب آخر حصيلة.
وأصبحت المناطق المطلة على البحر المتوسط، مثل اليونان وتركيا وإيطاليا والجزائر وتونس، بؤرة لحرائق الغابات في الفترة الأخيرة، الأمر الذي يهدد بتحول أجزاء كبيرة من هذه المناطق إلى أراضٍ قاحلة.
وقد دمرت الحرائق عشرات الآلاف من الهكتارات في مساحات شاسعة من الغابات على طول ساحل البحر المتوسط في الأسابيع القليلة الماضية. وقتل ثمانية أشخاص على الأقل في تركيا حيث تركزت الحرائق في الجنوب الغربي، فيما قضى 42 شخصاً على الأقل جراء حرائق تجتاح شمال الجزائر وخصوصاً منطقة القبائل.
وتعرف حرائق الغابات أيضا باسم حرائق الأدغال أو حرائق البراري، وغيرهما من المسميات، وهي حرائق كبيرة وغير منضبطة، وأحيانا تتسبب في تأثيرات مدمرة، ويمكنها الانتشار بسرعة، ويساعد الطقس في انتشارها، فقد تغير الرياح اتجاهها بسرعة، وقد تقفز الجمرات المشتعلة من رقعة إلى أخرى، ما يسهم في انتشارها.
وتنجم حرائق الغابات عن مجموعة من الأسباب بعضها طبيعي مثل “البرق”، والآخر من فعل الإنسان، مثل إلقاء أعقاب السجائر على الأرض.
وتساهم تضاريس المنطقة والغطاء النباتي في انتشارها، وقد تتحول حرائق الغابات من مجرد حريق صغير إلى جحيم مستعر في دقائق معدودة، وذلك بحسب موقع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وتعد حرائق الغابات سببًا رئيسيًا في مقدار كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم، إذ تتسبب في ما بين 5 و8 في المئة من إجمالي حالات الوفيات المبكرة سنويا الناجمة عن تلوث الهواء والبالغة 3.3 مليون حالة وفاة، بحسب منظمة “كربون براف” الخاصة بالمناخ.
وبحسب الأمم المتحدة تتزايد حرائق الغابات، من حيث تواترها وحجمها، بسبب الاحتباس الحراري، بعد أن كانت تحدث موسميًا فقط، كما أنها تضيف غازات الاحتباس الحراري إلى البيئة، وتدمر الأشجار التي تمتص ثاني أكسيد الكربون.
ولا يقتصر تأثير حرائق الغابات على البيئة فقط، بل يسبب للأفراد أيضا مشكلات صحية. وفي هذا الإطار يوضح ماثيو آدمز، الأستاذ بجامعة تورنتو ومدير مركز البيئات الحضرية التابع لها، أن الآثار الفورية لاستنشاق دخان حرائق الغابات تشمل ضيق التنفس وارتفاع النبض وآلام الصدر والتهاب العين والأنف والحنجرة، مشيرًا إلى أن دخان حرائق الغابات يرتبط كذلك بمشكلات صحية خطيرة وطويلة الأمد مثل السرطان وأمراض الرئة، خاصة لمن يعيشون في مناطق تتكرر فيها حرائق الغابات.
وأوضح آدمز أن هناك جزيئات صغيرة في ضباب الدخان، تدخل إلى مجرى الدم أو أجزاء أخرى من الجسم، وتتسبب في طفرات محتملة في الحمض النووي ومشكلات صحية أخرى، إضافة إلى أن التعرض لدخان الحرائق لفترة طويلة يؤثر على الحوامل وأجنتهن، بحسب بعض الدراسات.